ما وراء الانسحاب الأحادي للحوثيين من موانئ الحديدة؟ (تقرير)
- خاص الأحد, 12 مايو, 2019 - 11:09 مساءً
ما وراء الانسحاب الأحادي للحوثيين من موانئ الحديدة؟ (تقرير)

[ فريق البعثة الأممية وإعادة الانتشار بميناء الحديدة ]

بدأت جماعة الحوثي الانقلابية، أمس السبت، بإعادة الانتشار في مينائي الصليف ورأس عيسى في الحديدة، بعد تعثر تنفيذ اتفاق الحديدة منذ قرابة ثلاثة أشهر.

 

جاء الرد الحكومي على تلك الخطوة الأحادية مشككا بها، فقد اعتبرها رئيس اللجنة الحكومية في لجنة تنسيق إعادة الانتشار اللواء صغير بن عزيز بأنها أحادية ولا تتيح الرقابة والتحقق المشترك من تنفيذ بنود "اتفاق ستوكهولم" ومراوغة وتحايل ولا يمكن القبول به.

 

رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار التابعة للأمم المتحدة في اليمن مايكل لولسجارد، قال إن اليوم الأول للانسحاب من ثلاثة مواني على البحر الأحمر في اليمن سار "وفق الخطط الموضوعة".

 

في الوقت ذاته بعثت الأمم المتحدة ما يشبه التطمينات، فقد قالت في بيان صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إنها ستعمل على تطوير موانئ الحديدة، بعد اكتمال إعادة انتشار القوات التي أعلن الحوثيون بدء تنفيذها السبت.

 

وتشهد عدة جبهات معارك شرسة بين الحوثيين والجيش الوطني في محافظات منها الجوف والضالع. وكان ملاحظا أن تلك المناطق بدأت التحركات الحوثية فيها بعد أن تم إيقاف القتال بالحديدة بتدخل أممي وذلك بعقد جولة مشاورات كانت في السويد، أسفر عنها الخروج باتفاق الحديدة الذي بموجبه تم إيقاف إطلاق النار فيها.

 

لعبة ودلالات مختلفة

 

في هذا الصعيد يصف الصحفي كمال السلامي خطوة انسحاب الحوثيين اليوم بـ"اللعبة" و"المسرحية"، والتي لا تختلف عما قاموا به في فبراير/شباط الماضي حين انسحبوا من جانب واحد دون التنسيق مع الشرعية، فضلا عن سحب مقاتليهم المدنيين ونشرهم آخرين يرتدون زي خفر السواحل وهو الأمر الذي قوبل برفض حكومي.

 

ووفقا للسلامي الذي تحدث لـ"الموقع بوست" فإن الشيء المختلف اليوم، أن لعبة الانسحاب الأحادي من موانئ الحديدة تمت بالشراكة مع الأمم المتحدة، التي رحبت بإعلان الحوثيين.

 

أما دلالة الانسحاب فربطه السلامي بتوقيت انعقاد جلسة الأمن لمناقشة ما تم التوصل إليه بخصوص تنفيذ الاتفاق المبرم بين الأطراف اليمنية في ستوكهولم في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وهذا دفع المبعوث الأممي إلى البحث عن أي إنجاز ولو شكلي، لتسويقه، بهدف التغطية على فشلة في مجلس الأمن.

 

إضافة إلى أنها تأتي في ظل تصاعد التوتر بين أمريكا وإيران. ولم يستبعد أن تستخدم طهران جماعة الحوثي كورقة لتخفيف حدة النقمة الأمريكية ضدها، وأن تكون هي من أمرتهم بالتراجع خطوة إلى الوراء، لإثبات حسن النية تجاه أمريكا وحلفائها، على حد قوله.

 

وأفاد بأن الحوثيين يمرون بضائقة مالية كبيرة، وهو ما دفعهم للبحث عن مخارج للخروج منها، وبالتالي فإنهم قد يكونوا حصلوا على وعود من المبعوث الأممي بإلزام الحكومة بصرف الرواتب وغيرها من الاستحقاقات، مقابل ذلك الانسحاب الشكلي.

 

وخلص إلى أنه وبرغم كل ذلك، إلا أن جماعة الحوثي ستسعى للالتفاف على أي اتفاق، أو التزام، وهذا ما سيحدث هذه المرة أيضا.

 

نوايا بريطانيا

 

كان لافتا كذلك انتقادات السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون، لليمنيين الرافضين لانسحاب الحوثيين من ميناء الصليف بالحديدة.

 

واعتبر "آرون" الذين يصفون الأمم المتحدة بالسذاجة يقولون إن الحل الوحيد هو الحرب الدائمة في اليمن، وأضاف "لدي ثقة أكبر في اليمنيين وأعتقد أنهم يستطيعون العيش معاً في سلام وأمن".

 

علق على ذلك الموقف في صفحته على الفيسبوك المحلل السياسي محمد الغابري بالقول: "السفير لم يحتمل تهكم اليمنيين على إعلان انسحاب الحوثيين من موانئ الحديدة، فأخرج ما كان مكتوما متخفيا الغيرة على الحوثيين والانزعاج من وعي اليمنيين بدور بلاده والأمم المتحدة في الحالة اليمنية وطن اليمن وشعبها".

 

أما الصحفي رياض الأحمدي فرأى في منشور بصفحته على الفيسبوك أن ما تفعله الآن بريطانيا هو تفخيخ لمستقبل اليمنيين، معتبرا ما أسماه بالسلام المنقوص بأنه مجرد فاصل لالتقاط الأنفاس تمهيدا لحرب أخرى.

 

فيما اعتبر الكاتب الصحفي باسم الحكيمي في صفحته على الفيسبوك الغموض في البيان الأممي بأنه يضع علامات استفهام كبيرة حول دور المبعوث الأممي مارتن غريفيث ورئيس لجنة المراقبة مايكل لولسجارد، وإصرارهم على توفير غطاء لتنصل الحوثيين من تنفيذ اتفاق استوكهولم والإضرار بمصالح الدولة اليمنية.

 

وتنصل الحوثيون من مختلف الاتفاقات التي كان يتم التوصل لها برعاية أممية أو إقليمية ومحلية، واستفادوا من عامل الوقت في تقوية جماعتهم وحصد مزيد من المكاسب السياسية.


التعليقات