[ حرب ووضع صحي سيئ.. مخاوف من انتشار وباء كورونا في اليمن ]
دعت مؤخرا عدة جهات لإنقاذ حياة السجناء في اليمن، والإفراج عنهم، خشية تفشي وباء فيروس كورونا المعروف بـ"كوفيد 19" في أوساطهم.
ودعا المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث، الأطراف المختلفة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتسريع إطلاق سراح الأسرى بموجب التزاماتهم في الاتفاق الذي تم التوصل له في الأردن والمرتبط باتفاقية ستوكهولم.
ورأى أن تنفيذ الاتفاق بات اليوم أكثر إلحاحا، بسبب خطر فيروس كورونا المستجد الذي حصد أرواح كثير من الناس حول العالم.
سبق دعوته تلك، مطالبة منظمة سام للحقوق والحريات جميع الأطراف في اليمن بإطلاق سراح المعتقلين، خوفا من تفشي فيروس كورونا، خاصة أن المعتقلات تفتقر للشروط الصحية والطبية والإنسانية.
وقالت إن الوضع الحالي للمعتقلين لا يجوز أن يخضع للمزايدات السياسية أو الحسابات التفاوضية وإنما فقط للجانب الإنساني، مؤكدة في بيان لها أن الوضع سيكون خطيرا للغاية في حال تفشي الفيروس.
وتكتظ السجون في اليمن بآلاف المعتقلين والمخفيين قسريا، وتحديدا منذ انقلاب الحوثيين على الدولة عام 2014، الذين عملوا على سجن كل من يناوئهم. وتقدر جهات حكومية وجود أكثر من عشرة آلاف معتقل لديهم.
ضرورة تنفيذ الاتفاق
الناشطة الحائزة على جائزة مارتن إينالز هدى الصراري، أكدت أن على الحوثيين أن يعوا حجم الأزمة والجائحة التي أهدرت اقتصادات والنظام الصحي لأكبر الدول في العالم، وأنه ليس من مصلحتهم الإبقاء على الأسرى في ظل اجتياح وباء كوفيد-19، خاصة أن اليمن لم تستطع السيطرة على أوبئة قضى عليها العالم منذ سنوات.
وأفادت لـ"الموقع بوست" أن تنفيذ اتفاقية ستكهولم بات اليوم ضرورة قصوى وليس محل جذب وشد أو مزيد من التفاوض أو مماحكات سياسية أخرى، مطالبة طرفي الاتفاقية اليوم بالتحلي بروح المسؤولية والحفاظ على أرواح الأسرى والمعتقلين خاصة الحوثيين الذين عرقلوا تنفيذها.
استهتار
وبرغم الإعلان عن تحقيق تقدم بشأن اتفاق ملف الأسرى والمعتقلين، لكن تلك الاتفاقات ظلت حبرا على ورق وتم عرقلتها. وفي سياق متصل، يقول الناشط الحقوقي محمد الأحمدي إن الحوثيين طيلة السنوات الماضية أظهروا قدرا كبيرا من الاستهتار بحياة اليمنيين، وهو بذلك لا يتوقع أن يكون هناك تفاعل إيجابي من قِبلهم فيما يتعلق بدعوات إطلاق سراح المعتقلين.
وفي سؤالنا له عن قدرة الحوثيين على حماية السجناء في حال انتشر الوباء في اليمن، أفاد في تصريحه لـ"الموقع بوست" أن الكثير من المعتقلين يعانون من ظروف احتجاز سيئة ولا إنسانية، وبعضهم أصيب بأمراض خطيرة طيلة الفترة الماضية بما في ذلك صحفيون.
الضغط على الحوثيين
وتعتقد الناشطة الصراري أن على المجتمع الدولي والمبعوث الأممي مارتن غريفيث مسؤولية أخلاقية وعملية للضغط على الجانب الحوثي من أجل تنفيذ الاتفاقية في أسرع وقت، قبل أن يتفشى وباء كوفيد-19 ويقتل جميع من هم أسرى ومعتقلون.
"نعلم ونحن على يقين أن جماعة الحوثي لا تأبه للظرف الصحي للمعتقلين والأسرى، خاصة أنهم يتلقون تعذيبا وممارسات لا إنسانية ممنهجة، وباتت قواهم الصحية لا تتحمل أي مرض، فما بالكم بوباء مثل هذا، وخطورته تكمن بعدم اتخاذ الاحتياطات الصحية وانتشاره بسرعة بسبب الازدحام في الزنازين والمعتقلات الحوثية المكتظة بالبشر الأبرياء"، تستطرد الصراري.
أما الناشط الأحمدي فهو يشير إلى أن "الحوثيين لا يكترثون حتى لنداءات المنظمات الإغاثية والإنسانية أو مناشدات رابطة أمهات المختطفين والمخفيين قسريا على مدى السنوات الماضية".
عن سبب ذلك، رأى الأحمدي أن الجماعة تركن إلى أنه لن يطالها العقاب، وبالتالي فأي دعوات من طرف الأمم المتحدة ما لم يكن هناك تلويح وآليات عقابية واضحة بحق الحوثيين، فإنهم لن يكترثوا لها، فهم لا يتمتعوا بأي مستوى من الالتزام الأخلاقي والإنساني والقانوني في التعاطي مع مختلف القضايا في اليمن بما في ذلك المختطفين.
وتساعد الأماكن المزدحمة على انتشار الوباء بشكل كبير وسريع لسهولة الإصابة بعدوى الفيروس، ما يعني أن السجون ستكون بيئة خصبة لكورونا.
ولا يستبعد رئيس فريق منظمة الصحة العالمية للوقاية من الأخطار المعدية عبد النصير أبو بكر، حدوث انفجار في الحالات في سوريا واليمن وليبيا التي لم يتم الإبلاغ رسميا عن وجود أي إصابات بكورونا فيها.