عبدالوهاب العمراني

عبدالوهاب العمراني

كاتب يمني سفير في وزارة الخارجية اليمنية

كل الكتابات
نسخة ليبية من تماهي النفاق الدولي
الجمعة, 05 أبريل, 2019 - 02:12 صباحاً

تماهي مألات الربيع العربي في نسخته اليمنية والليبية في البدايات والنهايات، سوا في مهادنة ساسة الداخل او الاقليم، وسوا في نفاق المجتمع الدولي أو المبعوث الدولي، ومن ورائهم الامم المتحدة، وكأنها عملية نسخ ولصق.
 
تتضح الرؤية اليوم في حصار طرابلس من جنوبها، كما حدث لصنعاء في حصارها من قبل ميلشيا الحوثي الذي كان سببا في حرب اليمن مع الحركة الحوثية.
 
رغم ان الحالة الليبية تحضى بنظريا بسلة من القرارات الافتراضية الاممية عدة تدين تمرد حفتر وتدعوا لحل سلمي ومع ذلك يقف العالم اليوم "بين قوسين " مذهولا فلا اتفاق الصخيرات ولا مساعي المبعوث الاممي ولا تطمينات المجتمع الدولي فلا ملتقى الليبي المفترض الجامع سيعقد طالما قد فرض منطق الغلبة تماما كما فعل الحوثي او ميلشيا الحراك في جنوب اليمن . فجأه وبدون مقدمات لمن لم يتابع الشأن الليبي ، جيش الجنرال العجوز حفتر رجل القذافي في تشاد على أعتاب طرابلس ، يحاول فرض منطق الخمسينيات وجمهوريات العسكر في الالفية الثالثة يذكرنا بحصار ميلشيا الحوثي على تخوم صنعاء قبل سقوطها المدوي أمام مرأى المجتمع الدولي وتواطئ الإقليم عربا قبل ان يكونوا عجم في المسألة الليبية لا وجود ليد الفرس المجوس لكن تم الاستعاضة بالإرهابيين والمقصود وأد الربيع العربي والمجئ بنظام عسكري بديلا عن ألقذافي تماما كما يراد لليمن اليوم سوا في صنعاء او عدن.
 
قد تكون لمألات لتحولات هدير الشارع الجزائري على قمة السلطة في الجزائر تأثير لتسريع وتيرة التصعيد في ليبيا لاعتبارات لوجستية قبل ان تستقر المؤسسات الدستورية الجزائرية في الأسابيع او الشهور المقبلة.
 
الأمين العام للأمم المتحدة قلق من التطورات في ليبيا والمبعوث الاممي لليبيا يقف موقف المتفرج كما في اليمن ، عندما اشرف على دخول الحوثي القصر الجمهوري بدبابات الحرس الجمهوري بينما المبعوث الأخير البريطاني مطلوبا منه في اليمن ان يشرعن ما حدث ويحدث في اليمن ، في كل هذه البؤر المخرج واحد.
 
تزامن زحف قوات حفتر الخارجة عن القانون بتصريح له قال فيه :"لن نرفع السلاح الا على من يرفعه في وجوهنا ، من ترك سلاحه فهو آمن ، ومن دخل بيته فهو آمن ، ارفعوا الراية البيضاء ولا تقاتلوا ، سنحافظ على كل الممتلكات والمؤسسات ولن يقربها أحد".
 
مجلس الأمن قرر ان يجتمع بعد ساعات من التصعيد العسكري مما يوحي بخطورة الوضع في طرابلس وسيدرك المتابع والراصد على السوا بأن ذلك مجرد ذر الرماد على العيون فكم اجتمع مجلس الأمن بشأن الحرب في اليمن .
 
* كاتب وسفير يمني.
 
*مقال خاص بالموقع بوست.
 

التعليقات