قيادات يمنية تطالب بالسلام ووقف العبث الخارجي وكرمان تصف حوار السعودية والحوثيين بالزائف
- خاص الإثنين, 16 يناير, 2023 - 03:15 مساءً
قيادات يمنية تطالب بالسلام ووقف العبث الخارجي وكرمان تصف حوار السعودية والحوثيين بالزائف

[ الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل عبدالسلام كرمان ]

أكدت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان أن مقاربة الامم المتحدة والدول الكبرى للملف اليمني "مقاربة خاطئة" تجعل السلام بعيد المنال، وتدعم الأطراف الداخلية والخارجية المسببة للحرب في اليمن.

 

جاء ذلك في "مساحة حوار" نظمتها على حسابها الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" لمناقشة بيان مؤتمر واشنطن الذي عقد في التاسع من يناير الجاري في جامعة جورج تاون بالتعاون مع مركز الدراسات العربية المعاصرة في الجامعة، ومؤسسة توكل كرمان ومنظمة الديمقراطية في الوطن العربي الآن، بمشاركة 21 شخصية يمنية وخبراء دوليون.

 

وقالت توكل كرمان: "من يتابع الجهود الاممية والدولية يلاحظ أن توجهاتهم تصب في اتجاه ترك اليمن كليا لجماعة الحوثي من جهة والتحالف السعودي الاماراتي من جهة أخرى".

 

ووصفت توكل كرمان الحوار الحاصل بين السعودية والحوثيين بأنه حوار طرشان وحوار زائف، موضحة أنه  حوار بين السعودي والحوثي فقط والشعب اليمني غير ممثل فيه حتى مجلس القيادة الذي اسميه مجلس الخيانة او مجلس النخاسة لا يعرف شيئا عن هذا الحوار.

 

وأكدت توكل كرمان أن السعودية والحوثي على السواء يهدف كلاهما إلى ابقاء اليمن على الوضع الحالي بحيث تتمكن السعودية من تقسيم البلد لاكثر من دولة في الجنوب من خلال الهدنة التي تريد ان تصل لها عبر هذا الحوار.

 

صبغة الشرعية

 

واعتبرت توكل كرمان أن أخطر ما يمكن فعله اليوم هو منح مجلس القيادة الرئاسي صبغة الشرعية، مؤكدة على أن "القول بان اطلاق صفة الشرعية عليه يعني ان الاتفاقيات التي سيبصبمون عليها لمنح السعودية اراضينا وجزرنا وسواحلنا ونفطنا وغازنا هي اتفاقيات شرعية وان البصمة التي سيبصم عليها المجلس على فصل البلاد وتفتيه وهذا ما سيقوم به المجلس، سيكون شرعياً.

 

وقالت كرمان: حقيقة هذه ليست الشرعية وانما الشرعية تم الانقلاب عليها بمرسوم سعودي، وتم الاطاحة بها في فندق بالرياض عندما تم الاطاحة بهادي.

 

ودعت كرمان اليمنيين الى عقد مؤتمر وطني لإنتاج شرعيتهم، مضيفة: لن نعدم الادوات لكن لن نعطي احد صك اعتراف بانه يمثلنا، فجيب ان نرفض مشروع الاحتلالين ونرفض من يمثل البلاد وهو مرتهن بالخارج وسننظم انفسنا وسننتج السلطة الشرعية التي تمثل الشعب.

 

وشددت كرمان على أن الحوثي مجرد انتفاشة وأن الشعب اليمني قادر على التخلص منه، مستدركة بالقول: لكن من يعيق انتصار الشعب اليمني على الحوثي سواء سياسياً او عسكرياً هو الحليف الخائن والغادر الذي يطعنك من ظهرك، وليس قوة الحوثي او تقاعس الشعب اليمني.

 

وأشارت كرمان إلى أن من يقوي سلطنة الحوثي هو من يجعله المتحدث الوحيد عن السيادة اليمنية والمدافع عنها امام الغرب والعالم.

 

تحرير القرار السياسي

 

من جانبه طالب نائب رئيس مجلس النواب، عبدالعزيز جباري جميع الأطراف للعمل من أجل اليمن، والحصول على قراره السياسي، وأن يعيش كل اليمنيين في ظل دولة تحمي حقوقهم، ولا تصدر الأذى للإقليم أو العالم، وستكون هذه الدولة من مصلحة الجوار والاقليم.

 

وأضاف جباري: "نحن لدينا ثوابت وطنية، لا يمكن التنازل عنها، النظام الجمهوري، اليمن الكبير الموحد، اليمن الديمقراطي، مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، أن يعيش الناس سواسية"، مؤكداً أن هذه الأمور "لا تهم السعودية والامارات ونحن نؤكد لهم أن النظام الجمهوري لا يهدد أي من دول الجوار".

 

تحذيرات ومخاوف

 

وحذر جباري من مساعي السعودية والامارات من أجل هدنة في اليمن يتبعها اقتتال داخلي، قائلا: "ما يجري الآن أن السعودية والامارات يسعون من اجل أن يبقى كل طرف في مكانه، وفي هذه الحالة ستدخل البلد في حالة تشظي وهذا الأمر نرفضه رفضا مطلقا".

 

وقال جباري: "السلام الذي نعمل من أجله سلام لكل اليمنيين بأن يكون هناك جيش واحد، وأن تنزع الأسلحة، والدولة هي الضامنة لاي جهة أو فئة او حزب، فاذا كانت الامور ستسير في هذا الاتجاه فنحن نعتقد أن اليمن سيدخل في سلام مستدام، والناس سيعيشون ستبقى الحرب ذكرى".

 

واستدرك جباري قائلاً: "وإن لم يحدث ذلك، فلن يكون هناك سلام حقيقي، فالدول المتقاتلة في الاقليم ستدعم وكلائها، وسنعيش في حرب غير معلنة"، مؤكداً أن "الشعب اليمني وصل الى مرحلة لحاجة من السلام الحقيقي".

 

وأكد جباري أن الدول التي مارست أعمالاً أضرت باليمن عليها التكفير عن ذلك، بالعمل من أجل إعادة وحدة واستقرار اليمن، محذراً من أنه في حال تشظي اليمن فستدخل البلاد في حروب لا تنتهي، وستتضرر الدول التي تدعم المشاكل في اليمن"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن "هناك قانون دولي يلزمهم لانهم عبثوا كثيرا في بلادنا".

 

وقال جباري: "يجب ان تتدخل هذه الدول كما تدخلت سلباً يجب أن تتدخل ايجابياً لمصحلتها هي أولاً، وحان الوقت ان نتحدث عن السلام والسعي إليه لانه مصلحة يمنية واقليمية ودولية".

 

وشدد نائب رئيس مجلس النواب على ان اليمنيين هم المعنيون بالوصول بالبلد إلى بر الامان، وأنهم قادرون على حل مشاركهم بانفسهم اذا تركوا لاصلاح شأنهم ومعالجة قضاياهم.

 

واتهم جباري السعودية والامارات بتدمير الشرعية اليمنية وضرب سمعتها وعلاقتها مع الشعب اليمني ابتداء من منع عودة الرئيس عبدربه منصور هادي إلى عدن بعد تحريرها وصولا إلى فرض حكومة تم تعيينها من قبل محمد بن سلمان ومحمد بن زايد.

 

وقال جباري: اعتقد ان من دمر الشرعية هو من يريد ديمومة الحوثي وليس نحن الذين ندافع عن الارادة اليمنية وحق اليمنيين في  اختيار حكامهم فلا يمكن باي حال من الاحوال ان يتم اختيار حكام الشعب اليمني من الخارج.

 

وأضاف جباري: من اضعف الشرعية هم الحلفاء ومن ارتضى لنفسه ان يقوم بهذا الدور، اما نحن فنحن ندافع عن مصالح بلادنا ولا نطلب مصالح او وظائف نحن يهمنا بالدرجة الاساسية ان يعود بلدنا حرا مستقلا صاحب سيادة ويعيش بسلام كبقية سكان المعمورة والبلدان المجاورة.

 

خارج المعادلة

 

من جانبه أشار وزير النقل السابق، صالح الجبواني، إلى أن بيان مؤتمر واشنطن يعكس نبض الشعب اليمني وجاء لتلبية ما يطرحه من أجل إحلال السلام المستدام.

 

ورأى الجبواني أن الاجراءات التي تحدث اليوم في اطار وقف الحرب او تمديد الهدنة تتم بين السعودية والحوثيين فقط، وأن الشرعية رغم ارتهانها الشديد للمملكة خارج المعادلة وكذلك القوى اليمنية الحقيقية الحريصة والصادقة والتي تمثل نخبة اليمن.

 

وشدد الجبواني على ضرورة إحياء النقاش في اوساط اليمنيين وايقاف التهافت نحو تسويات منتقصة وتأييد مشاريع تقسيم اليمن، مؤكداً أن مهمة النخبة اليمنية الوقوف في هذه اللحظة الفارقة لتشخيص الوضع ووضع المعالجات والوصول ولو بشكل جزئي إلى حلول.

 

ورأى وزير النقل السابق، صالح الجبواني، أن اليمن يمر بوضع معقد جداً وليس الامر بالبساطة التي يتصورها البعض للقيام بعمل كبير فالامر يريد دعماً دولياً لتفهم المطالب التي خرج بها بيان مؤتمر واشنطن، لكن ليس الامر بالسهولة التي يراها البعض.


التعليقات