[ جنازة توديع الشاب حمدي المكحل الذي قتل على يد مليشيا الحوثي في إب ]
أثار تشييع جثمان الشاب "حمدي عبدالرزاق المكحل" الذي قتل بظروف غامضة داخل مقر أمني يتبع جماعة الحوثي في محافظة إب (وسط اليمن) الخاضعة لسيطرة الجماعة تفاعلا شعبيا واسعا بين اوساط اليمنيين منددين بجرائم وانتهاكات الجماعة.
وشيع الآلاف من ابناء مدينة إب عصر الخميس جثمان حمدي عبدالرزاق المعروف بـ"المكحل"، والذي توفي يوم الأحد الماضي، داخل سجن تابع للميليشيا في المدينة نفسها وذلك بعد أيام من اختطافه، وسط اتهامات للميليشيا بقتل الشاب الذي كان ينشط ضدها في مواقع التواصل الاجتماعي.
وتحولت جنازة الشاب المكحل التي شهدتها مدينة إب إلى تظاهرة غاضبة ضد الميليشيا، وردد المشاركون فيها هتافات وشعارات تطالب بخروج الميليشيا من المدينة، من بينها "ارحل ارحل يا حوثي" و "لا إله إلا الله والحوثي عدو الله" و "لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله".
كما مزق المتظاهرون من شباب المحافظة شعارات الجماعة ورفعوا بدلاً عنها العلم الوطني، تعبيراً عن رفضهم للميليشيا التي يتهمونها بقتل الشاب في أقبية السجون التابعة لها.
وعقب التشييع اختطفت المليشيا العشرات من المشاركين في الجنازة من أبناء مدينة إب ، على خلفية التظاهرة الرافضة لها والتي رافقت تشييع الشاب "المكحل".
وحظيت عملية التشييع بتفاعل شعبي واسع، كإعلانهم عن التضامن مع الشاب ومع المتظاهرين الرافضين لمليشيا الحوثي، التي تمارس أبشع الانتهاكات بحق المواطنين منذ أن سيطرة على المحافظة في خريف 2014.
وفي السياق قال المستشار في وزارة الخارجية اليمنية مطهر عنان "في أول ايام رمضان ولياليه المباركة، نودع بطل حقيقي ، ثار ضد الظلم والطغيان .
الكاتب الصحفي خالد سلمان، قال "المكحل قال كلمته ولم يمت، فقط شد الرحال صوب الله ، تاركاً الصامتين خلفه أمواتاً".
وغرد المحلل السياسي غمدان اليوسفي بالقول "المكحل رمز لن ينساه اليمنيين، رجل رفع صوته عاليا من وكر الإجرام الحوثي، أرادوا إسكاته وقتلوه في السجن خفية ليخفوا صوته، فصارت اليمن كلها صوته وحنجرته".
وأضاف "قالوا عن إب ما قالوا، ولكن الحقيقة تختبئ حتى اللحظة التي تريد فيها أن تكون حاضرة كما ينبغي لها أن تكون"، متابعا "إب المكحل كحلت أعيننا بغضب مختبئ سيكون له ماله حين تحين ساعة الكهنوت، ولن تموت".
الكاتب الصحفي عامر الدميني علق بالقول "إن قتلوا المكحل فهناك ألف مكحل، وألف مشقر، وألف بطل سيأتون، من بشير شحرة إلى المكحل قصة نضال جبارة في وجه آلة الموت داخل مدينة إب".
وأضاف "قصص تُذكر بالبطولات، وبالرفض الرافض لما يجري، وشخصيات ترسم المجد، وتضع البذور الأولى، واللبنات الأساسية، لطوفان يتشكل وسيلتهم في طريقه كل العابثين والقتلة وأعوانهم".
في حين كتب أحمد الزرقة "الرحمة والخلود لروحك .. ستظل ارواح ودماء اليمنيين تلاحق القاتل الحوثي إلى يوم القيامة".
بدوره وكيل وزارة الإعلام عبدالباسط القاعدي قال "خرجت مدينة اب لتعلن بالصوت الواحد أن الحوثي عدو الله وأن المكحل شهيد الكرامه.
وأكد أن هذا المشهد فيض من غيض، ومع مرور الوقت ستكسر عصا عصابة الحوثي الغليظة التي طالما ألهبت ظهور الناس، وقال "لقد كسر الناس حاجز الخوف بعد تعاظم الوجع الذي طال الجميع، ستنفجر المدن والقرى في وجه هذه العصابة المارقة الحقيرة وستدوس على حثالاتهم".
الإعلامي بشير الحارثي هو أيضا يرى أن تشييع جثمان الشهيد المكحل وهتافات المشيعين استفتاء واضح لا لبس فيه عن سخط الناس وغضبهم ورفضهم القاطع للحوثي ومشروعه العنصري السلالي الكهنوتي وأن الشعب لم يعد قادر على تحمل هذه المليشيات وأن مصيرها الزوال قريباً وبثورة شعبية تقتلعهم ومشروعهم إلى الأبد.
فيما قال الكاتب الصحفي يحيى الثلايا "لبس أكفانه قبل أن يموت وكان واثقا أنه سيواجه الموت لا محالة". وأضاف "المكحل واحد من قصص واساطير البطولات التي لا تتكرر، شاب يقف بمفرده بطلا شجاعا لمنازلة أخبث ما عرفت اليمن".
وتابع "يا حمدي عبدالرزاق: انتصرت وصرت أيقونة نضال، وشعلة ثورة وقيلا يمانيا ملهما، فهذه هي اليمن يا بني هاشم.. لن تهادنكم ولن تموت".