[ أوائل الجمهورية.. قصة نجاح تصطدم بإحباط حكومي ]
لكل مجتهدٍ نصيب، مقولةٌ لطالما تغنت بها الأنظمة التعليمية في العالم وحرصت على تطبيقها حرفياً، عدا اليمن فإنها كثيراً ما تُستهلك لكنها في المحصلة النهائية لا تعني شيئاً للمجتهدين أمثال أوائل الثانوية العامة للعام الدراسي 2015-2016، والذين أنهكتهم المتابعات الهادفة لاستخراج المنح الدراسية المستحقة قانوناً ووفقاً لتوجيهات الجهات العليا، والتي أصبحت اليوم قاب قوسين من الضياع.
أيمن العزعزي، الثاني على الجمهورية بالقسم العلمي، يصف حكايته وباقي زملاءه، بقصة بؤساء العلم الذين كان من المفترض أن يكونوا أسعد أقرانهم من الطلاب ؛نظراً لما حققوه من نتائج مشرفة، كانت هي الأخرى نتاجاً لجهود مضنية افنوا معها الساعات الطوال خلال ١٢ عاماً متواصلة.
ويضيف العزعزي في حديثه لـ"الموقع بوست" يكاد العام الثاني منذ تخرجنا ينقضي دون أن نبدأ دراستنا الجامعية، بالرغم من تقديمنا في منح التبادل الثقافي التي أعلنتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في مارس 2017م وإعلان أسماء الفائزين بالمنح بعد المفاضلة ومن ثم تسليم الملفات في أبريل 2017م؛ ويذكر لم نجد سوى التجاهل والمماطلة، فمنذ ٨ أشهر ونحن نتابع من مكتب لآخر، وذلك للحصول على ما تضمنته التوجيهات الرئاسية والوزارية والتي كان آخرها توجيه دولة رئيس مجلس الوزراء د. أحمد عبيد بن دغر بصرف تذاكر سفر في أكتوبر 2017م، لكن ذلك هو الآخر لم يتم.
أما الطالب محمد أنور ملهي، والذي جاء في المركز الخامس على مستوى الجمهورية فيقول" نزل أغلبنا نحن أوائل الجمهورية من مختلف المحافظات وتكبدنا عناء السفر الذي استغرق مني شخصياً وبعض الزملاء يومين كاملين، وبعد أن اقترض آباؤنا المال لكي نتابع بعد منحنا التعليمية، أتينا للعاصمة المؤقتة عدن ونزلنا في الفنادق ولا يخفى على الكثيرين ما يكلفه السكن فيها.
ويضيف ملهي في حديثه لـ"الموقع بوست" جئنا إلى عدن والأمل يحدونا لإنهاء المتابعات والسفر إلى دول ابتعاثتا، ولكن على العكس من ذلك فقد قوبلنا عند وصولنا بتجاهل كبير ومماطلة أكبر من قبل وزارة التعليم العالي مع أن التوجيهات كانت واضحة من قبل دولة رئيس الوزراء بإصدار قرارات الإيفاد لنا نحن الطلاب الأوائل ولكن للأسف لم تلقَ هذه التوجيهات من ينفذها، وكان آخر هذه التوجيهات توجيه صدر قبل أسبوعين بعد أن ذهبنا إلى مقر الحكومة بالمعاشيق علنا نجد من يساعدنا في أخذ حقنا.
حقيقةً لقد وقعنا في متاهةٍ، ولم نستطع إلى الآن أن نخرج منها أن أن نعرف طريقاً واضحاً نمشي فيه فكلُّ جهة ترمي الاتهام بالمماطلة والتأخير على غيرها، يذكر الطالب ملهي وهو أحد الطلاب الأوائل على مستوى الجمهورية.
ويشير إلى أنه سبق وأن تعرض هو وزملاؤه للطرد من مبنى وزارة التعليم العالي من قبل بعض الموظفين وكذا الاعتداء بالضرب على إحدى زميلاتهم، دون أي اعتبار او احترام لمكانتهم في المجتمع كطلاب متفوقين يتوجب الاهتمام بهم.
ويتابع،"لكن مع ذلك لن نيأس ونحن نتواجد كل يوم في حوش الوزارة بعدن، والعديد منا يفترشون الأرض حتى نخرج بحقنا منهم، مؤكداً أن ورفقة باقي زملائه سيواصلون المتابعات والضغط على الجهات المعنية في وزارة التعليم العالي دونما كلل أو ملل، وذلك حتى يحصل الطلاب على حقوقهم كافة غير منقوصة.