[ تكررت الأهداف الخاطئة للدرونز الأمريكية في اليمن ]
أعرب العديد من أبناء وادي حضرموت عن مخاوفهم من دخول عمليات الطائرات بدون طيار الأمريكية، من الاستهداف المتكرر للمدنيين واستهداف المناطق الاهلة بالسكان بعد أن كانت تتركز ضرباتها في أطراف مناطق بوادي حضرموت وغير مأهولة بالسكان.
واستهدفت طائرة بدون طيار الاسبوع الماضي عناصر من القاعدة بمنطقة الحوطة بشبام حضرموت نتج عنها مقتل اثنين وإصابة شخص آخر.
وقُتل ثمانية من أفراد قبيلة المهاشمة في غارة جوية شنتها طائرة بدون طيار في مارس من العام الجاري 2018م، يُرجح أنها أمريكية، في منطقة العبر، بمحافظة حضرموت.
وسبق أن قُتل 4 من أفراد القبيلة ذاتها في اقل من اسبوع ، في غارة مماثلة، وفق ما ذكر المصدر.
ولم تصدر عن الحكومة الشرعية أي تعليقات حول غارات الطائرات بدون طيار التي لدات اولى ضرباتها في العام 2012 م .
تقرير حقوقي
وبحسب تقرير لمنظمة حقوقية بمحافظة حضرموت رصدت فيه أبرز الانتهاكات لحقوق الانسان من جراء الضربات التي تنفذها الطائرات من دون طيار على محافظة حضرموت جنوب اليمن ،كان أبرزها أكثر من 59 ضحية من بينهم عدد من المدنيين من حضرموت، بينما بلغت الأضرار 13 سيارة طالها القصف و8 بيوت، فيما الأضرار الزراعية قدرت بـ12 رأس نخيل ومن الماشية 3 إبل.
ووثق تقرير مدعما بالصور والفيديوهات لمؤسسة حق لحقوق الإنسان بوادي حضرموت أكثر من سبعه عشر ضربة جوية قامت بها طائرات امريكية من دون طيار طالت حتى العام 2014 م، أهداف ارضية لأشخاص ادعي انتمائهم لتنظيم القاعدة والجماعات المسلحة، كما أعلن رسميا وراح ضحيتها عدد من القتلى بينهم بعض من المدنيين كما طالت الاضرار بعض من ممتلكاتهم الخاصة والعامة اضافة الى الاضرار النفسية والمعنوية خصوصا لسكان المناطق التي تعرضت للضربات المباشرة.
وتحدث التقرير عن أن بعض الضربات الجوية تتم بعلم من الحكومة اليمنية حسب ما أعلن في السابق.
ولفت إلى أن النائب العام أمر بوقت سابق بحفظ البلاغ المقدم من مؤسسة حق لحقوق الانسان عن جريمة قتل كل من الشهيدين سالم احمد بن علي جابر ووليد بن علي جابر وهما من المدنيين الذي قضوا بقصف للطائرات الأمريكية من دون طيار في منطقه خشامر بمديرية شبام بمحافظة حضرموت.
وفي يونيو من العام 2016 م تناول تقرير عن "الموت بالطائرات بدون طيار" أصدرته مبادرة المجتمع المفتوح للعدالة – مؤسسة المجتمع المفتوح بالشراكة مع منظمة مواطنة لحقوق الإنسان وسلط الضوء على 9 حالات ( case studies ) ، حدثت فيها أضرار مدنية بسبب ضربات الطائرات بدون طيار في عدة محافظات يمنية ، تسببت بمقتل 26 وجرح 12 من المدنيين ، التقرير بين أيديكم يحمل تفاصيل الحوادث وأصوات أهالي الضحايا والناجين.
وأشار التقرير إلى أن أهالي الضحايا يحتجون من عدم وجود تحذيرات واتهامات مسبقة للأشخاص المستهدفين الذين يعيشون وسط مجتمعاتهم المحلية ويشاركون مع الناس في مختلف الأنشطة ، يتفق الأغلب أنهم لم يعرفوا باتهام الأشخاص إلا بعد مقتلهم وسقوط مدنيين معهم ، أيضاً كثير ممن تم استهدافهم باعتبارهم مطلوبين كانوا يعيشون حياتهم الطبيعية و كان بالإمكان احتجازهم في أي لحظة ومساءلتهم عن أي تهم موجهة لهم بدلاً من قتلهم وقتل مدنيين آخرين معهم .
مطالب بتدخل حكومي
وفي هذا السياق يؤكد رئيس مركز مسارات للاستراتيجيات والاعلام باسم فضل الشعبي في حديث خاص لـ"الموقع بوست" أن على الحكومة والسلطة المحلية مطالبة التحالف والامريكان بعدم استهداف المناطق الاهلة بالسكان بشرط أن تقوم هي بمهمة مكافحة التنظيمات الارهابية بهذه المناطق بقوات ارضية من الجيش والامن.
ونوه إلى أن سقوط سكان أبرياء عمل مدان ومستنكر،وطالب أبناء حضرموت برفض هذه الممارسات باعتبار حضرموت طاردة للإرهاب وأن هناك من يستهدفها للسيطرة عليها عسكريا وأمنيا.
استراتيجية خاطئة
ويرى الناشط عبدالرقيب الهدياني أن الاستراتيجية التي تعمل عليها الادارة الامريكية في مكافحة الارهاب وملاحقة عناصر تنظيم القاعدة استراتيجية خاطئة.
وأضاف لـ"الموقع بوست" " على الرغم من هذه السنوات الطويلة من اعلانها – الادارة الأمريكية – الحرب على القاعدة وارسالها الطائرات بدون طيار ماهي النتيجة ؟
وأشار إلى أن الطائرات تضرب غالبا أهداف خاطئة وتكون آثارها سلبية ومضاعفاتها أكثر على السكان وتخلق إرهابا جديدا.
ودعا الهدياني إلى إقامة الدولة ومؤسساتها وسيادة النظام والقانون وتقوية أجهزة الامن الشرعية ومعسكرات الجيش والامن وتعزيز دور السلطات المحلية بالمحافظات للعمل على مكافحة الارهاب.