الفنان خالد الجبري: الكوميديا مهمة في الدراما اليمنية لانتشال المشاهد من مأساته
- حوار ـ سمير النمري الجمعة, 15 مايو, 2020 - 11:29 مساءً
الفنان خالد الجبري: الكوميديا مهمة في الدراما اليمنية لانتشال المشاهد من مأساته

[ الفنان خالد الجبري ـ أرشيف ]

خالد الجبري فنان موهوب، ممثل يمتلك أدواته الفنية ويعرف كيف يوظف مواهبه إلإبداعية.

 

عرفه المشاهد اليمني من خلال أدواره المتميزة ابتداءً من مسلسل كيني ميني، شدّ إليه اهتمام المتابع وإعجابه، لم يسقط في التهريج مثل بقية الكوميديين، ولم تجرفه كوميديا الابتذال التي جرفت كل زملاؤه وغير زملاؤه.

 

ظل خالد الجبري في كل أدواره محتفظاً بلياقته إلإبداعية وذوقه الرفيع في تجسيد الدور وتقديم الذات كممثل كوميدي يحترم نفسه.

 

لم تخذله الموهبة، وخذلته الظروف؛ فلم يحصل بعد على الفرصة الكافية لاستخدام كل إمكانياته وقدراته الفنية.

 

استفادت القنوات من حالة الركود الفني فوظفت بعض الممثلين لتقديم برامج تلفزيونية، ومنهم الفنان خالد الجبري، فقدم برنامجان تلفزيونيان هما: رحلة حظ والكاميرا في الريف وهو تراجع بالنسبة للفنان الممثل؛ لأن إمكانيات وشروط ومواهب الممثل أرقى بكثير من مما يتطلبه التقديم التلفزيوني، الممثل فنان، والمذيع صاحب مهنة، الممثل يستطيع بكل بساطة أن يقدم برنامجا تلفزيونيا، وليس أي مذيع يستطيع أن يكون ممثلا.

 

لكن خالد الجبري لم يترك موهبته، وبقي محتفظا بحبل الموهبة وعِشق التمثيل، فرأيناه يتصدر البطولة في مسلسل دار ما دار وكان واضحا أنه يبذل جهوداً كبيرة ليكسر رتابة المكان، حيث تجري الأحداث والحوارات كلها داخل شقة وحدة أو جناح واحد في فندق، وهو تحدٍّ يضاف إلي تحديات أخرى، إذ يتحمل الممثل عبئٔا إضافياً ليغطي ضعف الإمكانيات ورداءة الإخراج".

 

نص الحوار

 

*مسلسل دار ما دار الكوميدي، وبرنامج رحلة حظ المسابقاتي هما ما أطل به الفنان خالد الجبري لجمهوره هذا العام، هل تشعر بالرضى عما قدمت؟

 

**بداية أشكرك على الاستضافة وأوجه تحية خاصة لأبناء الوطن جميعا في الداخل والخارج، بالنسبة لسؤالك حول شعوري بالرضى أصدقك القول إن برنامج رحلة حظ اعتبره بذرة طيبة يجمع بين الفائدة والمتعة يزور المحافظات المختلفة ونلتقي بالجمهور وهم رأس مالنا الحقيقي ولو خيرت بينه وبين أي عمل درامي سأختار برنامج رحلة حظ لأني أجد نفسي بين جمهوري ومع أهلي.

 

وبالنسبة لمسلسل دار ما دار فقد تم إنتاجه العام المنصرم وتأخر عرضه بسبب بعض الإشكالات التي حصلت في حينه وحاولت أن أقوم بدوري على أكمل وجه لإسعاد المشاهدين وتحقيق الرضا المطلوب وقد عملنا مع كافة الطاقم بروح الفريق الواحد.

 

*هناك إشادة واسعة بمستوى أداء الممثلين في مسلسل دار ما دار رغم أنه صور داخل شقة واحدة، هل هو عجز في توفير أماكن متنوعة للتصوير أم أسلوب جديد للبرامج الكوميدية؟

 

**التصوير في مكان واحد ليس عجزا أو نقصا ولكنه أسلوب متبع في الانتاج الدرامي وأعتقد أن المشاهد وجد ما يصبوا له من ابتسامة وخفة ظل لا سيما في ظل كوكبة من ألمع نجوم الفن الذين أوجه لهم عبركم التحية والتقدير وكذلك الطاقم الفني الذي بذل جهدا مضاعفا لانجاح المسلسل.

 

*يعتقد كثيرون أن مستوى الفنان خالد الجبري يرتقي بكثير عن مستوى مسلسل كوميدي، ما الذي يمنعك من انتاج أعمال درامية راقية؟

 

**اعترض على صياغة سؤالك لأنك أنقصت من مستوى المسلسلات الكوميدية ووصفت غيرها بالأعمال الدرامية الراقية وبالنسبة لخالد فهو رهن الإشارة في مختلف الأعمال الدرامية بشرط النص الراقي والفكرة الجميلة.

 

وحول ظهوري في أعمال أخرى لا أخفيك عرض على بعض الأعمال الدرامية والشكر للمخرجين والقنوات الذين تواصلوا معي ومنحوني الثقة ولكني اعترضت لأجل برنامج رحلة حظ 2 والذي يأخذ من وقتي قرابة ثلاثة أشهر متواصلة.

 

*هل تعتقد أن بروز لغة العنف بشكل مفرط في معظم الأعمال الدرامية جعلك تنحو نحو أعمال كوميدية للتخفيف على المشاهد؟

 

**هناك أعمال درامية راقية برز العنف فيها وهذا ليس عيبا ولكن لارتباطه بواقعنا المرير والمؤلم، وهذا ليس عيباً ولا أجده مشكلة في العمل الدرامي ولكل مؤلف وصاحب فكرة ومخرج وجهة ونظر، وبالنسبة لي أرى أن المجتمع بحاجة لأعمال درامية تربوية اجتماعية تحارب السلوكيات الخاطئة وتنمي الجانب الإيجابي، وكذلك الكوميديا مهمة جدا لانتشال المشاهد من واقعه المؤسف بسبب الصراعات والضغوطات المختلفة.

 

*كيف تبدو علاقة المنتجين مع القنوات الفضائية اليمنية؟

 

**كنت أتمنى أن يكون سؤالك حول علاقة الفنانين بشركات الإنتاج كون اختلاف معيار الأجور وطريقة التعامل يفرض على نقابة الفنانين أن تقوم بدورها في التنسيق والمتابعة وضبط الأجور وإنقاذ الممثل من استغلال شركات الإنتاج، وأن كنت أنا بحمد الله علاقتي بالجميع طيبة ولكن في المقابل هناك زملاء يشكون ما حصل لهم وبالنسبة لسؤالك حول علاقة شركات الإنتاج بالقنوات أرى أن يوجه للقائمين عليهما.

 

*أين ترى نفسك أكثر، مقدم لبرنامج مسابقاتي ميداني أم ممثل درامي؟

 

**خالد يرى نفسه في خدمة زملاءه ومتابعيه ومحبيه خالد يؤمن بالبرامج الجماهيرية كونها مرتبطة بالمواطنين مباشرة، خالد يسعى لتقديم أعمال درامية نقية تساهم في تطوير المجتمع وتحسين صورة الوطن بعيدا عن السياسة التي فرقتنا ومزقنا، خالد يقولها للجميع برنامج رحلة حظ بفكرته وفقراته بذرة بذرناها وسننميها على مدى سنوات طويلة بإذن الله.

 

*كيف تقيم مستوى الانتاج الدرامي لهذا العام، وما نصيحتك؟

 

**كل الأعمال الدرامية اليمنية المقدمة عبر الشاشات المختلفة جهود مشكورة وبصراحة أكبر تهديد أمام الأعمال الدرامية اليمنية انعدام الكاتب والمؤلف وكذلك ضيق الوقت كون القنوات لا توقع عقودها مع شركات الإنتاج إلا في الوقت الضائع، ولك أن تتصور مسلسلات تعرض في رمضان ولا تزال المشاهد تصور حتى اليوم، وأيضا علينا ألا نغفل جائحة كورونا التي عطلت كثيرا من الأعمال وألغت كثيرا من الأفكار وأنا أعلم أن المشاهد لا يفكر في العوائق وربما لا يقدر الوضع وهو معذور لأنه ينتظرنا عام كامل فيريد أن يرانا بالمستوى المطلوب وهذا من حرصه وحبه لنا.

 

*كلمة أخيرة!

 

كلمتي الأخيرة لوطني الحبيب، ستخرج من المحنة شامخا أبيا والمواطن اليمني سيظل رافع الرأس والقادم خير بإذن الله.

 

الشكر للمتابعين الأعزاء.

 

وأرفع قبعتي احتراما وتقديرا لزملائي طاقم عمل برنامج رحلة حظ 2، وكذلك زملائي الفنانين الذين شاركوني في البرنامج وهي موصولة لطاقم عمل دار ما دار وجميع الوسط الفني.


التعليقات