[ مهرجانات قبلية نظمتها مليشيا الحوثي للتجنيد في ذمار - الموقع بوست ]
حملة تلو الأخرى في مهمة البحث عن مجندين ومقاتلين جدد في صفوف مليشيات الحوثي والتوجه نحو الجبهات كان لذمار النصيب الأكبر من هذه الحملة حيث تعد المخزون البشري الأضخم للمليشيات.
مؤخرا قام محافظ محافظة ذمار محمد حسين المقدشي – المعين من قبل سلطة الحوثيين بصنعاء ومعه مشرف الحوثيين بالمحافظة "فاضل الشرقي" بتدشين حملة التجنيد التطوعي في محافظة ذمار تحت شعار (أنفروا خفاقا وثقالا)
وعينت مليشيات الحوثي المقدشي مؤخرا لمحافظة ذمار بهدف رفد الجبهات والبحث عن مجندين جدد خصوصا ان المقدشي يحظى بنفوذ قبلي واسع، ويعد من أنصار الرئيس السابق صالح وأحد أبرز مشائخ وقبائل عنس، والتي تعد من القبائل اليمنية الكبيرة على مستوى الجمهورية والتي تستند عليها المليشيات من خلال التجنيد والحشد والتعبئة وتأمين الجهة الشرقية للمحافظة وخصوصا بعد تقدم الجيش الوطني.
في المقابل ترى الحكومة الشرعية أنها تسعى لضم الكثير من قبائل محافظة ذمار الى صفها من خلال تعين محافظ للمحافظة من إحدى القبائل الكبيرة وهي الحداء والتي توازي قبائل عنس من حيث القوة والحشد والتعبئة.
فيما تبقى القبائل في صراع مستمر ومرمى أهداف السياسية لكلا الطرفين في محاولة الحشد والتأييد القبلي لكسب موقف القبائل التي تشكل قوة موازية للجيش وسند كبير له.
اقرأ ايضا: لماذا لجأت مليشيا الحوثي للتجنيد الإجباري في اليمن؟
وتعد ذمار هي الركيزة الأساسية من حيث القوة البشرية الهائلة للحوثيين والتي تخضع لسيطرة المليشيات وتتخذ منها مقرا لها من حيث التجنيد والتعبئة وحشد المقاتلين في مدينة ذمار وعزل ومديريات المحافظة، كأولى المحافظات التي تقف في صفها.
وقال مراسل "الموقع بوست" بذمار: أن هيئة مستشفى ذمار العام استقبلت خلال الأسبوع المنصرم أكثر من 100 جثة لمليشيات الحوثي لقيت مصرعها في جبهات مختلفة بينهم قيادات ميدانية حسب تصريحات طبية من مستشفى ذمار العام.
وبحسب مصادر مقربة من مليشيات الحوثي قالت لـ "الموقع بوست" ان الحوثيين استطاعوا أن يكسبوا العديد من القبائل بمحافظة ذمار ودفعهم للتجنيد كقبائل مديريات جبل الشرق وعنس وأنس وجهران ومدينة ذمار وبصورة كبيرة جدا، حيث تعتمد على قرية ذي سحر وقرية عمد كمركز عمليات لإدارة عملياتهم العسكرية والتجنيد ويتم التدريب في مديرية جبل الشرق وأنس.
وبحسب مصدر خاص قال لمراسلنا أنه يتم تدريب المقاتلين والمجندين الجدد في أماكن غير مكشوفة وبين الجبال ليلا ويتم اتخاذ منازل قيادات حوثية لتلقي الدروس والدورات الثقافية للمجندين الجدد الذين غالبيتهم من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الـ 18 عاما.
وتستغل المليشيات الشباب والأطفال عن طريق إغرائهم بالرواتب والسلاح، مستغلين انقطاع رواتب الكثير من الموظفين ممن يعولون الكثير من الأسر الفقيرة والتي لم تملك قوت يومها.
اقرأ ايضا: ذمار .. بين مطرقة الجوع وسندان الخوف
وبحسب مصادر مطلعة في المحافظة فإن مليشيا الحوثي أخذت أطفال من المدارس، وحولتهم الى مجندين، ودفعت بهم الى الجبهات، وتتخذ من المشرفين محور أساسي في جلب المجندين، كما شكلت الكثير من اللجان الطلابية في المدارس والجامعات ومنها جامعة ذمار.
وحذرت الكثير من المنظمات خطورة تجنيد الأطفال ومنها منظمة سياح، كما حذر ناشطون من خطورة هذا الأمر والذي يعد انتهاك صارخ بحق الطفولة وحرمانهم من التعليم.
الجدير بالذكر أن هناك الكثير من الأسر دخلت في صراع مباشر مع المشرفين الحوثيين على خلفية تجنيد أطفالهم دون علم ذويهم، وانتشرت هذه الظاهرة بصورة كبيرة ومفاجئة في محافظة ذمار مؤخرا.