هل فشلت ثورة فبراير ..؟
الثلاثاء, 11 فبراير, 2020 - 01:02 صباحاً

هناك من يقول إن ثورة فبراير هي السبب في ما آلت إليه أوضاع البلاد.
 
أنا بدوري أتساءل تعتقدون فعلاً أن طالبا في المستوى الأول جامعي يرى بلاده بلا أفق ولا معالم ولا طريق  فقرر الخروج لكي يخرب البلاد؟!
 
لنكن واقعيين، لقد كانت الثورة على نظام صالح ضرورة  حتمية، بل كانت الوسيلة الوحيدة المناسبة والملائمة لقلع نظام تشبث بالسلطة على حساب تجريف البلاد وجرها نحو الهاوية.
 
بل إن الثورة كانت مسؤولية جيل جاء على موعده مع القدر.
 
إن مقارنة الوضع بما كان عليه سابقا هي نوع من المغالطة والتذاكي السخيف المتحذلق.
 
لأنه وبكل بساطة، واقع اليوم هو نتيجة منطقية لممارسات النظام وسياسته المدمرة منذ 78 وحتى 2011م
 
وبالتالي كانت الثورة طوق نجاة وضمان لمستقبل بلاد وجيل بلا أفق.
 
لكن هل أخفقت الثورة بأن تكون ذلك الطوق المأمول؟
 
لا يمكننا الحكم بشكل قطعي؛ لأن الثورة لا تقاس بنتائج المراحل الانتقالية.
 
ثم إن تقييم نتائج الثورة يعتمد أسبابا وعوامل ومؤثرات كثيرة، منها طبيعة النظام المثار عليه وتركيبته ومدى تقبله أحقية الشعوب في تقرير مصيرها، وكذا العوامل المجتمعية والبيئية، والتركيبة الفكرية للطبقة السياسة والنخبة المثقفة والعقل المجتمعي، بالإضافة إلى التأثيرات الخارجية الإقليمية والدولية.
 
والحقيقة أن كل هذه العوامل والمؤثرات لم تساعد الثورة اليمنية أن تبلور  أهدافها بالوسائل والفترة المفترضة.
 
ومن هنا يمكن لنا التطرق إلى مكامن الخلل والقصور في الثورة.
 
والحقيقة أن الطبقة السياسية في اليمن وخصوصا الأحزاب السياسية "اللقاء المشترك " كانت الثغرة الذي تسلل منها الفشل والسقم إلى جسد الثورة.
 
ومن هنا يمكن القول إن القبول بالمبادرة الخليجية بتلك الصيغة الضعيفة كانت المدخل إلى مآلات اليوم.
 
قد يقول أحدهم إن المبادرة الخليجية منعت البلاد من الانزلاق إلى حرب أهلية، كانت متارسها قد نصبت في العاصمة صنعاء، لكن الواقع أن المبادرة رتبت الأرضية لهذه الحرب هذا أولاً.
 
كما أنها حولت مسار الثورة من هدف  تغيير النظام إلى المفاوضات على  إصلاحات سياسية مع النظام نفسه كما شاهدنا في حوار  "موفمبيك"  وذلك عندنا سحبت الثورة من الساحات صالونات السياسة المغلقة.
 
لقد كان القبول بشروط المبادرة الخليجية التي ضمنت الحصانة لنظام صالح نوعا من النكوص عن عهد وميثاق الثورة، لأنه اغتيال لروح وفكرة التغيير في أذهان الناس  وتنازل عن حقهم في تحقيق العدالة وهذا نوع من ضرب الأمل، والمعروف أن  شعوبا بلا أمل يسهل تجييرها في اتجاهات مختلفة وتجنيدها في مشاريع تضر بها وهذا ما حدث فعلًا.
 
حدود الكارثة لم تقف هنا بل هنا كانت البداية وهنا يحق لنا أن نستغرب ونتساءل:
 
كيف تصور العقل السياسي الذي نصب نفسه حاملا للثورة بأن دولة مثل السعودية قد تدعم مسارًا للانتقال الديمقراطي في اليمن وتعبد الطريق أمامه؟
 
كان البديهي أن السعودية لن تسمح بخروج اليمن من مصفوفة الدول الفاشلة وهي التي حرصت لعقود سابقة أن تبقيها حديقة خلفية لها، ومرتعا للفشل والفساد.
 
المستغرب أن العقل السياسي الذي وقع المبادرة الخليجية يدرك نوايا السعودية تجاه اليمن.
 
في اعتقادي أن نهم الوصول للسلطة التي كانت بعيدة عن متناولهم لعقود أعمى بصيرة قيادات المشترك التي ذهبت نحو تحاصص السلطة دون رؤية ومسؤولية وطنية وأخلاقية.
 
كما أن افتقارها للرؤية الاستراتيجية بشأن توجه الإقليم نحو اليمن كان جزءا من عمى البصيرة أيضا.
 
هذا الإخفاق الاستراتيجي تفاقم بشخصية الرئيس هادي الذي أثبتت الأحداث أنه لم يكن بمستوى المرحلة وتحدياتها.
 
جميع الأسباب المذكورة يمكن القول إنها عطلت الثورة وأصابتها بالجمود بل عطلت عجلتها.
 
لكن هل انتهت الثورة؟!
 
بالتأكيد لا .
 
هل يمكن استئنافها؟
 
هنا نحتاج إلى بحث معمق وقراءة في منحدرات وعرة، لكن ما يمكن قوله وما هو متعارف عليه "أن من يهدم  النظام القديم هو من يبني النظام الجديد ".
 
وبالتالي ما هو مطلوب من اليمنيين أن يهدموا ما تبنيه السعودية لكي نبني نظامنا الجديد
 
 

التعليقات