تصنيف واشنطن للحوثيين "منظمة إرهابية" بين الترحيب والانتقاد (رصد)
- خاص الإثنين, 11 يناير, 2021 - 09:12 مساءً
تصنيف واشنطن للحوثيين

أثار توجه الولايات المتحدة الأمريكية لتصنيف جماعة الحوثي "منظمة إرهابية" جدلا واسعا بين أوساط اليمنيين على منصات التواصل الاجتماعي.

 

وفي وقت سابق اليوم الاثنين، أعلنت الخارجية الأمريكية عزمها تصنيف جماعة الحوثي "منظمة إرهابية"، وفرض عقوبات على زعيمها عبد الملك الحوثي، والقياديين فيها عبد الخالق الحوثي وعبد الله يحيى الحاكم.

 

وتوالت ردود فعل اليمنيين بين مؤيد ومعارض حول ذلك، البعض اعتبر ذلك التصنيف يصب في صالح العملية السياسية ولإنهاء الأزمة في البلاد ومحاصرة الحوثيين وإجبارهم على تسليم السلاح، فيما البعض أبدى تخوفه من مضاعفة الأضرار على الجانب الإنساني في اليمن، وتعثر عملية السلام.

 

ورحبت الحكومة اليمنية (المعترف بها دوليا) بقرار الولايات المتحدة تصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية.

 

 

وقالت وزارة الخارجية اليمنية في بيان إن ذلك ينسجم مع مطالبها لمعاقبة المليشيات بشأن ما ترتكبه في اليمن من جرائم وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، مشيرة إلى أن فرض مثل هذا القرار يساهم في تهيئة الظروف المواتية لحل سلمي للصراع والذي يهدف إلى إيجاد حل نهائي للصراع المأساوي الذي طال أمده في البلاد.

 

من جانبها أعلنت المملكة العربية السعودية ترحيبها بتصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية"، وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إن "هذا التصنيف سيجبر قادة المليشيا الحوثية المدعومة من إيران على العودة بشكل جاد لطاولة المشاورات السياسية".

 

في سياق متصل، رحب المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا بالموقف الأمريكي. وقال المجلس في بيان إنه مع "أي توجه من شأنه وضع حد لممارسات هذه الجماعة (الحوثيين) وغيرها".

 

في حين اعتبر حزب المؤتمر الشعبي العام (جناح صنعاء الموالي للحوثيين)، في بيان، قرار واشنطن بالنسبة للحوثيين بمثابة "عرقلة لتحقيق السلام في اليمن".

 

في المقابل، أدانت جماعة الحوثي القرار الأمريكي، وأعلنت الاحتفاظ بحق الرد، دون تفاصيل بشأنه.

 

وقال عضو المجلس السياسي للجماعة محمد علي الحوثي إن "أمريكا مصدر الإرهاب، وسياسة إدارة (الرئيس المنتهية ولايته) دونالد ترامب وتصرفاتها إرهابية، وما تقدم عليه (واشنطن) من سياسات تعبر عن أزمة في التفكير".

 

 

وفي الشأن ذاته قال المستشار الرئاسي أحمد عبيد بن دغر إن "القرار الأمريكي بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، توصيف دقيق وواقعي للحوثيين".

 

وأضاف "هو قراءة متقدمة للحالة في اليمن، قرار يجرد الحوثيين من سلاح المظلمة الكاذبة التي ادعوها، ويضع أصدقاء اليمن أمام الحقيقة الحوثية جرداء كما هي، الحوثيون منظمة إرهابية عنصرية ومتطرفة".

 

من جانبه قال وزير الشباب والرياضة نايف البكري "التصنيف يضع الجماعة في مكانها الطبيعي جراء سفكها دماء اليمنيين والاستيلاء على مؤسسات الدولة".

 

ودعا البكري بقية دول العالم لعدم الاكتفاء بموقف المتفرج بل اتخاذ مواقف مماثلة واضحة وصريحة.

 

 

بدره الكاتب الصحفي غمدان اليوسفي تساءل قائلا "تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية، هل يعني إلغاء الاتفاقيات معهم، وأولها اتفاق ستكوهولم؟ هل سنشهد سماحا دوليا لمعركة في الحديدة؟".

 

 

من جهته مندوب اليمن لدى اليونسكو محمد جميح تساءل "ما هو مصير رموز تيار الهاشمية السياسية "المتعلمن"، والذي يعطي الغطاء السياسي للحوثيين كجماعة ثيوقراطية بعد قرار واشنطن تصنيف حركتهم جماعة إرهابية؟".

 

وأضاف "ما هو مصير ممثلي الحوثي ومكاتبه غير المعلنة في عدد من العواصم؟ ما هو مصير مئات الشركات التي أنشأها الحوثيون لتمويل حروبهم المستمرة؟".

 

 

 في حين قال الصحفي مأرب الورب إن "القرار الأمريكي عصيد الحوثيين وهم يمتنوها، لا أجبرنا ترامب ولا بمقدورنا فعل ذلك"، واستدل بالمثل المثل اليمني "من طلب الجن ركضوه"، حد تعبيره.

 

وأضاف "النواح الذي أسمعه من المنظمات والناشطين على تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية وربط هذا القرار الأمريكي بالوضع الإنساني كلام لا معنى له"، متابعا بالقول "الوضع الإنساني سيء أصلا ولن يفرق حاجة والمساعدات يستفيد منها الحوثيون والمنظمات وعجلة السلام متوقفة والحوثي يحشد 24 ساعة أيش الذي تفجوعنا به".

 

 

الصحفي خليل العمري يرى أن قرار "واشنطن بإدراج الحوثيين ضمن الجماعات الإرهابية وجه صفعة قوية لأوهام رئيس الانتقالي الانفصالي عيدروس الزبيدي وجماعته وشدد في فقرته الثالثة على "السلام والسيادة والوحدة" في اليمن.

 

 

في حين قال الصحفي عضوان الأحمري "لو أدرجت الولايات المتحدة الأميركية فعلاً الحوثيين على قوائم الجماعات الإرهابية، فسيكون أكبر محاصرة حقيقية للجماعة".

 

وقال "سيزيد الحرج على المنظمات الحقوقية المتعاطفة مع المليشيا الإجرامية، ويعقد حسابات إدارة بايدن في أي تعامل متناقض مع الحوثي-إيران".

 

 

في حين غرد أحمد الأشول قائلا "سواءً صنفتهم أمريكا جماعة إرهابية أو جاءت الإدارة الأمريكية الجديدة تدعمهم، يكفي اليمنيين أنهم عارفين للحوثيين حق المعرفة، وقد تجرع الشعب الويل والإرهاب منهم"، مشيرا إلى أن تاريخ السلالة 1200 سنة وليس انقلاب من سبتمبر 2014.

 

 

الطبيب والروائي مروان الغفوري كتب "الحوثيون منظمة إرهابية" هي نصف الحقيقة، الحقيقة الكاملة نخجل أو نخشى من الاقتراب منها، فالأبناء العشرة لبدر الدين مجرد رذاذ بسيط داخل المجرة السلالية الكبيرة.

 

وقال "استخدام السلاح أو التلويح باستخدامه لتحقيق أهداف سياسية أو إثنية أو دينية، هو شرط الإرهاب، وأي تعريف غير هذا فهو هراء يخلط الحقائق ويتلاعب بمفهومي الدولة والقانون".

 

 

الكاتب الصحفي فتحي بن لزرق قال إن "قرار تصنيف الحوثي جماعة إرهابية إن لم يعقبه تحرك دولي حقيقي لمحاربتها وإخضاعها سيكون قرار لن يساوي قيمة الحبر الذي كتب به".

 

وأضاف "على العكس من ذلك سيطيل قرار كهذا الحرب في اليمن.. نحتاج إلى تحرك دولي حقيقي ينهي جماعة الحوثي لا قرارات في الهواء دون أي تحرك حقيقي على الأرض".

 

 

الصحفي أمين الوائلي يرى أن قرار تصنيف المليشيا منظمة إرهابية، لا يضيف شيئا جديدا، كونها كذلك قبل التصنيف أو بدونه، إرهابية.

 

 

وأكد أن أهمية القرار تكمن في القيمة السياسية والتبعات المترتبة خارجيا ودوليا، ومن شأنه أن يقيد أيادٍ دولية وخارجية كثيرة تعمل وتتعامل لخدمة المليشيات الانقلابية على حساب الشعب والشرعية.


التعليقات