ما الخيارات بعد كشف ابو ظبي استمرار خططها في تقويض الشرعية ورفض إتفاق الرياض؟
- عدن - خاص الخميس, 13 فبراير, 2020 - 11:31 صباحاً
ما الخيارات بعد كشف ابو ظبي استمرار خططها في تقويض الشرعية ورفض إتفاق الرياض؟

[ قوات ممولة من الإمارات في عدن ]

ما كان واضحا منذ انطلاق عاصفة الحزم لدعم الشرعية في إطار ما سمي بالتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن من دور إماراتي مزدوج تقوم به تحت يافطة التحالف العربي من حرب الحوثيين والشرعية في آن واحد بات اكثر وضوحا ومعمدا بتصريحات رسمية إماراتية.

 

ففي احتفالية عودة القوات الإماراتية من اليمن قال نائب رئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية قائد العمليات المشتركة في اليمن، عيسى بن عبلان المزروعي، إن قوات بلاده كانت تقاتل ثلاثة أعداء في آن واحد وهم: الانقلاب الحوثي، والإخوان المسلمون، والقاعدة وتنظيم الدولة.

 

 لم يكن ذلك مفاجئا للكثير، فقد بات تقويض وحرب أبو ظبي للدولة والسلطة الشرعية في اليمن جليا، غير أن إعلان أبو ظبي استمرارها في ذلك وإعلان إسترتيجية جديدة (التدخل غير المباشر) عبر أدواتها المليشاوية المسلحة المحلية التي حرصت منذ إنشائها على عدم تبعيتها للحكومة والسلطة الشرعية، أكد أن الإمارات شكلت قوة عسكرية بأكثر من مئتي ألف ستتولى هي حرب من أطلقت عليهم الإخوان والطابور الخامس.

 

تصعيد آخر

 

كان لافتا تزامن تلك التصريحات بتصعيد جديد للمجلس الانتقالي الجنوبي ورفضه للخطوات العملية لتنفيذ اتفاق الرياض باعتراض قوة عسكرية تابعة للجيش اليمني كانت في طريقها إلى محافظة لحج، وبمعية لجنة سعودية ومحاولات الانقلاب على السلطة المحلية في أرخبيل سقطرى، وما تبع ذلك من أحداث كان أبرزها مغادرة رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك لمقر إقامته في العاصمة المؤقتة عدن إلى المملكة العربية السعودية يوم أمس.

 

 وهو ما يطرح جملة من التساولات لعل أهمهما: ما هي خيارات الرئاسة والحكومة اليمنية إزاء ذلك؟

 

خيار الحسم

 

 بينت الأحداث الأخيرة في محافظتي عدن وأبين جدوى لجوء الدولة اليمنية لخيار الحسم العسكري وإمكانية استعادة العاصمة المؤقتة عدن وإنهاء الانقلاب المسلح الذي قام به المجلس الانتقالي الجنوبي بمليشياته المدعومة إماراتيا.

 

وهو خيار لم يزل قائما، وقد تلجأ إليه خصوصا مع استمرار رفض الانتقالي تنفيذ الاتفاق، وإنهاء التمرد على الدولة، وهو الخيار الذي يدعو له عدد من القيادات العسكرية والمدنية في الحكومة، ومن أبرزهم وزيرا الداخلية أحمد الميسري ووزير النقل صالح الجبواني الذي اتهم بشكل مباشر دولة الإمارات بإفشال اتفاق الرياض.

 

وقال صالح الجبواني في تغريدة على حسابه في تويتر: "‏الإمارات ومليشياتها في عدن هم من أفشل اتفاق الرياض، قلنا هذا مراراً وتكراراً، وما حصل بالأمس من إهانة لوحدات من الجيش الوطني وضباط وجنود سعوديين في (العلم) يثبت هذا الفشل".

 

وأضاف الجبواني: "ليس أمامنا كشرعية غير التأهب لسحق هذا التمرد في عدن بالقوة"، داعياً إلى إعادة رئيس الوزراء اليمني المقيم في عدن إلى الرياض، معتبراً ذلك "أول مقدمات هذا الموقف" (الخيار العسكري).

 

ومن شأن هذا الخيار أن يكشف حقيقة الدور السعودي الغامض وتأييده للسلطة الشرعية في اليمن من عدمه، وهو خيار تسعى الرياض بكل ثقلها لتجنبه، غير أن المملكة حتى اللحظة تبدو عاجزة وغير جادة في الضغط على الطرفين وخصوصا المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسعى بكل قوة لإفشال الاتفاق تنفيذا لأجندة أبو ظبي.

 

دور الرياض

 

 وبرغم كل العداء والعدوان الإماراتي  السافر على القوات الحكومية والأحزاب المنضوية تحت الشرعية في اليمن، فإن الرئاسة والحكومة اليمنية لا تزال تعول وتعلق آمالها على الدور السعودي في دعمها وكبح جماح أبو ظبي وإنهاء دورها في اليمن.

 

وهو رهان تؤكد عليه الحكومة والرئاسة اليمنية في معظم بياناتها وتصريحاتها، إذ إن ارتباط المصالح وحجم التحديات والمخاطر التي تواجه المملكة السعودية جراء تنامي أدوار جماعة الحوثي المدعومة من إيران يجبر المملكة على الوقوف مع الشرعية في اليمن لبسط سلطتها على كل المناطق المحررة والاستمرار في الحرب ضد الانقلابيين الحوثيين.

 

غير أن مؤشرات متعددة تبعث الشك في جدوى الشرعيـة في التعويل على الدور السعودي، فالبتوازي مع ذلك فإن المملكة تقوم بمباحثات خاصة مع جماعة الحوثي لا تزال مستمرة، وفي حال التوصل إلى تفاهمات فإن الرياض سترمي بالسلطة الشرعية في اليمن، وتتركها وحيدة في مرمى نيران الجميع وربما تستكمل دور أبوظبي في تقويضها.

 

الغلبة للشرعية

 

الكاتب والسياسي اليمني عبد الرقيب الهدياني قال إن الإمارات أصبحت مطروده رسميا وشعبيا وخارج الملعب.

 

وأضاف الهدياني -في منشور له إلى صفحته في فيسبوك- أن الإمارات لو حاكت المخططات والمؤامرات لكنها مثل لص مدان ومفضوح.

 

ووصف الهدياني المجلس الانتقالي بما سماها بـ"الخجافة" كونه يرى داعمه الرسمي وقد أعلن انسحابه من اليمن ومع ذلك يصر على نفس السلوك المصادم للواقع يعرقل الاتفاقات ويقود العصابات والتقطعات ويشهر السلاح.

 

وذكر الهدياني بأحداث شبوة إذ أكد أن 11 لواء للنخبة في شبوة تبخرت ولم تفعل لهم الإمارات شيئا، كما فشلت حركات الفوضى في سقطرى ولن تستطيع الإمارات صناعة واقع مختلف.

 

واختتم الهدياني منشوره بالقول: "سيرتكس الانتقالي على نفس المصير طالما لم يراجع نفسه وستدخل الشرعية إلى عدن لأنها المعترف بها دوليا والصيغة القانونية الوحيدة في عدن وصنعاء وكل اليمن".


التعليقات