عبدالوهاب العمراني

عبدالوهاب العمراني

كاتب يمني سفير في وزارة الخارجية اليمنية

كل الكتابات
تمخض هرج ومرج تصريح "معياد" فولدت حقائق
السبت, 08 يونيو, 2019 - 04:05 مساءً

بضع ساعات كشفت رأي عام  مهزوز هش متناقض ومهزوز في آن واحد .!
 
كشفت لنا حقيقة أزلام عفاش من المؤتمريين الذين يكشفون عن أقنعتهم تباعا وفي الوقت الضائع ، جدل عقيم في غير وقته لأنهم أي مؤتمري عفاش أصبحوا كالأيتام في موائد اللئام ، لأنهم نفسهم انقسموا بين خدم للحوثي ومسوغين له او ملاحقين من حليفهم السابق في الانقلاب .
 
زلة قلم عبر منشور معياد أثارت مشاعر متناقضة لدى الرأي العام  كمن يلقى حجرا في ماء راكد عندما تتوسع دائرة في الماء بفعل قذف الحجر ، لقد قذف معياد بالشخصية اليمنية المهزوزة والمنكسرة أصلاً في غياهب الأوهام والتوقعات فمن قال بأن ما وراء الأكمة ما ورائها وآخرين توقعوا بأنفراج قضية المرتبات والبعض جزم ان الساعات او الايام القادمة ستطيح أما بالعراده او بمعياد ، او قد تنعكس بتطور ما في عدن بل بالغ آخرين بأن الأمر قد يحرك علاقة الشرعية بالتحالف الى آخر الآمال الوردية التي تمخضت بمنشور خجول من معياد مضمونة ود لسلطان سبا.
 
لقد خلف لنا المخلوع هذه العينات من ابواقه المنقسمين بين صنعاء والشرعية والشتات وكلهم على مله واحده هي معاداة تجربة فريدة تحدث عنها مراقبين دوليين بنجاح تجربة مارب.
 
حافظ معياد نزال بيان في صفحتة يدعي انه بناء علي توجيهات رئيس الجمهورية تم ربط فرع البنك المركزي في مارب بعدن في 13 مايو ، السؤل لماذا عاد ونزل تهديده والأصح لماذا يظهر هذا الشكوى والخلاف عبر وسائل التواصل الاجتماعي وليس عبر قنوات رسمية ؟.
 
اكبر دليل على كذب معياد هو تاريخ توقيع محافظ مارب على الربط ومنشوره الذي امتدح العرادة بعد سويعات من منشور ذمه فيه !
 
 ماذا لو أن حافظ معياد لم يوضح الحقيقة خلال ساعات فقط؟!، هل يمكن إيقاف هذا السيل الجارف من حمم النزق والتشويه والكذب، وإلى أين كانت تسير حممه؟!
 
زفة حافظ معياد أمس هي من نفس شلة من أسقطت صنعاء وأوصلت الإمامة للقصر الجمهوري بدبابات الحرس الجمهوري نفسه .
 
خلاصة ما يستشف من نوايا هكذا اقلام هي تسويغ معياد نفسه اعلاميا ليستعطف الرأي العام وهو اسلوب مفضوح مسبقاً شيطنة الأخر هي سمة التسويف والتدليس في استراتجية خصوم الدولة المدنية.
 
يعود بناء جو شيطنة الآخر الى ما قبل خمس سنوات عندما كان معظم حكومة التوافق من المؤتمر نفسه وكان يثور على نفسه فقبل الانقلاب الحوثي تشكلت ألة إعلامية لتحالف طرفي الانقلاب  يدقون على وتر ان المعركة بين الإصلاح والحوثي وعلى سقوط عمران والجرعة وفساد بعض رموز النظام وقتها والذي كانت ذريعة لافتعال مثل تلك المعارك الوهمية ، في تلك الأثناء برزت اسماء رموز النظام السابق الاعلامية مثل نبيل الصوفي ومحمد عايش وعلي البخيتي والأربعة البررة في الشرعية القابعين في الرياض ( فهد الشرفي وغلاب وسام الغباري وفارس في مشيتة ) ، اليوم انفسهم يركزون على شيطنة مارب التي سبق ان شيطنها الرئيس السابق خلال عقد كامل قبل خروجه الشكلي من السلطة.
 
نفس الأسطوانة اذا كُنتُم تذكرون او ذاكرتكم مثقوبة لرأي عام يقدس جلاده .
 
‏ليلة ساخنة من الجدل العقيم عن البنك في وقت نحن نناضل لاستعادة بنك صنعاء وجد البعض ضالته ليسبح في مياه عكره من المهاترات !
وكان الأحرى تسخير أقلامهم في فضح جرائم الحوثي وتدخلات الإقليم بحق السيادة اليمنية لكان انتصروا لليمن الأرض والإنسان .
 
فعله معياد كان ضمن خطه معده سلفآ بنيت على فرضيه اكيده لديهم بأن محافظ مأرب سيرفض ربط فرع المركزي اليمني في مأرب بالبنك المركزي الرئيسي في عدن.
 
لكن ما حدث كان هو العكس امتثال محافظ مأرب لتوجيهات الرئاسه بالتنفيذ والذي حدث العكس فاجئهم محافظ مارب بالتجاوب ولأنها من ضمن خطط استهداف المحافظات المستقرة والآمنة والتي تمتثل للشرعية وتحتضن أطياف الشعب من قبل عناصر نظام المخلوع.
 
يستهدفون مارب لان فيها الأمن والاستقرار والكهرباء والغاز والبترول والتوسع العمراني بحيث تضاعفت أربعة أضعاف في أربع سنوات ، واحتضان كل اليمنيين المتضررين من الانقلاب من لم يستطيعون الهروب لعواصم عربية وأجنبية .
 
زعزعه محافظه مأرب الهدف منه أيضاً قطع شريان الحياة الممتد منها لبعض المحافظات في الشمال او الجنوب المحررة التي تخنقها دول الأقليم لإخضاعها لنفوذها ورب ضارة نافعة.. وجوه كثيرة انكشفت وبانت على حقيقتها.
 
لا ينبغي ان تمر هزه إعلامية كهذه مرور الكرام بل المفترض بداهة هو استخلاص تجربة وعبره بحقيقة ضرورة توريد المسؤولين في المحافظتين المعنيتين الأموال للبنك المركزي بعدن، ليبدأ الإقتصاد في التعافي، وهذه خطوة مهمة، وتمثل بداية لاستعادة مؤسسات الدولة، بما ينعكس على وضع البلد برمته، متزامنا مع جملة إصلاحات في عدن وسواها لتهيئة عدن لتكون العاصمة الثانية التي مهما يكن تحضى ببنية تحتية قبل عشرات السنين بعكس مارب التي بدأت من الصفر ، لا ان تكون عدن منافسة لسلطة الأمر الواقع وتحارب الشرعية وتقف في صف الاقليم وليس في صف الوطن . من جهة ثانية اعادة النظر في منظومة الحكومة الشرعية واداء مؤسساتها وتنافر اطرافها وهذا بداهة امتداد لطبيعة عمل مختلف تلك الجهات، وانعكاس ذلك على مستوى حضورها في المناطق المحررة.
 
ما حصل درس لكثير من السذج.. وكثير ممن يحاولون تزييف الرأي العام المنخدع أصلا ً
 
* كاتب وسفير في الخارجية

* المقال خاص بالموقع بوست
 

التعليقات