لاقى قرار الرئيس هادي تعيين نبيل شمسان محافظاً لمحافظة تعز، ترحيباً واسعاً، لدى أبناء محافظة تعز.

واعتبر أبناء تعز أن القرار الجمهوري الصادر بتعيين شمسان محافظاً لمحافظة تعز خلفاً للمحافظ أمين محمود، جاء في الوقت المناسب.

ودعا أبناء المحافظة إلى توحيد الصفوف ودعم المحافظ الجديد لاستكمال تحرير المحافظة وفك الحصار عن المدينة، وتفعيل مؤسسات الدولة، والبدء بمشاريع الإعمار والتنمية، وكذلك الاهتمام في مجال إصلاح الطرق وضبط الأمن ومواجهة الانفلات الأمني، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء العديد من الاختلالات.

وكان رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي قد أقال، مساء أمس، أمين أحمد محمود، من منصب محافظة تعز وعينه عضواً في مجلس الشورى.

وشهدت محافظة تعز عدة مطالبات بإقالة أمين محمود من منصبه كان آخرها بالتزامن مع اكتشاف مقابر جماعية في المربع الشرقي من مدينة تعز، والذي كانت تسيطر عليه كتائب أبي العباس.

واتهم ناشطون وإعلاميون أمين محمود بالتواطؤ مع الجماعات الخارجة عن القانون، التابعة لكتائب أبي العباس المدعومة من دولة الإمارات العربية المتحدة، وتوفير غطاء لها خدمةً لأجندة تهدف إلى إغراق مدينة تعز في مربع الفوضى والعنف.

وكان الرئيس هادي قد عين أمين محمود محافظا لتعز في الـ24 من شهر ديسمبر 2017 خلفاً للمحافظ علي المعمري الذي قدم استقالته في الـ29 من شهر سبتمبر في ذلك العام احتجاجا على رفض البنك المركزي صرف رواتب الموظفين في المحافظة.

وبعد تكليف نبيل شمسان محافظاً لمحافظة تعز، هناك ملفات شائكة يأمل سكان محافظة تعز أن يجد لها حلولا حتى يرفع المعاناة عن كاهل المواطنين.

وينتظر شمسان العديد من الملفات العالقة بعد اختياره محافظا لتعز، أهمها تحرير المحافظة وفك الحصار عنها، والقضاء على الانفلات الأمني.

وجاء قرار تعين شمسان بعد أن شهدت مدينة تعز خلال عام 2018 حراكا شعبيا وسياسيا واسعاً، رافضا للعبث بالمؤسسات وإعادة تدوير مخلفات النظام السابق، وإقصاء كوادر المكونات السياسية من مؤسسات السلطة المحلية، بعد أن قام محافظ محافظة تعز السابق أمين أحمد محمود بإصدار قرارات قضت بإقصاء رموز في المقاومة الشعبية من مناصبهم.

ورحب ناشطون وإعلاميون بقرار رئيس الجمهورية الذي قضى بتعيين نبيل شمسان محافظاً لمحافظة تعز.

 وقال الإعلامي والمحلل السياسي ياسين التميمي في منشور على فيسبوك: "مرحبا بالقرارات الرئاسية الجديدة بشأن تعز إذا كانت ستساهم في فك الحصار الشامل عن المحافظة والذي ازدادت وطأته بعد منع الرواتب والمؤن عن الجيش والمقاومة".

وأضاف التميمي: 'الاستمرار في البحث عن النوعيات القيادية الملائمة لمعايير التحالف ستظل مهمة شاقة للغاية في محافظة تعز، لأن المقاومة الشعبية والجيش الوطني تأسسا على التضحية والبذل وليس على الارتزاق".

وأشار التميمي إلى أن "درس كتائب أبو العباس واضح جدا، لا مكان للقتلة والمأجورين والمرتزقة في تعز"، لافتاً إلى أن "المحافظ شمسان كان أحد الكوادر الإدارية المتميزة في الخدمة المدنية والتي أصبح وزيرا لها، خصوصا أن الرجل أظهر انحيازه لإرادة التغيير.. سنرى ما الذي سينجزه المحافظ الجديد في تعز وسط هذا الركام من التحديات".

وبحسب التميمي فإن خلفية الرجل المؤتمرية، هي التي دفعت به إلى رأس السلطة المحلية في هذه المحافظة المحروسة بوعي أبنائها لكن الوصفة السحرية للنجاح تقتضي تجنب ما وقع فيه المحافظ السابق من أخطاء كان أبرزها التصرف على عكس ما تقرره الإرادة الغالبة في هذه المحافظة.

من جانبه تساءل الصحفي عامر الدميني في منشور له قائلاً: "بعد القرارات المتعلقة بتعز هل يمكن القول إن تيار السعودية في تعز انتصر على تيار الإمارات؟ بعبارة أخرى: هل بدأت السعودية تسحب البساط من الأمارات في تعز؟".

من جانبه قال عادل المريري: "بداية عام جديد وعهد جديد في تعز محافظ وقائد محور جديدان، وضع الرئيس هادي حدا لحالة من الاحتقان في الشارع التعزي عام 2018 كان عاما مزحوما بالأحداث التي عصفت بالنهاية بالمحافظ أمين محمود الذي أدار المحافظة بموجب تكهنات المنجمين عبر صفحات شبكات التواصل".

وتساءل المريري: "هل ينجح خلفه شمسان في حلحلة المشاكل التي أثارها محمود والتي كادت أن توصل الوضع في تعز إلى مواجهات بينية؟".

وأضاف: "هل يعمل شمسان وسمير الصبري في جبهة تعز السياسية والعسكرية من منطلق وطني واحد بعيدا عن الإملاءات بمافيه مصلحة تعز وتحرير ما تبقى من مديرياتها نتمنى ذلك ونتمنى لهما التوفيق".

حلمي القدسي قال: "ذهب أمين محمود وذهب خالد فاضل فهل تحضر تعز؟ قرارات الأمس كلها في مصلحة تعز، إن أحسن أبناء تعز لأنفسهم ومدينتهم، وفرصة ذهبية لأبناء تعز بنسيان الماضي والبدء من جديد، ولعلها فرصة لن تتكرر لتلك القوى التي كانت بيد الإمارات".

أما فضل الفهيدي فقد قال: "كان مشروع أمين محمود خطرا حقيقيا على تعز يضربها في العمق ويحاول اجتثاث جذورها الشرعية، في المقابل مثّل اللواء خالد فاضل حائط الصد الأول والأكثر صلابة أمام ذلك، ويعود له الفضل الأبرز في تجاوز تعز لمنعطفات خطيرة كادت تجرفها بعيدا وتطمر تاريخها المقاوم".

عبده عماد هو الآخر قال: "قلت سابقا لا داعي للحديث عن أمين محمود المحافظ السابق وذلك قبل هجرته الأخيرة إلى کندا، حيث أصبح تاريخا ورد البعض إنني مبالغ أو منجم ولم أکن إلا تعزيا ثاٸرا مقاوما خبيرا بمصير من يقف أمام تعز وثورتها وجراح أبنائها".