طلاب اليمن العائدون من السودان.. بين مستقبل غامض وصعوبات القبول بالجامعات (تقرير)
- خاص السبت, 17 يونيو, 2023 - 06:35 مساءً
طلاب اليمن العائدون من السودان.. بين مستقبل غامض وصعوبات القبول بالجامعات (تقرير)

[ طلاب يمنيون عالقون في ميناء بورتسودان ينتظرون اجلاءهم ]

بذهنٍ شاردٍ يتحدث عبد الحق حميد عن مستقبلهم الغامض بعد عودتهم من السودان، جراء إغلاق الجامعات أبوابها وتقف الدراسة على إثر الحرب التي تسهدها الخرطوم منذ منتصف ابريل/ نيسان الماضي.

 

يقول حميد "نعيش في اضطراب بعد سبع سنوات دراسة أمضيناها في جامعة النيلين تخصص صيدلة، وكنا على مشارف التخرج، مع صعوبة التوقف لأكثر من ثلاثة أترام بسبب الثورة السودانية وقبلها الوباء العالمي (كوفيد – 19)".

 

في حديث لـ "الموقع بوست" يُلخّص الطالب حميد معاناة المئات من الطلاب اليمنيين المبتعثين في السودان العائدين إلى اليمن على اثر الحرب التي تشهدها الخرطوم، بالقول "الحرب جعلت مستقبلنا غامضا".

 

وطبقا لحميد الذي تبقى على تخرجه ستة أشهر من كلية الصيدلة "نحن أمام خيارات وتحديات صعبة مع ضبابية توقف الحرب في السودان، والبحث عن فرص لاستكمال الدراسة في الخارج".

 

مستقبل غامض

 

يواصل حميد بلغة مليئة بالحسرة "كنا على وشك التخرج بعد دراسة قرابة خمسة أعوام، إلى جانب عام إضافي راح هدراً جراء توقف التعليم الجامعي، على اثر جائحة الوباء العالمي (كوفيد -19) واندلاع الثورة التي أطاحت بالرئيس عمر البشير من سدة الحكم في 2019".

 

وبشأن تباين مناهج الدراسة بين الجامعات اليمنية ونظيراتها السودانية يشير حميد إلى أن المشكلة لا تقتصر على حاجتهم للالتحاق بالجامعات المحلية، وإنما أيضا تكمن في تباين مناهج الدراسة، فلغة التدريس مختلفة أيضا، وعدم توفر بعض التخصصات في الجامعات المحلية، ما يعني أنهم على موعد آخر من التحديات في حال التحقوا بالجامعات المحلية.

 

وتشهد عدد من مدن السودان منذ 15 أبريل اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، والدعم السريع -المدعومة إماراتيا- بقيادة محمد حمدان دقلو حميدتي، راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح، معظمهم من المدنيين.

 

خيبة أمل

 

هشام النهدي هو الآخر يدرس تخصص طب أسنان بجامعة أفريقيا العالمية، يشعر بإحباط وياس شديدين ويقول إن "إغلاق الجامعات في الخرطوم ترك لنا آثارا سلبية في نفوسنا".

 

من خلال حديثه لـ "الموقع بوست" يبدي النهدي تخوفه من ضبابية مستقبله التعليمي، لعدم تطابق المنهج الدراسي في الجامعات السودانية مع نظيراتها اليمنية.

 

يشرح النهدي المستقبل الذي كان يعد له باختياره تخصص "طب أسنان"، وكان على أمل الحصول على فرصة عمل في دول الخليج العربي، كون شهادات التخرج من الجامعات في السودان مرغوبة ولها أولية مقارنة بالمؤهلات من الجامعات اليمنية، حد قوله.

 

وبشأن خيار استكمال التعليم عن بعد في حال تمكنت الجامعات السودانية من توفير ذلك، يستبعد النهدي توفير هذا الخيار، لأن الأكاديميين في الجامعات السودانية مضربين في الأصل تضامنا مع بلدهم وتنديدا بالعبث الذي تمارسه قوات ما يسمى بالدعم السريع المدعومة إماراتيا.

 

فحال حميد والنهدي، ليسا إلا مثالاً لحال المئات من الطلبة اليمنيين الذين كانوا يدرسون في الجامعات السودانية والذين قذفت بهم الحرب خارج أسوار الحرم الجماعي وعلى مشارف مستقبل تعليمي غامض، وبات الهم الأكبر بالنسبة لهم استكمال دراستهم الجامعية في بلدهم الذي لا تتوفر فيه بعض التخصصات الجامعية، نظرا لتدني جودة التعليم وتراجع مستواها في اليمن على اثر الأزمة التي تشهدها البلاد منذ تسع سنوات.

 

حلول غير مجدية

 

ومطلع يونيو الجاري دعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، في الحكومة اليمنية (المعترف بها دوليا) كافة الطلاب المبتعثين العائدين من جمهورية السودان إلى سرعة تسجيل بياناتهم حسب النموذج المرفق.

 

وقالت الوزارة في بيان نشرته على صفحتها بـ"فيسبوك" إنها "تسعى لجمع بيانات الطلاب العائدين من أجل وضع المعالجات المناسبة لأوضاعهم الأكاديمية"، مشيرة الى أن "آخر موعد للتسجيل هو يوم الإثنين القادم 5-6-2023م".

 

فيما وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في حكومة مليشيا الحوثي -غير معترف بها دوليا- قالت إن الطلاب المبتعثين في السودان والذين تم إعادتهم إلى اليمن بسبب الصراع والحرب، سيتم معالجة أوضاعهم في كافة الجامعات اليمنية وفقاً للإمكانيات المتاحة.

 


التعليقات