سوق "المعونات الإغاثية" بمأرب مقصد النازحين لشراء احتياجات رمضان (فيديو)
- مأرب - محمد حفيظ الاربعاء, 21 أبريل, 2021 - 12:03 صباحاً
سوق

[ معونات إغاثية تباع في أسواق مأرب ]

زيت للغذاء العالمي وصندوق صحون وناموسية وطربال لمنظمة الهجرة الدولية وتمر لمركز الملك سلمان وكيس قمح للصليب الأحمر وفرش وبطانية صرفتها قبل أيام قليلة جمعية الوصول الخيرية المحلية، تلك التي اشتراها النازح محمد عبده من سوق المعونات الإغاثية في مأرب شراها بثمن بخس مقارنة بأسعارها في المحال التجارية.

 

وجد محمد ضالته على قدر حاله المادي لشراء احتياجات منزله لشهر رمضان، يقول محمد "هذا السوق نجد فيه السلع أرخص بكثير من أسعارها في المحال التجارية التي رفعت أسعار السلع الغذائية بشكل كبير قبل قدوم شهر رمضان بأيام".

 

عشرات الشباب يقفون في طابور على مسافة متقاربة أمام سوق المعونات الإغاثية الذي أنشئ مؤخرا ويستقبل البائعين والمشترين للمواد الإغاثية التي ترتص بأحجام كبيرة ومتنوعة في تصنيفاتها من حيث المواد الغذائية والأواني المنزلية والأثاث ومن حيث تبعيتها لمنظمة الغذاء العالمي والهجرة الدولية ومركز الملك سلمان وغيره.

 

وهناك يتسابق التجار الصغار حاملين في أياديهم أوراقا نقدية يلوحون بها ينادون كل مركبة تمر بقربهم يبحثون عن ما لديه من معونات إغاثية قد يبيعها لأحدهم والذي قد يسبق إليها، ويحظى بربح أو مكافأة لشرائه أكبر قدر من المعونات الإغاثية التي من المفترض أنها صرفت لنازح محتاج لها لكنها تجد طريقها سالكا بصناديقها إلى السوق.

 

كل يوم يتسع سوق المعونات الإغاثية الذي يقع في قلب مدينة مأرب أو مدينة النازحين التي تضم قرابة ملوني نازح تقريبا، وتتعدد السلع التي يحتويها السوق بحسب تعدد صرف المنظمات من احتياجات النازحين ويتقلب بحسب مواسمها.

 

 

خيام متنوعة وطرابيل وفرش وبطانيات وأدوات منزلية وغذائية مختلفة ومتعددة هي محتويات السوق وتأتي بغزارة كل يوم إلى السوق وباستمرار يقول سامي (اسم مستعار) لشاب أسمر يعمل في شراء المعونات الإغاثية اشترط عدم الكشف عن هويته للحديث إلينا.

 

وأضاف سامي في حديثه لـ"الموقع بوست" أنه يشتري كل ما يأتي إليه من النازحين ويقدر قيمة كل صنف بحسب ما قد يستطيع بيعه والكسب من ورائه.

 

وأشار إلى أنه لا يبيع كل ما يشتريه في السوق بل يقوم بتخزين ما اشتراه في دكان صغير داخل سوق "أبو علي للخضار" ليقوم ببيعها لأحد تجار الجملة في مأرب.

 

انخفاض أسعار المواد الغذائية في سوق المعونات الإغاثية زاد من توسع هذا السوق وذاع صيته في أوساط البسطاء ومحدودي الدخل والفقراء في مأرب، حيث يقبل عليه المواطنون هربا من المحال التجارية التي ارتفعت أسعار المواد الغذائية فيها بشكل كبير .

 

يقول محمد عبده لـ"الموقع بوست" إنه اشترى كيسين من التمر والملصق على صندوقها شعار مركز الملك سلمان بألف ريال يمني بينما طلب منه تاجر في محل تجاري مبلغ 2400 ريال يمني لنفس المنتج والجودة، في حين اشترى فرش نوم من سوق المعونات الإغاثية بخمسة آلاف ريال يمني، سعره في السوق الرسمي 12 ألف ريال.

 

وكان أحد تجار المعونات الإغاثية في زاوية هذا السوق يروج لخيمتين الأولى والتي تحمل شعار الهجرة الدولية بمبلغ 30 ألف ريال، بينما الثانية والتي تحمل شعار مركز الملك سلمان بمبلغ 50 ألف ريال.

 

وغيرها الكثير من الأدوات والمعونات فكل ما تصرفه المنظمات الإغاثية في مخيمات النزوح ينتظر سوق المعونات الإغاثية نصيبه منها فأينما أمطرت المنظمات الإغاثية يأتي سوق المعونات خراجها.

 

وشهدت مدينة مأرب كغيرها من المحافظات اليمنية ارتفاعا كبيرا في أسعار السلع الغذائية التي سبقت كالعادة شهر رمضان حيث ونحن قمنا برصد السوق المحلية بمدينة مأرب لأربعة أشهر التي سبقت شهر رمضان، حيث إن الأسعار في الأشهر الأربعة ارتفعت بشكل تدريجي حتى وصلت إلى ذروتها خلال الشهر الكريم رمضان.

 

تصب في جيوب غير مستحقة

 

تأتي تلك المعونات الإغاثية إلى الأسواق والمتاجرة بها من مواطنين ونازحين صرفت لهم تلك المعونات من قبل المنظمات الإغاثية المختلفة لحالات قد لا تكون مستحقة ما دامت أخذت طريقها إلى السوق وليس إلى مستحقيها من النازحين.

 

مصدر خاص ومقرب من المنظمات الإغاثية في مأرب قال لـ"الموقع بوست" إن نافذين يقومون بتقديم كشوفات وقوائم وفرضها على المنظمات مخصص بهم لاعتمادها من قبل المنظمة لتسليمهم مواد إغاثية رغم عدم استحقاقهم أو أنهم غير المستهدفين في قائمة المنظمة.

 

بالإضافة إلى أن تلك المنظمات تقوم بصرف مواد إغاثية بشكل مستمر لنفس الأشخاص المستحقين في كل عملية صرف، كما أنها تصرف غالبا لمواطنين عزب ولا يملكون منازل أو أسر فيقومون ببيع ما تصرفه لهم المنظمات وكذا أن هناك أسر تسجل كل أعضاء أسرتها وتستلم أكثر من حصتها وحاجتها فتقوم ببيع ما استلمته من المواد الإغاثية.

 

ورغم أن عدد المنظمات العاملة والبارزة في العمل الإغاثي بمأرب قليلة، لكنها باتت في نظر الجميع المسؤولة عن تقديم العون والمساندة للنازحين في المحافظة الأكثر استقبالا للنازحين والمشردين في البلاد.

 

وبحسب بيانات مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بمأرب فإن أبرز المنظمات العاملة في المجال الإغاثي في مأرب عددها 16 منظمة وائتلاف محلية ودولية.

 

النازح محمد عبده اشترى احتياجاته من السوق المخصصة لبيع وشراء المعونات الإغاثية وغادر مبتهجا بما حظى به من فرصة أقل خسارة بينما الواقع يقول إنه من المفترض أن يحصل محمد على تلك المعونات من قبل المنظمات كصرف لمستحق ونازح لكنه واقع وهمي وضع محمد وحوالي 3 ملايين نازح في تهمة المساعدات الإغاثية بينما هم يشترونها من سوق مفتوح أمام أعين الجميع ومنظمات تعمل بعيدا عن الرقابة.


التعليقات