[ سقطرى ترفض أي تشكيلات مسلحة خارج إطار وزارتي الدفاع والداخلية ]
يتصاعد التوتر بشكل مستمر بين الحكومة اليمنية ودولة الإمارات العربية المتحدة، في كثير من المحافظات بينها أرخبيل سقطرى، قامت على إثرها السلطة باتخاذ إجراءات عديدة للوقوف في وجه ممارسات أبوظبي.
وفي إطار تحجيم الدور الإماراتي في الجزيرة، أصدر محافظ سقطرى رمزي محروس مؤخرا قرارا بمنع دخول الأجانب إلى الجزيرة بدون فيزا من الجهات الرسمية.
جاء هذا القرار بعد هيمنة الإمارات على المحافظة، والتصرف فيها كما يحلو لها، نظرا لما تتمتع به الجزيرة من موقع إستراتيجي هام، وتوصف بأنها كنز طبيعي، فهي مكان سياحي يجذب الكثير من السائحين.
خطوة غير كافية
في هذا الصعيد، وصف الصحفي كمال السلامي خطوة محافظ سقطرى بـ"المهمة" برغم أنها ليست كافية، قائلا إنها جاءت في إطار تعزيز قبضة الحكومة اليمنية على السيادة في الأرخبيل.
وذكر لـ"الموقع بوست" من المهم تقييد كل الإجراءات والخطوات والتصرفات التي تعد انتقاصا من سيادة اليمن على أي جزء فيها، وبالتحديد سقطرى التي لطالما كانت محط أنظار وأطماع الكثير.
ورأى أن من المهم تقنين مسألة دخول وخروج الأجانب، وكذا الرحلات التي تقوم بها جهات خارجية لأبناء سقطرى، حيث يجري شراؤهم بهدف خلق بيئة مناسبة للتدخلات الخارجية وقبول في الأوساط بالإجراءات التي تعد انتقاصا من السيادة.
وأكد السلامي على ضرورة عدم السماح بأي وجود أمني أو عسكري خارج إطار الشرعية، وأن تكون حركة التنقلات من وإلى الجزيرة تحت نظر وتصرف وموافقة الحكومة اليمنية، وخصوصا حركة السفر والطائرات.
شد وجذب
وفيما يبدو كأنه خطوة لمعاقبة الحكومة من قِبل الإمارات، تحدثت وسائل إعلام محلية عن منع السلطات المصرية 27 سائحا من دول أوروبية من السفر إلى سقطرى، وذلك بتوجيهات من التحالف العربي، برغم سماح الحكومة لهم بالدخول.
في هذا السياق، يعتقد الصحفي السلامي أن هذا نتيجة منطقية لحال الشرعية الرث، وعجزها، فهي في كثير من الأمور منزوعة القرار، وذلك يتضح من خلال العديد من التصرفات والمواقف التي تظهر ضعف السلطة.
واستطرد "لا ندري ما هي مبررات منع بعض الأجانب من زيارة سقطرى إن صح، لكن باعتقادي أن الحكومة اليمنية هي المخولة بمثل هذا الإجراء".
توتر وتمرد
وشهدت مؤخرا سقطرى تمردا نفذه مدير الأمن المُقال والمدعوم من الإمارات، تمكنت السلطات الأمنية من التصدي له. وشدد على إثرها المحافظ محروس على ضرورة استقرار الأوضاع الأمنية واضطلاع الأجهزة الأمنية والعسكرية في المحافظة بالمسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقها في هذا الظرف الاستثنائي.
ودعا محروس الأجهزة الأمنية والعسكرية للتصدي بحزم لكل من يزرع الفتن والقلاقل الأمنية.
وحذر سابقا رئيس المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى، السلطان عبد الله عيسى بن عفرار، ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا من استخدام القوة وفرض أمر واقع في الجزيرة.
وفي وقت سابق أكدت الهيئة الوطنية لحماية السيادة ودحر الانقلاب (سيادة)، دعمها للتظاهرات التي خرجت في الجزيرة، رفضا لمصادرة القرار السيادي في اليمن.
وكان مشايخ وأعيان سقطرى، جددوا تأكيد وقوفهم إلى جانب الشرعية، وذلك خلال لقائهم المحافظ لمناقشة جهود المجتمع في مساندة الأجهزة الأمنية وتثبت أمن واستقرار الجزيرة.
بينما قال شيخ مشايخ سقطرى عيسى سالم بن ياقوت في تصريحه للمونيتور الأمريكية إن التحالف الذي تقوده السعودية ضل طريقه في اليمن وأصبح قوة احتلال، مؤكداً أن دور الإمارات في جنوب اليمن هو دور مدمر إلى حد كبير.
يُذكر أن الإمارات تبعث من وقت لآخر بأبناء الجزيرة إلى خارج البلاد من أجل تدريبهم، وتشكيل مليشيات تابعة لها على غرار ما فعلت في عدن وشبوة وغيرها.