[ معاناة النازحين في حجة وسط سيول الأمطار ]
بات آلاف النازحين من المناطق الحدودية بلا مأوى، بعد أن اجتاحت سيول الأمطار الغزيرة المصحوبة بعواصف رعدية، مخيماتهم في مديرية عبس بمحافظة حجة، (شمال غربي اليمن) منتصف الأسبوع الماضي، وتسببت في تشريد معظم ساكنيها من أطفال ونساء في العراء.
ودمرت السيول والفيضانات التي سببتها الأمطار التي هطلت على مديرية عبس عشرات الخيام والأكواخ المبنية من القش في تلك المخيمات العشوائية، التي يقطن فيها أكثر من نصف مليون نازح من الفارين من جحيم الحرب والقصف على الحدود اليمنية السعودية، بحسب إحصائيات رسمية.
وقال هادي شكري أحد النازحين المتضررين في مخيم الخديش (جنوب مديرية عبس) لـ"الموقع بوست" إن السيول التي تشكلت نتيجة مياه الأمطار الغزيرة، اجتاحت مخيم الإيواء، الذي يأوي عشرات العائلات النازحة من مديرية حرض ومناطق أخرى، وجرفت عشرات الخيام مع محتوياتها.
وأوضح أن جميع أغراضه وأدواته المنزلية غرقت في سيول أمطار الأسبوع الماضي، في حين بات أطفاله الثلاثة وأمهم ليلة كاملة في العراء حتى تمكن من إعادة بناء كوخه الصغير الذي يسكن فيه منذ نزوحه من منزله في منطقة بني حسن شمال مديرية عبس قبل نحو خمسة أشهر.
وأكد أن عشرات الأسر النازحة في المخيم اضطرت للخروج إلى العراء بسبب تلف خيامهما وأغراضها نتيجة السيول والرياح القوية المصاحبة للعاصفة المطرية الأخيرة، داعياً المنظمات الإنسانية للتدخل الفوري لمساعدة الأسر المنكوبة.
بدوره، قال أبو موسى، أحد النازحين من مديرية حرض الحدودية لـ"الموقع بوست" إن أوضاع النازحين في ظل غرق الخيام كارثية، داعياً المنظمات العاملة في عبس إلى إيجاد حل جذري لمثل هذه الحوادث المتكررة وتجهيز مراكز إيواء مناسبة للسكن وملائمة للظروف المناخية المتقلبة.
مأساة متكررة
وقال ناشطون في المجال الإنساني إن مخيمات النازحين في مديرية عبس شهدت أمطاراً رعدية ورياحاً منتصف الأسبوع الماضي أدت لفيضانات وسيول اجتاحت خيام النازحين، وأسفرت عن أضرار واسعة في استمرار للمأساة المتكررة كل عام.
وقال الناشط مهدي عباس أن الأمطار التي هطلت منتصف الأسبوع الماضي هي الأكثر غزارة منذ سنوات، حيث تسببت السيول والرياح القوية في اقتلاع عشرات الخيم وإتلاف قوت النازحين، مشيراً إلى أن الأسر المتضررة باتت بحاجة ماسة إلى مساعدات إيوائية عاجلة لإنقاذها.
وأكد أن معظم مخيمات وتجمعات النازحين في مديرية عبس بمحافظة حجة، تشهد دائماً أوضاعاً إنسانية صعبة مع تساقط الأمطار الموسمية، واشتداد الرياح التي تقتلع أحياناً بعض الخيام وتتلف أخرى، في ظل عدم توفر المقومات الأساسية للعيش في تلك المخيمات.
وناشد المنظمات الدولية والمحلية بالتدخل العاجل لإنقاذ مئات الأسر التي باتت بلا مأوى ولا غذاء ونقلهم إلى مخيمات جديدة بعيدا عن الأراضي الزراعية، التي أقيمت فيها مخيماتهم، وتجرفها سيول الأمطار الموسمية من حين لآخر وتقديم المساعدة العاجلة لهم.
دمار وضحايا
نجا النازحون في مديرية عبس بمحافظة حجة (شمال غربي اليمن) من سيول الأمطار التي خلفت أضراراً مادية كبيرة في المخيمات لكنهم لم ينجوا من الصواعق الرعدية المصاحبة للعاصفة المطرية القوية منتصف الأسبوع الماضي.
وتوفي ثلاثة نازحين بصواعق رعدية مصاحبة للعاصفة المطرية في مخيمات وتجمعات للنازحين في عبس من بينهم الشاب علي عبيد عمر وصهره أمجد النازحان من منطقة بني حسن شمال المديرية، بالإضافة إلى امرأة نازحة ونفوق بقرتها في منطقة البتارية جنوب غرب المديرية.
ومطلع سبتمبر الجاري، توفي النازح علي قصير حدادي بصاعقة رعدية أخرى في مخيم الخديش للنازحين في مديرية عبس، في حين توفيت نازحة وأصيب طفلاها بصاعقة رعدية ضربت مخيم الكوزية للنازحين بالمديرية ذاتها في يوليو الماضي.
مخاوف من تفشي الكوليرا
تزايد أعداد النازحين في عبس زاد الطين بلة، حيث تسببت الاشتباكات التي اندلعت أواخر مارس الماضي في شمال المديرية التي تبعد عن الشريط الحدودي 50 كلم، في نزوح أكثر من 20 ألف شخص، مما رفع عدد النازحين إلى 100 ألف نازح منذ بداية العام 2019، بحسب منظمة أطباء بلا حدود.
ودعت أطباء بلا حدود، في يونيو الماضي، المنظمات الإنسانية الأخرى، إلى التعاون مع أطباء بلا حدود، لتغطية كافة الاحتياجات الإنسانية الرئيسية للسكان النازحين المتمثلة في الرعاية الطبية والمياه والمأوى والغذاء ومواد الإغاثة، حتى تتمكن المنظمة من مواجهة تدفق النازحين للمديرية.
بدوره، حذر المجلس النرويجي للاجئين في يوليو الماضي من عودة وباء الكوليرا وتفشي الأمراض والأوبئة في أوساط النازحين في مديرية عبس بمحافظة حجة، (شمال غربي اليمن)، خصوصاً بعد نزوح ما يزيد عن 30 ألف عائلة بسبب الحرب في مديرية كشر إلى مديرية عبس التي تنعدم فيها المرافق الصحية.