[ جيرالد فايرستاين السفير الأمريكي الأسبق لدى اليمن ]
قال السفير الأمريكي الأسبق لدى اليمن جيرالد فايرستاين إن انهيار نظام بشار الأسد في سوريا وإضعاف حماس وحزب الله بشكل كبير، جعل إيران في موقف أضعف بكثير مما كانت عليه منذ عقود.
وأضاف فايرستاين في تصريحات لمعهد الشرق الأوسط الأمريكي (MEI) أن ضعف قوة إيران يوفر للرياض نفوذاً جديداً لتأمين تعاون طهران في إنهاء الحرب الأهلية اليمنية، مشيرا إلى أنه تم تعليق جهودها لحل هذا الصراع بسبب حرب غزة ورد فعل الحوثيين لدعم الفلسطينيين.
وتابع "في غياب حل لمشكلة غزة، كان السعوديون وشركاؤهم في الخليج حذرين في تحدي الحوثيين. وينبع حذرهم من مخاوف من أن الموقف القوي بشأن الهجمات البحرية التي تشنها الجماعة قد يكون غير شعبي للغاية في الداخل إذا كان يُنظر إليه على أنه يدعم إسرائيل وأنه قد يؤدي إلى تجدد الهجمات الحوثية ضد السعوديين ودول مجلس التعاون الخليجي على نطاق أوسع".
ويرى الدبلوماسي الأمريكي أن إدارة ترامب القادمة ستحتاج إلى تحقيق التوازن بين الانقسامات المتعمقة بين إسرائيل والخليج، في حين كان هناك خلال الفترة الأولى توافق عام بين هؤلاء الشركاء الرئيسيين للولايات المتحدة.
وقال إن "الحكمة التقليدية هي أن إدارة دونالد ترامب الثانية ستسعى إلى اتباع نفس دليل الشرق الأوسط كما حدث خلال ولايتها الأولى، مع التأكيد على دعم إسرائيل وتحالفها المناهض لإيران مع شركائها الخليجيين بالإضافة إلى توقع أن يستمر قادة الخليج في إظهار القليل من الاهتمام بالمصالح الفلسطينية بينما يسعون إلى اتفاقيات التطبيع مع القدس.
وأكد أن التحولات الدراماتيكية في الظروف الراهنة وتوازن القوى في المنطقة تؤدي إلى جعل هذه الخطة غير قابلة للتنفيذ. وقال "لقد أحدث هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، والاستجابة العسكرية الإسرائيلية، تغييرات جذرية في البيئة الأمنية الإقليمية، ولكن أيضًا زادت المعارضة الشعبية العربية للتطبيع مع إسرائيل، بما في ذلك في المملكة العربية السعودية".
وتابع فايرستاين "لقد أدى الغضب والإحباط في العالم العربي إلى تجميد المزيد من التوسع في اتفاقيات إبراهيم، وتقليص نفوذ الولايات المتحدة، وإعادة إشعال الدعم الشعبي العربي للقضية الفلسطينية. وفي الوقت نفسه، وبدعم من إيران، استخدم الحوثيون موقعهم العسكري على ساحل البحر الأحمر في شمال اليمن لإظهار دعمهم لحماس والفلسطينيين، وتهديد الشحن الدولي في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن وتهديد إسرائيل نفسها بالأسلحة الهجومية، مما جعل المجموعة مصدرًا رئيسيًا للتوتر وعدم الاستقرار الداخلي الإقليمي واليمني".