الشيخ الوروري.. كيف انتهى الحال برجالات صالح الذين ارتموا في أحضان الحوثي؟ (تقرير)
- عمران - يوسف القحمي الإثنين, 08 فبراير, 2021 - 05:38 مساءً
الشيخ الوروري.. كيف انتهى الحال برجالات صالح الذين ارتموا في أحضان الحوثي؟ (تقرير)

[ الشيخ القبلي مصلح الوروري صفته مليشيا الحوثي بعمران ]

الشيخ مصلح صالح الوروري أحد أبرز مشايخ قبيلة عذر ومن أبرز الشخصيات الاجتماعية على مستوى محافظة عمران، وهو النجل الأصغر للشيخ صالح صالح الوروري، ولد وتربى في غول الوروري بقفلة عذر بكنف والده والذي كان إماميا حتى النخاع، وحسب روايات بعض المصادر فقد قام بإقراض الإمام البدر عشرة آلاف جنيه فرانص (مدخرات الذهب تلك الأيام)، وظل يقاوم مع الإمامة حتى انتهت، وبعد سيطرة الجمهورية اعترف بها كبقية الشخصيات والقبائل، ثم كان من شخصيات الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر في تلك المنطقة حتى توفي الوروري.

 

الشيخ مصلح ما إن كَبُر حتى خاض الكثير من الحروب الأهلية والثارات القبلية في قبيلة عذر وخارجها وصولا لبداية تمرد مليشيا الحوثي بزعامة الهالك حسين الحوثي في العام 2004، فكان من أبرز الشخصيات التي شاركت مع قبائلها إلى جانب الجيش اليمني حينها بقيادة اللواء علي محسن صالح قائد المنطقة الشمالية الغربية قائد الفرقة الأولى مدرع.

 

وفي الحرب الأولى كان هو ومجموعته جنبا إلى جنب مع الشهيد العميد حميد القشيبي في اقتحام جرف سلمان في منطقة مران بمحافظة صعدة، ومن خلال مشاركته في حرب صعدة الأولى إلى جانب الدولة بدأت نظرات القيادات العسكرية تتجه نحوه، مما أدى إلى اعتماد كتيبته (المكونة من قبائل عذر) ضمن التشكيلات التابعة للفرقة الأولى مدرع حينها، ثم شارك في الحرب الثانية والثالثة وما بعدها في منطقة بني معاذ بمحافظة صعدة، وبعد انتهاء الحرب السادسة تم تعيينه مديرا لمديرية قفلة عذر ورئيساً لمجلسها المحلي.

 

 بداية التحول

 

في الحادي عشر من فبراير 2011، انفجرت ثورة الشباب السلمية ضد حكم علي عبد الله صالح، فكان له موقفاً سلبياً من ثورة الشباب، ومن هنا بدأ التحول وذهب مشاركاً بمجاميع قبلية مسانداً لنظام المخلوع وكان يرابط هو ومجموعاته في الصالة الرياضية بحي التلفزيون.

 

وحسب مصدر قبلي، تحدث لـ"الموقع بوست" عن سبب تحول الوروري من عدو للحوثيين إلى أحد أذرعهم وداعميهم، فقد كانت بداية التحول مع ثورة فبراير 2011، وعندما تم توجيههم من قبل علي عبد الله صالح حينها بمساندة مليشيا الحوثي ذهبوا إليه حقدا وانتقاما من ثورة الشباب وسلميتها.

 

في بدايات 2012، قام بزيارة شخصية لزعيم جماعة الحوثي عبد الملك بدرالدين الحوثي.

 

يقول المصدر القبلي الذي زار الوروري: "بعد رجوعه من زيارة الحوثي تحدثت معه أثناء زيارتي أنا ومجموعة من الشخصيات إلى المجمع الحكومي بالقفلة وكان حينها لا يزال مديراً لها، وحين سألناه عن هذا التحول السريع وغير المتوقع وهو العارف بخطر الحوثيين أكثر من غيره، فأجابنا بالحرف الواحد: يا أساتذة انتبهوا للشباب الصغار لا يأخذهم الحوثي ويدرسهم ويتشبعوا بفكره، أما أنا لا تخافوا علينا فلن نحفظ شيئا من كلامهم". ويضيف  المصدر: "فعرفت حينها أن التحول سياسي بامتياز".

 

وبعد زيارته بستة أشهر لزعيم مليشيا الحوثي وتحديدا في أغسطس من عام 2012، نشبت أول حرب بين أبناء قبيلة عذر والمليشيات في المديرية وتحديداً في بلاد أبوقنة وذوكليب، وكان حينها التقدم يحسب لأبناء قبيلة عذر وخسائر مليشيا الحوثي حينها أكبر دليل على هزيمته.

 

وخلال اشتداد المواجهات بين مليشيا الحوثي وقبائل عذر في منتصف 2012، حدث ما لم يكن متوقعاً، فقد خان الشيخ مصلح الوروري أبناء قبيلته ومديريته التي كان مديرا لها حينذاك، وفتح بلاده ومسقط رأسه للمليشيات الحوثية، فقامت بالالتفاف على أبناء القبائل من الخلف فسقطت الجبهة وسيطرت المليشيات على المديرية.

 

في العام 2013، وعندما اندلعت الحرب في دنان وحوث بين مليشيا الحوثي والقبائل المدعومين حكوميا، كان الوروري من أبرز الداعمين والأذرع القبلية لمليشيا الحوثي في تلك المناطق، وقام بمساندة الحوثيين ضد إخوانه من أبناء العصيمات.

 

وبعد أن انتهت حرب دنان وحوث آخر العام 2013، كان أحد مهندسي اتفاقية الخط الأسود مما سهل للحوثيين حصار عمران واللواء 310 مدرع بقيادة العميد حميد القشيبي، وكان الوروري حينها أكبر الداعمين بحشد المقاتلين وإسقاط اللواء 310 مدرع في يوليو 2014.

 

وفي سبتمبر من العام 2014، شارك مليشيا الحوثي في اقتحام العاصمة صنعاء وخسر نجل شقيقه حينها في حي النهضة بالعاصمة صنعاء، وواصل دعم الحوثيين وشاركهم بمجاميعه حتى وصل الحوثي حينها إلى محافظة عدن (جنوب)، وبعد خسارة الحوثي لعدن وما بعدها بدأ الحوثي يفكر بالتخلص منه فجرده من قيادة اللواء الذي عينه قائدا له، وبعدها تم تجريده كمدير للمديرية وتم تعيين السلالي يحيى عشيش وأثاروا له قضايا ثأر وحروب داخلية في قبيلته، وفرضوا عليه إقامة جبرية بعد سيطرتهم على قبائل المديرية عبر مشرفيها.

 

في عام 2017، نشب شجار بين نجله يوسف وبين أسرة أخرى من نفس القبيلة تدعى بذو باكر، فتم سجنه على ذمة القضية عدة مرات في السجن المركزي بعمران بفترات متقطعة هو وغرماء نجله وعلى رأسهم عبد الرحمن باكر الوروري، وآخر مرة خرج من السجن كانت قبل 10 أيام من تصفيته، في حين أن غرماءهم لا يزالون في السجن.

 

الكاتب والباحث السياسي أحمد صالح تحدث لـ "الموقع بوست" عندما سألناه عن سبب هذه التصفيات وأهدافها قائلاً: "الحوثي مليشيا تمتلكها سلالة معينة توجهها لتنفيذ أجندتها المحددة، والشخصيات الاجتماعية التي تكونت وبرزت ضمن النظام الجمهوري لا تصل إلى مستوى الثقة لدى هذه المليشيا مهما قدمت من تضحيات عدا الشخصيات التي تنتمي لنفس السلالة".

 

وأضاف صالح: "لهذا نجد المليشيات شرعت في تصفية أي شخصية ترى أنها استنفدت ما لديها من قدرة في خدمتها أو استكملت تطويقها عبر أذرعها المختلفة، وتبدأ التصفية بتسليط الأذرع الأمنية والثقافية على أنصار وأقارب الشخصيات المعاونة لها حتى إذا استكملت تطويقه بالسيطرة على أنصاره تخلصت منه في اللحظة التي تراها مناسبة".

 

وأشار إلى أن "الطابع السلالي لقيادة المليشيا يجعلها لا تثق سوى بمنتسبي السلالة التي تسمي نفسها الهاشمية، وأي شخص يتصور أنه سينال رضا هذه السلالة ويحوز على ثقتها فإنما يبحث عن المستحيل وسيكتشف بنفسه ذلك حين يأتي دوره ويجد نفسه مطوقا بالأذرع الثقافية والأمنية للإمامة الحوثية ومن أقرب الناس إليه، ولكن يستطيع الكثير تفادي هذا المصير بأن يقطع عن نفسه الأمل في نيل ثقة مليشيات الإمامية الإرهابية، ويحتفظ بأوراقه المتمثلة في أنصاره وأقاربه ولا يتركهم للمليشيا تؤدلجهم ثم يجد نفسه وحيدا وجاهزا للتصفية".

 

تصفيات الشخصيات القبلية

 

الدكتور علي قاسم اليتيم أحد وجاهات قبيلة عذر تحدث قائلاً: "كعادة هذه السلالة العنصرية في كل زمان وعلى مر تاريخها ما إن تكتفي بخدمات من وقفوا إلى جانبها ودعموها وسهلوا لها الطريق للوصول إلى مبتغاها سرعان ما تتنكر لهم وتتخلص منهم، حتى يخلو لها الجو تماما وهذه أبجديات هذه السلالة وما فعله يحيى بن الحسين مع قبائل اليمن وذريته من بعده وما تمارسه مليشيا الإرهاب الحوثية اليوم إنما هو استمرار لذلك النهج العنصري السلالي الكهنوتي البغيض، فما إن وصلوا صنعاء حتى شرعوا في تصفية كل من ساندهم ووقف معهم وخان وطنه وجمهوريته من أجل مشروعهم السلالي".

 

وأضاف اليتيم أن "ما قامت به المليشيات من تصفيات بحق شخصيات قبلية هو جزء من مشروعهم الصفوي، فعلى مستوى قبيلة عذر تم تصفية أبرز من ساندهم ووقف إلى جانبهم وعلى رأسهم الشيخ سعد صربي وهو رجل أعمال وأحد أبرز وجهاء قبيلة عذر وممن ساندوا مليشيا الحوثي في مشروعهم الانقلابي، فعندما تم الاستغناء عنه عام 2017 تم تصفيته في نقطة تابعة للحوثيين بمديرية خمر ونهبوا سيارته بالإضافة إلى أكثر من 130 ألف ريال سعودي، ليلحق به في 2019 الشيخ سلطان محمد الوروري وقصته معروفة".

 

وأردف اليتيم قائلاً: "أما آخر تصفية فقد تمت بحق أبرز مشايخ قبيلة عذر وأهم شخصية بالمديرية ساندت مليشيا الحوثي بالوصول ليس إلى عمران فقط، وإنما إلى محافظة عدن وهو الشيخ مصلح صالح الوروري وقبلها تم سجنه في مركزي عمران وإهانته بتلفيق القضايا ضده، ناهيك عن سجن الشيخ أحمد فايد الدوحمي وهو الثنائي في القبيلة إلى جانب الوروري وتم سجنه أكثر من مرة ومنعته من زراعة حقوله منذ العام 2015 حتى اللحظة".


التعليقات