عبث وفوضى وانتهازية.. نموذج "الانتقالي" لإدارة محافظات الجنوب (تقرير)
- خاص الأحد, 19 أبريل, 2020 - 05:44 مساءً
عبث وفوضى وانتهازية.. نموذج

[ أرشيف ]

تشهد المحافظات الجنوبية تفاوتاً في مستوى الخدمات والوضع الأمني، على الرغم من تحريرها من سيطرة جماعة الحوثي في زمن مبكر، بيد أنها ظلت متأرجحة في حالة من الفوضى بسبب ازدواجية السلطات.

 

ومؤخراً شهدت المحافظات التي سيطر عليها المجلس الانتقالي انهياراً في الخدمات، وتفش للفوضى والاختلالات الأمنية، في حين شهدت تلك التي تسيطر عليها الحكومة بشكل كلي حالة من الاستقرار والتنمية.

 

يظهر بشكل لافت الفرق بين المحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرة الحكومة وتلك التي يسيطر عليها الانتقالي، ففي حين تشهد محافظتا شبوة وسقطرى حالة استقرار نسبي وازدهار للتنمية، فإن المحافظات التي يسيطر عليها الانتقالي تشهد تدهوراً في الخدمات وحالة من الانقلات الأمني.

 

لكن شبوة وسقطرى أضحتا مؤخراً في حالة من عدم الاستقرار، بسبب استهدافها من قِبل مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، بسبب مواقفها الرافضة لسياساته.

 

تنمية

 

وعلى الرغم من محاولات إفشال تجربة محافظة شبوة التي تصدت مؤخراً لتمدد الانقلابيين نحو المحافظات الشرقية، فإنها تشهد انتعاشًا تنموياً تمثل في إنجاز العديد من المشاريع الخدمية والتنموية في المحافظة.

 

من ذلك تدشين محافظ شبوة محمد صالح عديو، خلال أبريل الجاري، عدد من المشاريع أبرزها افتتاح قسم الإصدار الآلي في إدارة المرور الذي سيتم من خلاله الإصدار الآلي للتراخيص الإلكترونية ووثائق مليكة المركبات وقاعدة بيانات.

 

كما وقع بن عديو عقدا لإنشاء حديقة جديدة في مدينة "عتق" بتمويل من السلطة المحلية، وعقدا آخر لإنشاء محطة كهرباء غازية لمحافظة شبوة بقدرة 60 ميجا وات تعمل بنظام الغاز الطبيعي، ومشاريع طرق عديدة، وحفر آبار للمياه، والاهتمام بالبيئة أيضًا.

 

وتعمل السلطة المحلية كذلك على حماية أمن المحافظة، عبر تشكيل قوة مشتركة لحماية سواحلها من عمليات التهريب، ودعم الاستقرار من خلال التوجيهات القاضية بضبط القيمة السعرية للغاز المنزلي، وضبط المخالفات التموينية، وتنظيم أعمال البنوك والمصارف في إطار جهود منع تفشي كورونا مؤخراً.

 

وحول الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها السلطة في شبوة لمنع تفشي كورونا، جرى تنظيم دورات تدريبية وتوعوية حول الأمر، إلى جانب تخصيص فرق للطوارئ بمركز العزل الصحي بالمحافظة، وتوجيهها بالاستجابة الفورية لبلاغات حالات الاشتباه، فضلا عن صرف 30 ألف دولار لمرضى شبوة العالقين في مصر.

 

الأمر ذاته حدث في سقطرى، التي دعا محافظها رمزي محروس قيادة القوات البحرية في الجزيرة لاتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة للوقاية من كورونا خلال التعامل مع البحّارة وربابنة السفن القادمين من خارج المحافظة، فضلا عن التحذيرات التي أطلقها مكتب الصحة والسكان في الأرخبيل بعد نقل الانتقالي نحو 353 شخصا إلى المحافظة من ميناء الشحر بحضرموت.

 

وتحاول السلطة المحلية في سقطرى التي ظلت على الهامش لعقود؛ تطبيع الحياة وتوفير الأمن للمواطنين وإنعاش الأنشطة الثقافية والرياضية، حيث جرى مؤخراً اختتام بطولة رئيس الجمهورية لكرة القدم للعام 2020 فيها.

 

وتحرص السلطة المحلية في الأرخبيل على ضبط الأمن في المحافظة، حيث قامت بالتصدي لمحاولات التمرد من قبل عناصر موالية للانتقالي، إلى جانب شروعها في إجراءات أمنية للحد من تفشي الفوضي، منها ضبط حاويات إماراتية تحتوي على معدات حربية وعربات مدرعة.

 

نموذج مختلف

 

على النقيض يبدو الوضع مختلفا تماما في المحافظات الجنوبية الأخرى التي يسيطر عليها الانتقالي، منها العاصمة المؤقتة عدن التي مُنعت الحكومة من العودة إليها عقب اتفاق الرياض.

 

وتشهد المدينة بعد خمس سنوات من تحريرها، انهياراً للخدمات خصوصاً خدمة الكهرباء التي تدهورت مؤخراً بشكل لافت، بسبب نفاد الوقود من محطات التوليد، وعبث الانتقالي في إدارة المهام الخدمية.

 

وتعاني المدينة من انقطاع للمياه، فقد تظاهر مطلع أبريل الجاري العشرات من المواطنين أمام إدارة مؤسسة المياه والصرف الصحي احتجاجاً على انقطاع المياه عن منازلهم.

 

ويساهم الانتقالي في مفاقمة الوضع من خلال العبث في إدارة المؤسسات، وانتهاج سلوك مليشياوي، من ذلك قيام عناصر المجلس بنهب مساعدات طبية مقدمة من منظمة الصحة العالمية لمواجهة "كورونا"، في ظل افتقار المدينة إلى أبسط الخدمات الطبية لمواجهة الوباء.

 

وتشهد المحافظة حالة من الفوضى الأمنية تمثلت في عمليات الاغتيال والاختطافات التي تحدث من وقت لآخر، واشتغال الانتقالي على فكرة فصل المحافظات الجنوبية والتمرد على الحكومة بدعم من الإمارات.

 

في المقابل تشهد المحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرة الحكومة حالة من الاستقرار، وانتعاش للتنمية، منها شبوة وحضرموت وسقطرى.

 

يرى الصحفي خليل العمري في حديث لـ"الموقع بوست" أن محافظتي شبوة وسقطرى إضافة إلى المهرة تسير في خطى ثابتة نحو التنمية عبر مشاريع ليست موجودة في المحافظات التي يسيطر عليها الانتقالي لسببين.

 

يقول العمري إن الأول يتمثل في حضور السلطة الشرعية فيها، ويتمثل السبب الآخر في كون السلطات الحكومية تحظى بقبول شعبي في المحافظتين وتتمتع بمصداقية كبيرة وتمثل الدولة اليمنية.

 

وأوضح العمري أن تلاشي سلطة الدولة في عدن تسبب بتوقف المشاريع التنموية، وغياب الأمن والاستقرار ونهب المال العام وأراضي الدولة، وتصاعد الدعوات العنصرية والاشتغال على فكرة الانفصال.

 

وأشار الصحفي العمري إلى أن خسارة الشرعية للعاصمة المؤقتة عدن مثّل بوابة الانفلات الكبير نحو الفوضى والتدهور.

 

احتقان الوضع

 

من جانبه انتقد الصحفي عبد الرقيب الهدياني انشغال تشكيلات الانتقالي بالصراعات وإهمال الجانب الخدمي في عدن ولحج.

 

وسخر الهدياني في منشور بصفحته على فيسبوك بالقول: "إن كل ما فعله محافظ الضالع هو رش القمامة كإجراء احترازي من تفشي كورونا، بينما يستمر محافظ لحج بحل الصراعات التي تنشأ بين فصائل الانتقالي".

 

وأشار إلى اتساع دائرة السخط بين المواطنين ضد الانتقالي في المحافظات التي يسيطر عليها.

 

ومؤخراً يقوم "الانتقالي" في محافظة عدن بعملية تجنيد وحشد للقوات استعداداً لمعركة مرتقبة في أبين، في ظل تفاقم حالة التوتر في المحافظة بين القوات الحكومية وتشكيلات الانتقالي.


التعليقات