أثار برنامج "تراحموا" الذي تبثه قناة السعيدة الفضائية خلال أيام رمضان للمذيع عبد الملك السماوي غضب المواطنين في اليمن من أسلوب المذيع في انتهاك خصوصية الفقراء والمحتاجين، من خلال تصويرهم ونشر بياناتهم، إلى جانب رفضه إيصال الحالات المحتاجة بفاعلي الخير بشكل مباشر.

وعبر المواطنون عن سخطهم من إصرار القناة على مواصلة بث البرنامج رغم جميع المناشدات والانتقادات المطالبة بإيقافه.

وقال الصحفي اليمني كمال السلامي إن البرنامج نقطة سوداء تُضاف لسجل الإعلام اليمني المليء بالمساوئ والعبث، مشيراً إلى أن برنامج "تراحموا" يمتهن كرامة الناس بغير رقابة ولا محاسبة.

وأضاف السلامي "أستغرب كيف لمجلس إدارة قناة السعيدة أن يقبل بمثل هذا العبث؟"، داعياً مجموعة هائل سعيد أنعم وإخوان ثابت للتوقف عن رعاية البرنامج.

بدورها قالت الناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي ريناد الحاج إن مذيع برنامج "تراحموا" يمارس أكبر عملية ابتزاز وتشهير بحق الفقراء بطرق بشعة وغير إنسانية ثم يمنحهم سلة غذائية سعرها لا يتجاوز 50 دولار أمريكي بعد أن يكون قد مزق كرامتهم على الشاشة وأمام الملايين.

وطالبت الناشطة ريناد بضرورة الضغط لإيقاف برنامج "تراحموا".

من جانبه كتب الناشط الإعلامي ربيع التويجي "كنا نظن أن المشكلة الوحيدة في برنامج تراحموا هي التشهير بوجوه المحتاجين والفقراء، لكن الموضوع أعمق من هذا بكثير"، مشيراً إلى أن أرقام الهاتف التي تظهر في الشاشة عند عرض البرنامج ليست لقناة السعيدة، ولا أرقام إحدى المؤسسات أو الجمعيات، بل أرقام المذيع نفسه.

وتحدث كثير من الناشطين أن المذيع السماوي يقوم باستقبال الأموال الخيرية إلى حسابه الشخصي ويرفض إعطاء أرقام أو عناوين الحالات الفقيرة والمحتاجة إلى رجال الخير للتواصل بهم بشكل مباشر.

وقال محمد حميد "هل سألتم أنفسكم كيف أن برنامجاً خيرياً ومؤسسة خيرية لا تملك حسابا بنكيا أو صفحات على مواقع التواصل أو موقع إلكتروني"، مشيراً إلى أن ما يظهر في البرنامج من أرقام هي أرقام خاصة بمقدم البرنامج عبد الملك السماوي.

وطالب حميد من إدارة قناة السعيدة توضيحاً بشأن ذلك.

من جانبه طالب جمال جميل بضرورة تكليف محاسب قانوني ليقوم بالاطلاع على كافة الحسابات الشخصية للقائمين على البرنامج وحجم ما يصل إليهم من تبرعات ومقارنتها مع ما يتم توزيعه، مضيفاً أن هذا المطلب يأتي في ظل صمت الجهات المختصة على ما يتعرض له الفقراء عبر البرنامج.

بدوره عبر المصور علي السنيدار عن استيائه من التشهير والإساءة والإحراج الذي يتعرض له المحتاجون أمام الكاميرات في برنامج "تراحموا".

وبين أن البرنامج يعد امتهاناً لكرامة الإنسان وسقوطا مهنيا وأخلاقيا للقناة التي يُبث ويُعرض فيها.

من جهته أكد الناشط صدام الجبري أن برنامج "تراحموا"، ينتهك خصوصيات الفقراء والتشهير بهم مقابل الفتات.

وأشار الجبري إلى أن مذيع البرنامج يقف في طريق أي شخص يريد مساعدة الفقراء بشكلٍ مباشر، مبيناً أن هذا ما يكشف زيف الادعاءات التي قامت عليها عملية النصب عبر قناة فضائية.