[ أرشيف ]
انكشفت نوايا السعودية بدعمها الصريح لانقلاب المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا في محافظة أرخبيل سقطرى وتصاعدت الأصوات على المستويين الرسمي والشعبي بضرورة الاستغناء عن التحالف العربي الذي بات واضحا أنه خرج عن أهدافه المعلنة من التدخل العسكري باليمن.
تدور التساؤلات الأهم الآن حول خيارات السلطة الشرعية التي باتت سلطتها تتآكل في مناطق سيطرتها وبدعم مباشر من الحلفاء المفترض بهم إعادتها لسدة الحكم في اليمن.
فهل ستكون أحداث الانقلاب الأخير في سقطرى حدثا يفرق الطرق بين السلطة الشرعية في اليمن والتحالف العربي؟ وما هي البدائل المتاحة أمام الشرعية؟
افتراق مؤجل
الكاتب والمحلل السياسي اليمني صلاح السقلدي قال إن مفترق الطرق بين التحالف والسعودية شوهد بوضوح حتى قبل أحداث سقطرى، لكنه تجلى اليوم بشكل أكبر.
وأضاف السقلدي في حديث لـ"الموقع بوست" أن ما يؤجل الافتراق بين الطرفين هو أن الشرعية لا تمتلك الخيارات التي تمكنها من أن تقول للتحالف: هذا فراق بيني وبينك.
ويرى السقلدي أن الشرعية لن تقدم على هذه الخطوة برغم وجود سخط وتذمر في خطابها صادر عن شخصيات محسوبة عليها، والتي باتت تلوح بفض الشراكة مع السعودية وتلمس علاقة وتحالف جديد مع تركيا، خصوصا بعد أن استطاعت الأخيرة تحقيق انتصارات لافتة في ليبيا.
وتوقع السقلدي في ختام حديثه أن ما حدث في سقطرى سيحدث في أماكن كثيرة طالما استمرت الحرب بشكلها العبثي الحالي.
لا بدائل
الخبير العسكري اليمني علي الذهب يعتقد أن أحداث سقطرى لن تكون مفترق الطريق بين السلطة الشرعية اليمنية والمملكة العربية السعودية.
وعلل الذهب ذلك بكون التحالف حاليا مسيطر بشكل تام على الشرعية وعلى الانتقالي، مؤكداً أن قيادات الطرفين معتقلة في الرياض.
وأكد الذهب في حديث لـ"الموقع بوست" أن السعودية والإمارات مختلفتان على نقاط معينة لكنهما متفقتين على الحلفاء الداخليين من أجل تحقيق المصالح.
وأوضح الذهب أن الشرعية لا يمكن أن تستغني عن التحالف لأن البدائل لن تكون بذات القوة وقد تفتح على السلطة الشرعية أبوابا مأزقية أكثر تعقيداً.