كورونا بديلا عن حرب النجوم
الأحد, 29 مارس, 2020 - 08:17 مساءً

انزوينا في المنازل وتركنا للأرض لمخلوقات أخرى، أصغر حجما منا لكنها أكثر قدرة على التدمير.
 
المحاربون الصغار القادمون من الصين يتجولون بحرية، أما نحن فقد تبادر إلى ذهننا بأن الاعتقاد الذي نشأنا عليه لعقود طويلة بأن الحياة ستنتهي بطريقة درامية قد تلاشى.
 
لا حروب النجوم التي شاهدناها في شاشات التلفاز، ولا المخلوقات القادمة من كواكب ومجرات أخرى هي من ستضع حدا لهذا الكوكب.
 
كورونا قد يحقق هذه النبوءة المتوارثة منذ مئات السنين.
 
الحرب النووية لم تهدد بعد الحياة على هذا الكوكب وإن كان تهديد إفنائه محتملا بهذه الأسلحة.. ما جعل الحياة الآن قابلة للفناء في هذا الوقت هو مخلوق حملناه لمئات السنين في الأرض دون أن نعلم أن نهايتنا قد تحملها هذه المخلوقات الضعيفة المتناهية في الصغر.
 
الفايروس جاء على غير المتوقع، فالأفلام والخيال العلمي في الكتب والروايات عجز عن إدراك أن الحياة يمكن أن تنتهي هكذا.
 
فايروس صغير يهدد العالم، ويعيد مصطلح العولمة إلى أضيق مفاهيمه إن لم يكن قد أنهاه تماما، يضع حدودا جديدة بين الدول ويصيب البشرية في حيرة.
 
منذ اختراعه لم يتوقف الطيران في العالم هكذا، ولم تغلق الدول من قبل كما أغلقت اليوم، والحضارة التي تجاوزت ملايين المشكلات الصغيرة والكبيرة انكسرت حتى الآن على الأقل ولم تتجاوز هذا المأزق.
 
لقد عادت عصور الأوبئة والمرض التي اعتقد العالم ونحن جزء منه أنه تجاوزها منذ مائة عام تقريبا.
 
الأدوات البدائية التي استخدمها الأجداد في القدم لمواجهة الأوبئة عدنا لاستخدامها في هذا العصر، أما الأجهزة الطبية الحديثة فدورها ليس حاسما في هذه المعركة.
 
المشاهد التي رأيناها في الأفلام للموت الجماعي من الطاعون والأوبئة ممن كانت تصيب الأجيال الماضية، اعتقدنا أننا تجاوزناها وأننا لن نراها تعترض مستقبل الإنسان أو تُطيح بإنجازاته، لكنها تفعل وتمضي في طريقها بقوة.
 
 

التعليقات