[ تحذيرات دولية من كارثة انسانية جراء معركة الحديدة ]
مرت خمسة أيام منذ أن أعلن الجيش الوطني عن بدء معركة تطهير الحديدة، والتي أطلق عليها اسم "النصر الذهبي"، بعد أن ظلت تحت سيطرة الحوثيين منذ العام 2014.
برغم بدء العمليات العسكرية بالحديدة، إلا أن مصير تلك المعركة ما زال غامضا، في ظل تزايد ضغوط المجتمع الدولي، الرامية إلى إيقاف استمرار تقدم القوات المقاتلة هناك.
فقد حذرت وزارة الخارجية الروسية من اقتحام ميناء الحديدة، معللة ذلك بالقول إنه سيؤدي إلى كارثة إنسانية تنعكس على كل اليمن، وسيقوض العملية السياسية بالبلاد، وفقا لوكالة نوفوستي الروسية.
في المقابل، ترى الحكومة ومعها التحالف العربي، أن تحرير الحديدة سيؤمن وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمنيين، وخطوط الملاحة الدولية التي يستهدفها الحوثيون من وقت لآخر.
وتصر الحكومة على مضيها في تحرير محافظة الحديدة، وكامل المناطق اليمنية التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي الانقلابية، كما ترحب -كذلك- بأي جهود رامية إلى إيجاد حل للأزمة في البلاد.
بينما يستمر الحوثيون برفضهم تجنيب الحديدة تلك المعركة، أو الإشراف الأممي على مينائها الذي يعد الثاني بعد ميناء عدن.
مصير مُنتظر
أمام ذلك المشهد، يقول المحلل السياسي محمد الغابري إن الكثير من الغموض والتشابك والتعقيد يكتنف العملية العسكرية بالحديدة.
وبدا واضحا للغابري الذي تحدث لـ"الموقع بوست" أن الحكومة اليمنية والتحالف العربي قد اتخذوا القرار بشأن انتزاع الحديدة من الحوثيين إما سلما أو حربا، وتم الإعداد الجيد لذلك.
وتحدث عن وجود ضغوط على اعتبار التكلفة الإنسانية والتي ستكون كبيرة، مؤكدا "لم يبقَ سوى خيارين، وهما على طاولة الحوثيين، إما التفاوض والتسليم للحديدة، مقابل وعود بإشراكهم في حكومة قادمة، أو الحرب".
وتوقع أنه في حال الإعلان عن فشل الجهود الأخيرة للمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، فسيتم البدء بعملية عسكرية واسعة وشاملة.
وأشار إلى وجود جهود تبذل لإبقاء الحالة رمادية؛ وذلك بسعي غريفيث وبعض القوى الدولية إلى تأجيل المعركة، من دون حسم في أي من الاتجاهين، يُضاف إليها كذلك إلحاح أممي على الحوثيين بالقبول بالتفاوض، وتحذيرات لا تتوقف للتحالف من الكارثة الإنسانية.
وعن مصير الحديدة، يعتقد الغابري أن التحالف سيعمل على أن تكون العملية سريعة؛ ذلك أن إطالتها ستكون
لصالح الحوثيين، مؤكدا أن الأمور ستتضح أكثر بعد معرفة نتائج جهود غريفيث.
تحذيرات
وتضغط إيران وحلفائها بشدة على التحالف العربي بشأن تحرير الحديدة باستخدامها لذريعة الكارثة الإنسانية، وهو ما تعتبره بعض الأطراف دعم للحوثيين.
وقال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن "هجوم السعودية والإمارات على الحُديدة، سيؤدي إلى كارثة إنسانية"، مشددا على أنه "لا حلّ عسكري للأزمة اليمنية".
من جانبه رأى المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد بن رعد، العمليات العسكرية بالحديدة ستؤثر على أعمال الإغاثة الإنسانية الدولية في اليمن، وهناك خشية من أن تؤدي إلى سقوط "عدد كبير من الضحايا" جراء الهجمات وأثرها الكارثي.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من تأثيرات تصاعد القتال حول مدينة الحديدة على حياة مليون وستمائة ألف شخص، كون الميناء يعد شريان الحياة الأساسي للبلاد، حيث يتم عبره جلب أكثر من 70% من المواد الغذائية والأدوية الأساسية وإمدادات الرعاية الصحية في اليمن.
وتتضمن خطة غريفيث بشأن السلام في اليمن، تسليم الحوثيين للسلاح، والإفراج غير المشروط عن المختطفين، والانسحاب من مختلف المدن، وفقا لقرارات مجلس الأمن والمواثيق الدولية.