سقطرى وأولاد زايد
الجمعة, 04 مايو, 2018 - 10:43 مساءً

نحن نقاوم فكرة الاحتلال لأنه باغتنا وكنا نظنه قد مضى كالأشياء القديمة، المصطلح ذاته كان قد تحول لماض من نوع ما.
 
لا يمكننا مهما أثقل علينا الحوثيون وتوعدوا حياتنا وجمهوريتنا، لا يمكننا التعايش مع المدرعات الأجنبية والأعلام الأجنبية وسيظل الإماراتي أجنبي شأنه شأن السعودي والأمريكي بقياسات التراب الوطني .
 
لن يكون الاحتلال السعودي أقل إهانة فنحن لا نفاضل بين حجمين لمن يذلنا وينال من كبريائنا الوطني ، وليس أمر احتقارنا لعمر الإمارات هو اعلان تفضيل وبحث أن تحتلنا دولة ذات حضارة قديمة ، هو انك فقط تتهكم من عدوك بما في المتناول ، ولربما تبدو الإمارات ضئيلة وفقيرة تاريخيا لكنها بصدد مهمة خطيرة كوكيل لقوى عظمى ، بعد التخلص من الجمهوريات العسكرية خرجت جماعات الإسلام السياسي لتفصح عن وجودها كماهو وعن طموحاتها السلطوية ولقد تركوا لها أن تفعل ، فيما يشبه مصيدة ما بعد الجمهوريات العسكرية حيث يعلنون عن انفسهم فيسهل اصطيادهم ، مهمة شرق اوسط جديد منسجم مع حقائق الزمن الجديد وواقعيته بدون ايدلوجيات وطنية او دينية او قومية مفرطة ، ما يجعل الشرق الأوسط واقعيا كلية وليس هناك ما هو اكثر من إسرائيل واقعا وحقيقة مرفوضة لأسباب شعاراتية وايدلوجية وقومية ، مع التخلص من كل القوى التي تمثلها في المنطقة لا يعود هناك من عائق أمام التعايش مع كل حقائق الانتاج والسوق واسرائيل ، الإمارات مكلفة بالعمل على هذا وتبدوا لهم اكثر فاعلية.
 
هذا قريب من نظرية المؤامرة وما يردده الحوثيون وحزب الله وإيران ، ولن نبارك مهمة الإمارات ونتقبلها عنادا لهذا المنطق الذي يتم استخدامه لاستبدال جمهوريتنا بثكنة في معركة ضد " المؤامرة الصهيوأمريكية الخليجية " ، وبالمقابل فليس علينا مقاومة هذه الثكنة " المقدسة " بثكنة المول التي تشرف عليها قوى السوق العالمية ، لقد جن العالم الغربي ولم يعد حتى بوسع الواقعيين الأقل شعاراتية وطنية وتعقيدات الثقة بمؤامرة قد فقدت غوايتها الليبرالية عندما فقدت اعظم القوى رشدها ونصبت زعماء معتوهين من نوعية ترامب وماكرون الذي تزوج مدرسته الأبله وهي في عمر جدته .
 
عوضا عن جنون ومعاتيه الخليج المراهقين الذين اختلفوا وراحوا يقولون لبعضهم اثناء هذا الخلاف " جيب لي أمك الحلوة " .
 
علينا الاحتفاظ بعقلنا اليمني وتسمية الاشياء كما هي ، ليس عليكم ارتجال تسمية وطنية للإحتلال ، تصرفوا كمضطرين على الأقل ، انسجموا مع الورطة لنخرج منها ونعرفها قبل ذلك ، وليس على أي منا الانسجام مع أي قوة تستغل ما علقنا فيه ، على سبيل المكابرة أو جني المكاسب ، مقابل وطن كلنا آثمون وشركاء في ضياعه ، وعلينا جميعا استعادته واستعادة إنسانيتنا معه .
 
 

التعليقات