الشاعر عبد الإله الشميري في حوار مع "الموقع بوست": اليمن يفتقد للنقاد الحقيقيين
- حوار: صلاح الواسعي السبت, 16 يناير, 2021 - 09:23 مساءً
الشاعر عبد الإله الشميري في حوار مع

[ الشاعر عبد الإله الشميري ]

شاعر حروفه جميلة كجمال فتيات اليمن وربما حاكى جمالهن بصياغة عباراته الشعرية، عبدرالإله الشميري شاعر أنيق قدم من "الأعدوف" شمير ليكتب الشعر وربما خلقه الله لهذا الغرض وحده.

 

يؤمن الشميري بأن الشاعر يولد من رحم أمه ليقول الشعر، لهذا كان منذُ صباه مشاكسا يهجو أبناء قريته بما تيسر له من ألفاظ عامية.

 

عشق اللغة العربية وكأنه قيس والعربية ليلى، تفوق بمادة اللغة العربية وتغنى بها كطائر شحرور يطل من فوق شجرة جوار منزله في قرية الأعدوف شمير تعز.

 

انكب على قراءة الشعر وانفتح على ألوانه وأطيافه وشرب منه لكنه لم يرتوِ حتى اليوم وبقب عاطشا يروي ضمأه بكتابة القصائد.

 

عندما لقى أبو القاسم الشابي قرأه وأخذه معه وأحبه وتأثر به فهو يعزو السبب كما يقول "ربما لتلاقينا في الحزن وخسارة التطلعات".

 

له عدة دواوين شعرية منها "أغاني الماء" 2004، وهو العمل الحائز على جائزة الدولة المركز الأول على مستوى الجمهورية والمحافظة و"قمصان العابر للظل" عام 2015، والصادر عن الجائزة نفسها. مؤخرا صدر له ديوان شعر "ما يشبه وجه السوسن" عن دار أروقة للنشر في القاهرة، وله عدة دواوين شعرية تحت الطبع.

 

في حواره مع "الموقع بوست" تحدث الشاعر الشميري عن بداية رحلته مع الشعر والظروف التي عاشها في قريته بـ"الأعدوف" والتي كانت سببا في إلهامه وغرامه بالشعر.

 

تطرق الشاعر إلى الظروف النفسية والاجتماعية المحيطة به والتي منحته جواً وأرضية خصبة تحرك عليها لانطلاق رحلته كشاعر مبدع.

 

أشار الشميري إلى الشعراء الذين تأثر بهم والذين كانوا مصدر إلهام بالنسبة له، كما كشف عن عدة دواوين شعرية تحت الطبع.

 

ولفت إلى أن اليمن يفتقد للنقاد الحقيقيين، وقال "في البلد لا يتجاوزون النقاد الخمس الأصابع لكن العلاقات الشخصية أفسدتهم وكثيرون ممن يمكنك تسميتهم بحطاب ليل ولا يفهمون شيئا عن الشعر تشفق عليهم وأنت تراهم يمجدون نصوصا هزيلة بل ومسروقة لا تستحق حتى التنويه الناقد، حتى وإن وجد فهو أعمى في أحسن حالاته عليه حين يقرر تناول شاعر ما عليه النظر أولا من هم آباؤه؟ وبمن تأثر؟ وعلى من اتكأ؟

 

وقال إن "المشهد الشعري مشوش إن لم يكن مزيفا والمشهد النقدي أيضا متحامل ومثقل بالنفاق وتنسحب هذه الحالة حتى على المشهد العربي برمته".

 

وتابع أن دور المرأة مهم جداً في حياة الشاعر، فامرأة واحدة لا تكفيه، ورسو الشاعر على امرأة واحدة -حد قوله- ينتج نوعاً واحداً من الغزل ومملاً، لذا عليه تنويع تجاربه العاطفية إذ إن كل امرأة تمنحه سقفاً إبداعياً مختلفاً عن سابقتها بحسب اختلاف جمالها، أناقتها، لغتها، روحها، مشاكساتها، عنفوانها، صدامها معه... إلخ.

 

نص الحوار:

 

* الشاعر عبد الإله الشميري عرفنا بنفسك بالقدر الذي تريد؟

 

**من الصعب جداً أن تقدم نفسك، فانقلني للسؤال التالي واعفِني من هذا السؤال.

 

* كثيرون كتبوا الشعر ونظموا القوافي، لكن هذا ليس بأمر كاف لولادة شاعر، من هو الشاعر برأيك؟ وهل يولد الإنسان شاعرا؟ أم أن المثابرة على النهل من بحر الشعر تصنع شاعرا؟

 

** ليس من امتلك الإطار العام وكتب هو شاعر طبعا، أعني بالإطار العام إتقان العروض، ألفية ابن مالك مثلا هل هي شعر؟ روح الشعر وجوهره لا يكتبه إلا من خلق شاعراً وثابر وعاش مع الشعر في هوس.

 

إن المثابرة ضرورية لنمو الشاعر وتطوره، والشاعر الحقيقي هو من يدرك موقعه بين كل من سبقوه وجايلوه، هو من يضع بصمته الخاصة به ويأتي بالجديد، والكلمة الشعرية مسؤولية عظيمة ومخطئ من كتب كلما انفعل ومخطئ أيضا من كتب متى شاء.

 

والانفعال وحده لا يكفي والانفعال دون وعي ودون أن تحشد ثقافتك وتراقب نصك ساعة كتابته مدد ناقص لا يأتي بجديد، وهناك فرق بين أن تكتب نصاً كل يوم وبين أن تظل واقفا لأيام أمام كلمة أو جملة شعرية، وكثير من نصوصي كتبتها بروية خلال سنوات وأخرى مؤجلة من سنوات قيدت منها فقط ما هطل ولا أدري متى أتمها؟ وكنت أسخر من زهير بن أبي سلمى حتى وجدت نفسي مثله تماما في السنوات العشر الأخيرة، فاحترمته.     

 

* متى اكتشفت موهبتك الشعرية؟ وهل كان للظروف التي عشتها دورها في ظهور هذه الموهبة؟

 

** الظروف النفسية والظروف المحيطة تسهم بلا شك في منح الشاعر جوا وأرضية خصبة يتحرك عليها وخلالها، وهي من تفرض عليه انتقاءاته وتوجهه في بداية التجربة.

 

أما عن البداية فكانت عبارة عن علاقة حميمة في المقام الأول، فمن قبل أن يتفتح وعيي على القراءة والكتابة التصقت بالشعر عن طريق السماع ثم كان أحب المقررات المدرسية إلي، حدث هذا في الصفوف الأساسية الأولى وقبل أن أتقنه ما كان عبر التلقين.

 

بعدها كان الكتاب الشعري رفيقي وجليسي في المدرسة وغيرها، كنت دائم المشاركة بفقرة شعرية في طابور الصباح خلال الابتدائية والإعدادية لشعراء حفظت لهم.

 

هذه الحالة تؤكد أن الشاعر يخلق شاعراً وسيكتب بالعامية طبعا إن تعذر عليه الالتحاق بالمدرسة وعاش في أمية مطلقة.

 

أما البداية الحقيقية فعادة لا يتذكر الشاعر متى بدأ ويجازف حين يعتبر أن نصاً ما هو نصه الأول.

 

سألني صديق قبل سنوات متى بدأت؟ قلت: في الأول الثانوي أو التاسع على ما أتذكر، فتذكرت أن البداية كانت مبكرة جدا حين صحح لي قائلا: بل في الصف الرابع أو الثالث الأساسي، هل نسيت أنك كنت تهجونا يومها أنا ومحمود وشفيق؟ فتذكرت ساعتها أن هذا حدث حقا.

 

كنا أصدقاء وكنت أشاكسهم بهجاء بالعامية ما كنت قد تمكنت من الفصحى بعد، كنت أهجوهم بالعامية وبموزون طبعا وهذا يؤكد أن الشاعر يخلق شاعرا.

 

أحيانا يكتشف الشاعر نفسه في وقت متأخر وهذه حالات صادفتها من خلال تدريبي لزملاء على العروض بعد إلحاحهم عليّ، كثير منهم عمره فوق الثلاثين والأربعين لكنهم كتبوا.

 

هذه الحالات أكدت لي أن "النابغة" كتب بعد عمر طويل.. رواية كنت أكذبها لكني آمنت بها من خلال ما رأيته معهم، وهذا مما يؤكد أن الشاعر يخلق شاعرا وإن كتب متأخرا.

 

* هل ديوان "ما يشبه وجه السوسن" يعد إصدارك الأول؟

 

** الأول من "أغاني الماء" 2004، وهو العمل الحائز على جائزة الدولة المركز الأول على مستوى الجمهورية والمحافظة، ثم "قمصان العابر للظل" في 2015 والصادر عن الجائزة نفسها، العملان منوعان ما بين عمود وتفعيلة ونثر، أما هذا العمل فهو أحب أعمالي وخصصته للتفعيلة والمدورة فقط، وضمنته أروع ما كتبته في هذا اللون خلال 2004 حتى 2019، أما أجمل أعمالي في العمود والنثر ما زالت مخطوطة ضمن أعمال أخرى مخطوطة تصل لأربع مجموعات وربما أكثر سترى النور حين تجد الفرصة المناسبة.

 

* كيف كتبت الوطن في أشعارك؟

 

**وكتبت لليمن للعراق للجزائر لمصر لسوريا لفلسطين، كتبت لصنعاء لتعز لذمار لإب لعدن، وكتبت "للأعدوف" الأعدوف حيث نشأت ودرجت.

 

مجموعة كاملة خصصتها لهذا الغرض أشتغل عليها من سنوات عنونتها بـ"كتاب الدول.. اليمن وأخواتها" ولا أدري متى تكتمل؟

 

الوطن واسع جدا عندي في كل ما كتبت والأوطان العربية كلها وطني ليس اليمن فقط وهو حاضر في وجداني وفي معظم أعمالي سواء بشكل مباشر أو غير مباشر كَمُماهاة بينه وبين ما هو مذكر ومؤنث كالمرأة مثلا تكتب لها وتصف منها عليه بطريقة ذكية لا يدركها إلا حصيف.

 

 

الكلمة الشعرية أيضا بحد ذاتها وطن واللغة هي الوطن الأم حتى المرأة وأنت تكتب لها وطن.

 

هناك مماهاة بين كل ما هو مؤنث ومذكر وبين وطنك كشاعر.. وطنك العربي كله وطني أينما وجدت ذاتي كتبت.

 

* هل كان لشاعر ما تأثيره عليك وعلى نهجك في مسيرتك الشعرية؟

 

** أبو القاسم الشابي هو أكثر من أثر بي ربما لتلاقينا في الحزن وخسارة التطلعات وربما لوقوعي على ديوانه بشكل كامل وأنا في مرحلة مناسبة جدا لتجريب الكتابة بعد وعيي بأني من الممكن أن أكون شاعراً.

 

ضف الإيقاع الصاخب في أعماله كوني مهووس جدا بالموسيقى، ثم تنوعت قراءتي لآخرين، كالمقالح والقرشي عبد الرحيم سلام ومحمد هيثم، وتحررت منه مبكراً وكدت أن أتأثر بهم لكني نجوت من الجميع وبدأت بالتركيز على وضع بصمتي.

 

* هل تعتقد أن الساحة الأدبية في اليمن حاليا تحتوي على نقاد على قدر من المسؤولية؟ ومن هذا المنطلق كيف ترى مستقبل الشعر في اليمن  من حيث القيمة والجودة والمتانة والمواضيع في ظل واقع الحرب؟

 

** قليلون جداً النقاد الحقيقيون في البلد لا يتجاوزون الخمس الأصابع لكن العلاقات الشخصية أفسدتهم وكثيرون ممن يمكنك تسميتهم بحطاب ليل ولا يفهمون شيئا عن الشعر تشفق عليهم وأنت تراهم يمجدون نصوصا هزيلة بل ومسروقة لا تستحق حتى التنويه الناقد، حتى وإن وجد فهو أعمى في أحسن حالاته عليه حين يقرر تناول شاعر ما عليه النظر أولا من هم آباؤه؟ وبمن تأثر؟ وعلى من اتكأ؟

 

باختصار على الناقد أن يكون مواكبا جيدا لكل الأجيال الشعرية حتى إلى ما بعد امرؤ القيس ليكون واعيا وعادلا في تناوله.

 

المشهد الشعري مشوش إن لم يكن مزيفا والمشهد النقدي أيضا متحامل ومثقل بالنفاق وتنسحب هذه الحالة حتى على المشهد العربي برمته.

 

في المسابقات التلفزيونية مثلا تجد ناقداً كبيراً يخون ضميره النقدي بإقصاء شاعر عظيم لمصلحة آخر هزيل أصر البرنامج على صعوده حسب سياسته الموجهة أو لعلاقة شخصية أو لمحاصصة مالية ربما.

 

عد لجريدة أخبار الأدب المصرية العدد ألف ستجد ما يؤكد قولي هذا.

 

لقاء مطول مع أحد النقاد العرب الكبار وهو يلام حين أقصى الأجمل وأجاز الأسوأ في أحد المواسم للمسابقة وما زال يفعلها بوقاحة للآن غير مكترث بتاريخه القديم.

 

ستندهش من رده وأنت تجده يقول: إن الأمر فرض فرضاً عليه وإن ما يمارسه من نقد في ذاك البرنامج ليس نقداً حقيقيا إنما هو نقد تلفزيوني أملته عليه الشركة المنتجة للبرنامج الهدف منه إمتاع الجمهور.

 

أما الشعر فمزدهر كظاهرة لكنه كجوهر مشوش كما ذكرت لك متشابه لحد بعيد ويكرر نفسه.

 

هناك فقط مجموعة أسماء قليلة، تكتب المختلف يمكنك المراهنة عليها، لكنها لم تنل استحقاقها، لأنها تكتب بصمت غير مهتمة بالشهرة، وهذه هي سمة الشاعر الحقيقي المتزن، يكتب بصمت، والشاعر الحقيقي يكتب ليتنفس ليستمتع ليؤكد القيمة الحقيقية من وجوده في الحياة وهو الناقد الأول لنصه وهو الناقد الأخير.

 

أما عن الشعر والحرب فهناك علاقة ثرية بينهما، للأسف أروع الملاحم العربية كتبت خلال الحرب، فالحرب للأسف جو خصب جدا للشعر لما تحمله من الدمار الهائل على المستوى الشعبي والعاطفي للشاعر المتمثل بالدمار العام والنزوح والفقدان.

 

على الصعيد الشخصي ديوان كامل ما زال مخطوطا عنونته بـ"نار النسوة.. راء الحرب" لا أدري متى سيرى النور.

 

* نعيش في عصر الرواية، هل توافق على هذه المقولة؟ وهل تعتقد أن الشعر قد فقد بريقه أم أنه منافس قوي يقف بصلابة أمام أنواع الأدب الأخرى؟

 

** ازدهار الرواية هو مؤشر على تقدم وحداثة المجتمع وهذا لمصلحة الشعر، الشعر وحده فقط كان المسيطر في العصور الأولى حيث مجتمع البداوة والثقافة المتخلفة.

 

ولا صراع بين الأجناس الأدبية من وجهة نظري ولا غنى لها عن الشعر، بل هناك تداخل بينه وبينها ولا تكون الرواية ممتعة إلا إن كتبت بلغة شعرية عالية، وهذا يؤكد أن الشعر هو المدماك الأهم والأرضية الأولى التي تقوم عليها بقية الأجناس.

 

* من هو الشاعر الناجح من وجهة نظرك؟

 

** هو من وضع نفسه أمام نفسه وأمام زملائه في سباق. هو المسكون بالتفوق على نفسه مع كل نص جديد لا يكتبه إلا إن كان متفوقا على نصه السابق أو في مستواه على الأقل.

 

هو من يكتب النص لينصفه وليعيد للغة معناها وبهاءها لا ليكتب لينصفوه. هو من يمتلك الوعي الشعري والنقدي والذائقة المرتفعة معاً، يكتب بحسٍ عالٍ ساداً كل ثغرة أمام النقاد، مالئاً كل خلل.

 

هو من يقف كل صباح أمام المرآة مرتباً هندامه، متفقداً موقع القصيدة منه مدركاً أنه في لحظة شعرية دائمة. هو القارئ الموسوعة لواقعه وماضيه ولكل الحقول الإنسانية والمعرفية، لا في الحقل الثقافي فقط.

 

باختصار شديد هو من يكتب الخلود، هناك فرق بين أن تكتب اللحظة العابرة وبين أن تكتب الخلود.

  

* أي أنواع الأدب يستحوذ على اهتمامك بعد الشعر طبعًا، ولماذا؟

 

** كل ما قام على بنية شعرية يستحوذ على اهتمامي، حتى وإن كان عملاً مسرحياً أو تقريراً لفيلم وثائقي.

 

لو تابعت وثائقيات قناة الجزيرة أو ناشيونال جيوجرافيك لوجدت فيها الكثير من الشعرية المدهشة سواء كانت عن الإنسان أو الفضاء أو الصحراء أو الحيوان.

 

* أيّ أصناف الشّعر الأقرب إلى روحك؟

 

**روحي تكون حيثما يكون الشعر سواء عموداً أو نثراً أو تفعيلة أو مدورة، إلا أني كثيراً ما تحدوني الرغبة للعودة للنثر كونه سمة العصر ولكوني مللت من الغنائية المفرطة.

 

* ما رأيك بقصيدة النثر التي تحررت من القافية والتفعيلة والوزن، وباتت تزاحم القصيدة التقليدية؟ وهل أنت مع تصنيفها تحت خانة الشعر؟

 

** القصيدة النثرية هي روح هذا العصر وسمته وهي قصيدة المستقبل والملاذ إليه بعد هذه الرتابة وهذا الملل من الغنائية في العمود.

 

أكثر من ألفي سنة والعربي يغني ويحدو ويصفر ويصفق.

 

هذا الغناء المتمثل في العمود وهذا الزمن الطويل الذي رافقه حتّم على العمود أن يبلغ ذروته ويكتمل، القصيدة العمودية الآن تطوي عصرها الذهبي ولا بديل سوى قصيدة النثر التي ستسيطر وتستقر.

 

حياتنا الأن كلها نثر في نثر، حركتنا اليومية، تعاملاتنا هيأتنا أسفارنا فالT.Shirt.. نثر.. والجينز نثر والهيدفون نثر والحقيبة الSport نثر، والشعر ابن عصره وزمنه، لكنها ليست سهلة كونها تحررت من القيود، هي أن تحررت من القافية ومن نمط الأشطر ما تحررت من الموسيقى، القصيدة النثرية لها جوها الخاص ولها موسيقاها الخاصة المتمثلة بالحفيف حفيف الكلمة حفيف العبارة حفيف المعنى حفيف القفل وغيرها.

 

هي أصعب من العمودية لارتكازها على بدائل كثيرة لا يقوى عليها الا شاعر حقيقي محترف.

 

* هل توافق على مقولة إن إصدار الدواوين هو إثبات للذات أولا وأخيراً؟

 

** لا أوافق أبدا على هذا الرأي، كثرة الإصدارات غالبا ما تكون ليست دليل شاعرية، كثير من الشعراء الكبار ما تمكنوا من طباعة كل أعمالهم وكثيرون طبعوا عشرات الأعمال وليس لهم من الشعر إلا عمل أو عملين.

 

* ما مكان المرأة ومكانتها في أشعارك؟

 

 ** المرأة مهمة جداً في حياة الشاعر وامرأة واحدة لا تكفيه.

 

رسو الشاعر على امرأة واحدة ينتج نوعاً واحداً من الغزل ومملاً، لذا عليه تنويع تجاربه العاطفية إذ إن كل امرأة تمنحه سقفاً إبداعياً مختلفاً عن سابقتها بحسب اختلاف جمالها، أناقتها، لغتها، روحها، مشاكساتها، عنفوانها، صدامها معه... إلخ.

 

هنا يمكن اعتبار الشاعر خائناً، لكنه خائن لنسائه مخلص لقصيدته.


التعليقات