[ موقف غامض للسلطة المحلية من استمرار الانفلات الأمني ]
لم تمضِ أيام قليلة على العثور على خمس جثث لجنود في الجيش الوطني في مقبرة وادي المدام بمنطقة الجمهوري بمدينة تعز، حتى تعرض مساء أمس السبت، مدير مكتب التخطيط بتعز نبيل جامل لمحاولة اغتيال جديدة من قبل مسلحين مجهولين في سوق الصميل بمنطقة حوض الأشراف شرق مدينة تعز، أدت إلى إصابته مع أحد مرافقيه.
وفي وسط مدينة تعز، كان المشهد مشابه ولم تختلف أداة الاغتيال، حيث قتل سائق باص، جراء إصابته بطلقات نارية من قبل، مسلحين مجهولين،في سوق المركزي بشارع التحرير الأعلى.
وبالتزامن مع ذلك تم التعرف على جميع الجثث التابعة لجنود الجيش الوطني والتي أخرجتها، لجنة التحقيق المحلية والشرطة العسكرية يوم الخميس الماضي من مقبرة وادي المدام و نقلتها إلى مستشفى الروضة بتعز.
وأوضحت مصادر طبية لـ"الموقع بوست" أن أربعة جثث لجنود من منتسبي اللواء 22 ميكا وهم نجم الدين هزاع قائد سعيد، وعبدالإله هزاع قائد سعيد، ومحمد سيف سرحان ، وأبو بكر سيف محمد فيما الجثة الخامسة للجندي نشوان عبدالله أحمد محمد قاسم من منتسبي الشرطة العسكرية.
وبعد ساعات من التعرف على جثث جنود اللواء 22 ميكا ، هدد قائد اللواء 22 ميكا العميد صادق سرحان بتقديم استقالته من منصبه، في حالة استمرار صمت محافظ محافظة تعز أمين محمود والجهات المعنية وعدم إصدار أوامر بالقبض على قتلة جنود الجيش الوطني.
وقال سرحان إن القتلة والمجرمين معروفين، ولكن هناك تخاذل من قبل رئيس اللجنة الأمنية محافظ محافظة تعز أمين محمود،مشيرا إلى أن تلك الجريمة مؤشر خطير جدا تمهد لكوارث أخرى.
ضبط القتلة
في غضون ذلك تعهدت اللجنة الأمنية بتعز، بضبط المتهمين ومن أسمتهم بالمجرمين في قضية تمثيل ودفن خمس جثث لأفراد من الجيش الوطني تم اكتشافهم مؤخرا.
وقال بيان صادر عن اللجنة الأمنية إنها اتخذت القرارات والإجراءات الصارمة بما يضمن ملاحقة المجرمين والقبض عليهم ، وإيصالهم إلى يد العدالة لينالوا جزاءهم الرادع ؛ وضبط الأمن والاستقرار بتعز ؛ ومحاصرة الجريمة؛ والقضاء على المجرمين.
دعوة للتظاهر
وأثارت تلك الجريمة مخاوف أبناء مدينة تعز،حيث دعت مبادرات مجتمع مدني إلى مسيرة غاضبة تنديدا بجرائم الإعدامات والاغتيالات التي طالت جنودا من الجيش الوطني.
وستنطلق المسيرة بعد صلاة العصر من جولة العواضي، إلى مبنى محافظة تعز المؤقت،استنكارا بما قام به محافظ محافظة تعز أمين محمود الشهر الماضي جراء توقيفه للحملة الأمنية الشهر الماضي وتنديدا بصمته عن تلك الجرائم وللمطالبة بالقبض على القتلة والمجرمين.
محافظ تعز غطاء للمتطرفين
وولدت جرائم الإعدامات الخارجة عن القانون والاغتيالات التي طالت جنود الجيش الوطني موجة غضب في صفحات التواصل الاجتماعي.
واتهم إعلاميون وصحفيون محافظ محافظة تعز أمين محمود بالوقوف وراء عملية إعدام جنود الجيش الوطني بعد ان أوقف الحملة الأمنية ومنحه كتائب أبي العباس المتطرفة غطاء تحت اسم"اتفاق" .
وقال الكاتب الصحفي عبدالعزيز المجيدي، "عندما قرر محافظ تعز تشكيل حملة أمنية ثانية استبعد إدارة الأمن،رغم أنها المعنية بقيادة الحملة،وضم إليها مليشيا قصفت من قلعة القاهرة الحملة الأولى لإسناد عصابة الاغتيالات، على حد تعبيره.
وأشار إلى أن قرار المحافظ، أكد حقائق أخرى، وهي أن المدرعات الإماراتية صرفت حصريا للمتهمين بالإرهاب .
وقال المجيدي "بعد كسر الحملة الأمنية في ذروتها بقرار المحافظ وإحباط روح الجيش حصلت العصابات مسنودة بمليشيا أبي العباس، على مخرج طوارئ مكنها من ممارسة المزيد من الاختطاف والاغتيالات، واحتفل زعاماتها بالتقاط الصور في مسرحية تسليم المقرات للخلاص من الحرج، أمر المحافظ بتشكيل حملة أخرى بمشاركة القتلة".
الصحفي ياسين العقلاني هو الآخر غرد على تويتر قائلاً "جريمة الإعدام الوحشية التي نفذها الإرهابي أبوالعباس بحق جنود بالجيش الوطني بتعز حدثت بإشراف محافظ محافظة تعز أمين محمود الذي أوقف الحملة الأمنية ومنح المتطرفين غطاء تحت اسم"اتفاق" ويجب أن لا تمر هذه الحادثة مرور الكرام".
وتابع العقلاني "يتحمل محافظ تعز مسؤولية الجرائم الوحشية التي ارتكبتها جماعة أبو العباس، فجريمة إعدام الجنود ودفنهم حدثت بعد أن أوقف الحملة الأمنية وعقد اتفاقا مع الجماعة المتطرفة، على حد قوله.