ردود فعل منددة بإعلان مليشيات "الانتقالي" الحكم الذاتي
- خاص الأحد, 26 أبريل, 2020 - 04:30 صباحاً
ردود فعل منددة بإعلان مليشيات

أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً بدء نظام الحكم الذاتي للمحافظات الواقعة تحت سيطرة مليشياته وكذا إعلان حالة الطوارئ، الأمر الذي أثار استهجانا واسعا بين أوساط اليمنيين.

 

وجاء بيان "الانتقالي" الذي اعتبره وزير الخارجية انسحاباً من اتفاق الرياض عقب أقل من أسبوعين على مطالبته بالتهدئة عقب تحرك القوات الحكومية في أبين وتحشيدها باتجاه العاصمة المؤقتة عدن لتتدخل المملكةالعربية السعودية بوساطة أوقفت العملية العسكرية على أن يستأنف تنفيذ اتفاق الرياض سلمياً.

 

وترافق بيان "الانتقالي" مع حالة الفوضى العارمة التي تشهدها العاصمة المؤقتة وخروج المواطنين في احتجاجات شعبية وأعمال شغب تنديداً بتردي الأوضاع الخدمية.

 

وفي السياق طالب سفير اليمن في الأردن علي العمراني السعودية بموقف واضح من إعلان "الانتقالي" ما يسمى الحكم الذاتي لمناطق الجنوب.

 

وقال العمراني "مثلما حددنا الموقف من انقلاب صنعاء من أول لحظة، فقد حددنا الموقف من انقلاب عدن من أول لحظة بل منذ التمهيد له بتكوينات عسكرية مدعومة من طرف في التحالف".

 

وتساءل: "هل نفد صبر الأشقاء السعوديين أيضا؟ نتوقع ذلك وهو الواجب الذي لا مناص منه ولم يبق لأحد عذر بعد إعلان اليوم".

 

الباحث الإستراتيجي في الشأن العسكري علي الذهب دعا القوات السعودية إلى مغادرة عدن، ما لم فإن بقاءها يعني مباركتها الانقلاب الإماراتي الذي ينفذه وكيلها "المجلس الانتقالي" الانفصالي.

 

وأضاف الذهب مخاطبا السعودية "دعوا الجيش يقمع الانقلاب، ليصون وحدة البلاد، وأمن وسلامة الجنوب من الاحتلال الإماراتي".

 

في حين كتب المحامي محمد المسوري محامي الرئيس السابق صالح "تناغم حوثي انتقالي، كلما كان الضغط من الجيش والمقاتلين على الحوثي كبيراً".

 

وقال "قام الانتقالي بافتعال أزمات وخلافات مع الشرعية لتخفيف الضغط على الحوثي ليستعيد أنفاسه ويتحرك بأريحية في الجبهات، والعكس يقوم الحوثي بفتح عدة جبهات ليتحرك الانتقالي بأريحية لتنفيذ مخططه".

 

المحامي والناشط الحقوقي رئيس منظمة سام للحقوق والحريات توفيق الحميدي قال إن "إعلان الانتقالي الانتقال إلى الإدارة الذاتية للمحافظات الجنوبية من منتصف اليوم السبت يضع الجميع في مأزق وأولهم الانتقالي نفسه".

 

وأضاف "الإعلان يفتقر الأسس القانونية محليا ودوليا. ثانيا الحكومة الشرعية التي تقف عاجزة بسبب قيود كثيرة أهمها تآمر التحالف، وثالثا اتفاقية الرياض والسعودية".

 

أما وكيل وزارة العدل فيصل المجيدي فقارن إعلان الانتقالي بالإعلان الدستوري التابع للحوثيين في العام 2015.

 

وقال المجيدي "هو إعلان دستوري رقم 2، بعد إعلان الحوثي في صنعاء 2015، يخرج من مشكاة واحدة، فيه تعطيل لمؤسسات الدولة وتكليف ما سماها لجانه بإدارتها أي مشرفين كما حصل من الحوثيين في صنعاء، لكنه زاد بأن هاجم ضمنيا السعودية تحت يافطة التحالف بدعوى أنه سبق وأنذرها".

 

وفي موقف يعبر عن رأي جماعة الحوثي من إعلان الانتقالي الإدارة الذاتية لمناطق الجنوب، قال القيادي الحوثي حميد رزق إن ما يجري في الجنوب تتحمل مسؤوليته دول ما وصفه بـ"العدوان" التي أوصلت الأوضاع إلى مرحلة الانهيار الشامل سعيا منها لتفجير الأوضاع وخلق بيئة صراع تمهد لتقاسم الجنوب كما لو أنه لقمة سائغة، وفق تعبيره.

 

واعتبر القيادي الحوثي انتقال الأحداث إلى مربع جديد من الفوضى ليس صدفة ولكنه ترجمة لأجندة دول التحالف التي تختبئ خلف صراع الأدوات.

 

نائب رئيس اللجنة التنظيمية لاعتصام أبناء المهرة السلمي الشيخ عبود هبود قمصيت قال إن "الاستهتار والغطرسة من قبل الانتقالي على الشعب في الجنوب لن يقبله أحد".

 

وأضاف "هناك أطراف جنوبية ترفض إعلان الانتقالي بإدارة الجنوب، ولن يقبل أحد أن يعيد الانتقالي سيناريو الجبهة القومية، نحن في القرن الواحد والعشرين، وأبناء المهرة وسقطرى لن يقبلوا إلا بحكم ذاتي بعيداً عن المليشيات والوصاية".

 

وقال الناشط أحمد ياسين في منشور بصفحته على فيسبوك "عدن إما يحكمها الانتقالي ويتحمل المسؤولية، وإما تعود الحكومة وتفرض هيبتها"،:واصفاً الوضع الراهن بالوضع المسخ الذي يدفع ثمنه المواطنون البسطاء في عدن.

 

وأضاف أن تواجد السعودية والإمارات بعدن هو ضد مستقبل عدن، ومغالطة كبرى أن نسمي عدن عاصمة مؤقتة للجمهورية اليمنية غير المتواجدة فيها.

 

ولفت إلى أن الحكم الذاتي تمنحه عادة الحكومات للأقليات ولا يتم إعلانه كما يفعل هؤلاء الأطفال الملتحون.

 

وتابع "عندما فعل إقليم كتالونيا ذلك بإسبانيا انظروا كيف تفاعلت معه حكومة مدريد وأوروبا كلها".

 

أما الكاتب السياسي محمد المقبلي فقال في منشور على فيسبوك "قلنا لكم من البداية اتفاقية الرياض في عدن هي نسخة من اتفاقية السلم والشراكة في صنعاء ومعين عبد الملك هو بحاح المرحلة".

 

وأضاف "لقد ابتلينا بأسوأ نسخة سياسية وعسكرية على الإطلاق".

 

من جهته وصف الكاتب والمحلل السياسي عبد الرقيب الهدياني بيان المجلس الانتقالي بإعلان الانتحار.

 

وأضاف في منشور على فيسبوك "بيان الانتقالي الصادر بإعلان الطوارئ هو إعلان صريح برفض اتفاق الرياض الذي وقع عليه".

 

وتابع "وهو رسالة أيضا لمليشياته لقمع المحتجين من أبناء عدن وتوجيهها لنهب البنك المركزي والمؤسسات الإيرادية الأخرى وحتى الرأسمال الخاص في مناطق سيطرة هذه المليشيات".

 

أما مستشار وزير الإعلام مختار الرحبي فقال "سيغرق الانتقالي بعد إعلان حالة الطوارئ المزعوم والحكم لكل مناطق الجنوب كما غرق الحوثي في الشمال".

 

ولفت إلى أنه سيتم التعامل مع "الانتقالي" كجماعة انقلابية متمردة على الشرعية وعلى القرارات الدولية ذات الصلة.


التعليقات