عدن على صفيح ساخن.. هل تتحرك الإمارات عسكريا ضد هادي؟
- عربي21 الخميس, 11 مايو, 2017 - 10:43 مساءً
عدن على صفيح ساخن.. هل تتحرك الإمارات عسكريا ضد هادي؟

[ هادي وجنود إماراتيون بعدن ]

بإعلان عيدروس الزبيدي محافظ عدن المقال تشكيل مجلس سياسي انتقالي في عدن والجنوب مع وجود الرئاسة والحكومة الشرعية برئاسة عبدربه منصور هادي، تكون اليمن على شفا منعطف خطير يقترب بكل تفصيلاته من النموذج الليبي الذي تكرست فيه الحالة الميليشاوية وبدء الدخول الفعلي في حالة الانقسام والصراع على السلطة والنفوذ والأرض.
 
وتبدو التناقضات التي شهدتها وما تزال بنغازي الليبية ليست ببعيدة عن المشهد اليمني في عدن، بعد تفجر الخلاف بين الرئيس عبدربه منصور هادي والإمارات التي رفضت إقالته لرجليها القويين عيدروس الزبيدي وهاني بن بريك، والتي اعتبرت بمثابة اللطمة السياسية والطعنة لدور أبو ظبي الإستراتيجي في عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل وإنجازاتهما في محافظات الجنوب.
 
مصادر يمنية خاصة أكدت لـ"عربي21" أن الأمور القادمة لا تشي بأي شكل من أشكال التهدئة بين أبو ظبي والرئيس هادي، بعد ثبوت وقوف الإمارات وتحريكها لرجالاتها لتثوير الشارع في عدن وخلق بلبلة لإضعاف سلطة الحكومة الشرعية والنيل من هيبتها، والتي توجت مؤخرا بإعلان تشكيل مجلس سياسي انتقالي مكون من شخصيات جنوبية جميعها تدعم خط الانفصال عن الشمال اليمني والعودة لصيغة الدولتين الشمالية والجنوبية وهو الخط الذي تؤيده وتسعى له أبو ظبي، بحسب المصدر.
 
ويتساءل مراقبون عن طبيعة الخطوة السعودية المقبلة في ظل التسخين المتفاقم، بعد تأييد الرياض لإجراءات هادي، وسط مخاوف من تفجر الأوضاع أمنيا واتخاذ الإمارات خطوة أحادية تشعل العلاقة التي تعيش أكثر أوقاتها تأزما بين الطرفين. 
 
وتبدو القراءة الأمنية والعسكرية لمجمل التشكيلات التي أسستها الإمارات وما تزال تحت تصرفها، تشي بالكثير من التوقعات الخطيرة التي من شأنها الانفجار في أي لحظة، معلنة دخول الجنوب في حالة لا منتهية من الصراعات، خصوصا مع استمرار ترؤس الوزير المقال والمدعوم من أبو ظبي هاني بن بريك جميع التشكيلات العسكرية والأمنية المسماة بـ"قوات الحزام الأمني" والتي يتجاوز قوامها الاثني عشر ألف جندي، وتعمل في مناطق عدن ولحج وأبين.
 
مصادر "عربي21" قالت إن هذه التشكيلات تحكم قبضتها في المناطق السابقة إلى جانب مطار عدن الدولي، وتعمل بموازاة قوات عسكرية أخرى إماراتية، بل وتقوم أيضا بتنفذ حملات اعتقال ضد ناشطين معارضين لسياستها وتبعيتها، وسبق لهذه القوات أن اصطدمت بالذخيرة الحية مع قوات الحرس الرئاسي التابعة للرئيس هادي وتحديدا في محيط المطار.
 
أما في حضرموت فقد أسست الإمارات قوات "النخبة الحضرمية" وقوامها الآلاف من المسلحين وتعمل تحديدا في مناطق الساحل برعاية ودعم إماراتي خالص، وتشير المعلومات إلى أن ما يمنعها فقط من السيطرة على صحراء حضرموت وجود قوات مسلحة بالمثل تدين بالولاء للرئيس هادي.
 
وأعرب مراقبون عن خشيتهم من دخول عدن بعد القطيعة بين هادي وأبو ظبي نفقا مظلما من الفوضى الأمنية والاقتتال بين قوات الحكومة الشرعية الموالية لهادي والتشكيلات المسلحة المدعومة من الإمارات.
 
كما يشير مراقبون لوجود خلايا تابعة للحوثيين وصالح تعمل على إذكاء الفتنة وتغذية الخصومة وزرع التباينات لخلط الوراق وإضعاف التحالف العربي العسكري بقيادة السعودية.
 
السيناريو الأسوأ
 
تقود السيناريوهات العميقة لما يجري حاليا في عدن ومحافظات الجنوب إلى سيناريوهات عدة، لعل أكثرها سوءا -بحسب المحللين- هو الخلاف على الأرض بين المكونات الرئيسية للتحالف العربي وخاصة السعودية والإمارات، فالأولى لا تتفق كليا مع سياسة أبو ظبي الدافع لعودة نظام الفصل السياسي بين الشمال والجنوب اليمني، في الوقت الذي تغذي فيه الإمارات كل أشكال النزاعات الانفصالية في الجنوب.
 
ومع غياب المقاربة السياسة، فإن شؤون المدينة التي تعد العاصمة السياسية للحكومة الشرعية والمكونات الثورية ستغدو ساحة مفتوحة لمكونات ميليشاوية متناحرة ستفضي بالنهاية إلى فشل أهداف عملية عاصفة الحزم وإعادة الأمل وإدخال البلاد في متاهة لا نهاية لها.
 
فيما يؤكد محللون أن الخسارة الكبرى الناجمة عن تحول عدن لـ"بنغازي جديدة" في مثل هذا الوقت الذي تخوض فيه الثورة اليمنية حربها مع الحوثيين وصالح، سيدفع ثمنه التحالف العربي والشعب اليمني، وعلى رأسه الرياض التي تسعى لدحر الحوثي وصالح عن حدودها وإنهاء حالة النزيف العسكري باليمن بأسرع وقت ممكن.
 
وترى مصادر "عربي21" التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن المستفيد الأكبر من الصراع المتوقع ستكون إيران، من خلال خدمته لرؤيتها في المنطقة وأهدافها بكسر التحالف العربي باليمن وتحويله لبلد تتنازعه المليشيات، وبالتالي استنزاف الدول المجاورة التي ستجد نفسها وقد غرقت بالمستنقع اليمني في ظل تحول البلد إلى دولة فاشلة.
 
واستدعت المصادر في هذا الإطار تصريحات قيس الخزعلي زعيم ميليشيا عصائب اهل الحق بالعراق، الذي أكد اقتراب تحقيق المشروع الذي أسماه "البدر الفارسي" حين قال إن ظهور من وصفه بصاحب الزمان "الإمام الثاني عشر الغائب عند الشيعة"، فإن قواتهم ستكون قد اكتملت بالحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن وعصائب أهل الحق وإخوانهم بسوريا والعراق، حسب تعبيره.
 


التعليقات