[ صورة من ملعب الحبيشي مباراة تجمع نادي التلال ووحدة عدن ]
لم يكن اللقاء الكروي، الجمعة، الذي احتضنه ملعب الحبيشي في مديرية كريتر بالعاصمة المؤقتة عدن حدثاً عادياً لرياضيي أندية عدن وجماهيرها الرياضية ولكل محبي الرياضة.
فالمباراة التي جمعت أعرق ناديين رياضيين في عدن هما نادي التلال ونادي وحدة عدن، وحظيت بحضور جماهيري لافت، مثلت نتيجتها بفوز نادي وحدة عدن على نادي التلال بثلاثية نظيفة فوزاً ساحقاً لكل رياضيي عدن وجماهيريها على ظروف الحرب المدمرة التي عطلت النشاط الرياضي قرابة سبع سنوات وألحقت خراباً كبيراً بالمنشآت والمؤسسات الرياضة.
"الموقع بوست" شارك رياضيي وجماهير كرة القدم في عدن بهجتهم بعودة الحياة للنشاط الرياضي بصفة عامة ولكرة القدم بصفة خاصة وننقل انطباعات الناس بعودة فرسان البساط الأخضر لممارسة عشقهم لعبة كرة القدم والجماهير إلى مدرجات التشجيع والفرحة بعد توقف قهري لمدة سبع سنوات.
ضربة البداية
لاعب المنتخب الوطني ونادي التلال الرياضي السابق الكابتن فتحي جابر عبر عن فرحته بعودة الحياة للحركة الرياضية في عدن بعد توقفها بسبب الحرب قائلاً "صراحة يعجز اللسان عن التعبير عن مقدار الفرحة التي تختلج في نفوسنا نحن الرياضيين وعشاق لعبة كرة القدم وكذلك الجماهير الرياضية في الحبيبة عدن يعشق أهلها الرياضة وبالذات كرت القدم.
في حديثه لـ "الموقع بوست" قال جابر "اليوم ونحن نشاهد هذه الجماهير المُحبة لكرة القدم وهي تملأ مدرجات ملعب الحبيشي ندرك مقدار فرحتها بعودة معشوقتها كرة القدم للمستطيل الأخضر وعودة النشاط الرياضي رغم الظروف المعيشية الصعبة والخراب الذي تسببت به المليشيات الحوثية الانقلابية للحركة الرياضية والملاعب والمنشآت الرياضية في عدن".
وأضاف أن مباراة اليوم التي جمعت أكبر وأعرق ناديين في عدن هما التلال والوحدة مثلت ضربة البداية الفاصلة بين الأمس المغيب للنشاط الرياضي واليوم المعلن لعودة النشاط الرياضي والفرحة للجماهير الرياضية ولمحبي كرة القدم".
واختتم الكابتن جابر حديثه بالقول "بهذه المناسبة السعيدة نشكر كل من بذلوا جهوداً ووفروا الإمكانيات اللازمة لعودة النشاط الرياضي وإن كان هناك الكثير من العوائق ماتزال قائمة أمام عودة النشاط الرياضي بصورة منتظمة، كما كانت من قبل".
عودة الحياة لرياضة عدن
من جهته يرى علاء عادل حنش مدير تحرير صحيفة 4 مايو أن مباراة فريقيّ التلال ووحدة عدن، مثلت أو كما يحلوا لعشاق الناديين تسميته بـ (كلاسيكو الكرة الجنوبية)، عودة الحياة لرياضة عدن، وعودة الروح لهذه المدينة التي عانت من ويلات الحرب كثيرًا، وهي المدينة التي عُرفت بالسلام، والمحبة، وبالفعل أعاد ذلك الديربي لعدن ذكريات الزمن الجميل".
وقال علاء في تصريح لـ"الموقع بوست" إن هذه العودة السعيدة لرياضة عدن عبرت عنها فرحة الجماهير العارمة في مدرجات لجمهور الفريقين، بغض النظر عن نتيجة المباراة، كما مثلت تلك العودة الحميدة للرياضة بعدن، لا سيما للجماهير الرياضية المتعطشة لتنافس الزخم الرياضي، مُنعطفًا هامًا في العودة التدريجية للحياة بشكل عام، خصوصًا وأن عدن تشهد استهدافًا واضحًا لأمنها، واستقرارها من قبل اعداء يضمرون الشر لهذه المدينة الساحلية، التي تعرضت وماتزال للظلم والتهميش من قبل اعداء الجنوب"، حد قوله.
وأضاف "لقد أرسلت عدن، من خلال هذا الحضور الجماهيري الغفير، رسالة رياضية صاخبة للعالم العربي والدولي مفادها أن عدن تمرض لكنها لا تموت؛ فرغم الظروف المحيطة بهذا الشعب الأبي إلا أنهُ حضر المباراة بكل شغف، فهو شعب عاش وتربى على حُب الرياضة والثقافة والمحبة والسلام.. شعب يكره الحرب لدرجة كبيرة".
وطالب علاء عادل كغيره من عشاق كرة القدم بعدن بعودة عدد من الأندية الجنوبية العريقة التي توقف نشاطها بفعل الحرب والسياسات التدميرية الممنهجة، ومنها نادي الجيش والشرطة وشمسان وحسان وخنفر أبين وطليعة لحج والشعلة وشعب المكلا وباقي الأندية التي توقف نشاطها، وطالبوا بعودة تلك الأندية لسابق عهده من جديد بأسرع وقت ممكن.
التخلص من تبعات الحرب
المشجع التلالي رامي فياض سبقت مشاعره الفرائحية الكبيرة كلماته رغم خسارة فريقه التلال للمباراة بثلاثة أهداف دون رد قائلاً " الحقيقة يصعب على الإنسان التعبير عن فرحته ومدى سعادته وهو يشاهد عودة الحياة الرياضية لعدن وملاعبها، وعودة هذه الجماهير الرائعة للتدافع لتشجيع فرقها المتنافسة.
وأردف رامي "حرمت الحرب المدمرة التي شنتها المليشيات الحوثية الإنقلابية الجماهير الرياضية وابناء عدن بصفة عامة من متعة متابعة فرقها تتصارع بنديه وحب على المستطيل الأخضر ليحل مكان ذلك صراعاً مدمراً علا فيه صوت الحرب والدمار على اي صوت أخر.
وأكد رامي خلال حديثه لـ "لموقع بوست" أن الناس التي كانت لا تجد غير أخبار الحرب لتتناوله في المقايل وعلى طاولات المقاهي بكل ما يتضمنه ذلك النقاش من أحزان ومآسي ستجد نفسها بعد هذا اللقاء الكروي الكبير، تعود للحديث عن رياضة عدن ونجومها ومتابعة مباريات أنديتها.
وأعرب عن شكره لوزير الشباب والرياضة نائف البكري ومحافظ عدن أحمد لملس ومكتب الشباب والرياضة بعدن لكل ما بذلوه من جهود لبث الروح في رياضة عدن من جديد بعد توقف اجباري لمدة سبع سنوات.
ساعة ونصف من المتعة عاشتها جماهير عدن الرياضية التي ضاقت بهم مدرجات ملعب الحبيشي بمديرية كريتر محافظة عدن كانت كفيلة بنسيان سنوات عجاف عاشتها هذه الجماهير محرومة من ممارسة عشق أزلي للعبة كرة القدم عرفت به مدينة عدن من قرن تقريباً.