المبادرة الخليجية وتقويض الانتقال الديمقراطي في اليمن
الجمعة, 07 فبراير, 2020 - 03:41 مساءً

كان من الوضح أن المبادرة الخليجية التي تقدمت بها الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية غرضها إحتواء الثورة الشعبية المندلعة في عموم اليمن إلا أن المكونات السياسية اليمنية المتبنية تمثيل الثورة أخذتها بحسن نية واعتربتها مخرجا من حرب وشيكة مع النظام الذي يرفض حتى ذلك الوقت مغاردة السلطة ويقمع الثوار في الساحات.
 
ويمكن  الملاحظة هنا أن حسن النية تلك كانت ممزوجة بنهم الوصول الى السلطة  كما صاحب هذا كله سوء تقدير استراتيجي للتوجه الإقليمي تجاه الثورة في اليمن الذي تحول بعد ذلك من مرحلة احتواء الثورة الى ضربها مباشرة في إطار التوجه العام لمحاربة الربيع العربي ولضرب التغيير في اليمن بالذات ،لأسباب جيوسياسية من بينها إدراك الإقليم قدرة اليمن على التأثير في المحيط والخوف من أن تصل رياح التغيير الى الدول الجارة وخصوصا السعودية والإمارات.
 
هذه المشكلات الثلاث "الخلل الذاتي في هرم السلطة ، والتباينات الداخلية بين مكونات الشرعية ، وسوء تقدير موقف الإقليم وأطماعه"  لا تزال تتحكم في السلطة الشرعية حتى الآن وهي سبب رئيس من جملة أسباب اوصلتها الى  الصورة المشاهدة حاليًا  ،يضاف لها كمّ التعقيدات الكبيرة التي نتجت عن تدخل التحالف العسكري أبرز تلك التعقيدات التحكم في القرار السيادي الوطني وتكبيله من قبل طرفي تحالف الحرب في اليمن.
 
والحقيقة الماثلة اليوم أن الشرعية تكاد تتلاشى لصالح سلطة الإقليم المتنفذ في البلد وهذا القول ليس من قبيل المبالغة بقدر ما هو نابع من مكاشفة صريحة وصادقة  لوضع  الشرعية ،والبلاد عموما وما ينطوي عليه مستقبل اليمن من مخاطر، وللحد من هذا الترهل الذي يصاحب اداء السلطة الشرعية في الرياض يتحتم عليها التعامل وفق جملة من القناعات الراسخة  لعل ابرزها:
 
ـ أولاً تدرك أن قرار مصير اليمن لا بد أن يكون من حقها وحدها وأن لا يظل بيد السعودية والإمارات او تحت وصايتهما لأن التاريخ  لن يرحمهم على التفريط بمصير بلدهم.
 
ـ ثانيا على السلطة الشرعية والنخب السياسية ان تعي أن ما يعمل عليه التحالف السعودي الإماراتي مطامع وليست مصالح بين دولتين وأن الهدف من ممارسات التحالف تلك المقوضة للشرعية هو منع الإنتقال الديمقراطي في البلد وتحويلة الى مساحة نفوذ لصالح السعودية والإمارات وأن السعودية قد تتخلى عن الشرعية  لصالح تسوية تبرمها مع إيران.
 
ـ ثالثاً أن إستمراء التحالف في القرار اليمني اكثر فأكثر سينهي  اخر فرص بقائها في السلطة.
 
ـ رابعاً أنها تتحمل المسؤولية التاريخية أم ابناء الشعب اليمني في واقع ومصير بلدهم.
 
ـ خامساً على الأحزاب السياسية المنضوية تحت راية الشرعية والمشاركة فيها أن تخرج من دائرة المناكفات والتحشيد ضد بعضها لأن هذا ما تعمل عليه الإمارات بالذات وأن تتخلى عن نظرتها للبلاد من بوبة المصالح الذاتية.

*مقال خاص بالموقع بوست.

التعليقات