يوماً بعد آخر،، نزداد قناعة وإيماناً وتمسكاً بقيم ثورة فبراير،، وما حملته من أهداف نبيلة، تتجلى عظمتها ونبلها في تعزيز الحرية والمساواة، وهدم الحكم العائلي والاستبداد والظلم، ومقاومة سلالة الحوثي الانقلابية،، ومناهضة هذا الفكر العنصري والطائفي الدخيل على الدولة والهوية اليمنية الجامعة.
لقد تمخضت ثورة فبراير، فأنجبت مقاومة باسلة، وجيش وطني، ووعي شعبي متجذر، وإرادة فولاذية بلون العزة والكرامة .
والاحتفاء بفبراير،، يعني تجديد الوفاء والعهد والثبات على مبدأ الثورة،، والتمسك بقيمها الراسخة، ودعوة متجددة للتمرد على الاستعلاء السلالي، وشعلة متوهجة للوعي المجتعمي، وتحصينه من الأفكار الطائفية والعنصرية،، وتعزيز الروح الثورية والنضالية ضد حكم العائلة والسلالة ..
فالحوثي كما يعرف الكثير ليس عدواً سياسياً،، تتعارض أو تختلف معه لمصالح سياسية أو ما شابه،، بقدر ما يشكل عدواً وجودياً، وخطراً حقيقياً على حاضر ومستقبل البلاد والشعب وعقيدته وكرامته، وحقه في الوجود.. ويستهدف بمشروعه ومنهجه،، تمزيق الدولة والهوية اليمنية، أرضاً وشعباً وإنساناً ..
إن استمرار مقاومة هذه السلالة،، يمثل إمتداداً لثورة فبراير،، وقيمها وأهدافها النبيلة، بغض النظر عن المساعي التي أسهمت في حرف مسارها وتمييعها، ورمي العراقيل في طريقها،،
فمشروع المقاومة يعتبر نتاجاً مثمراً ومتجدداً لثورة فبراير، في كبح ومناهضة الفكر السلالي المقيت، والحفاظ على الجمهورية ووحدة اليمن، وشعبه وهويته،
هذه الحقيقة البديهية الذي يتوجب إستعابها من أولئك المعترضين على ثورة فبراير،، بعقل عقيم وسطحي، ودافع إنتقامي لمصالح شخصية وسياسية لا أكثر..
وتستدعي من هؤلاء وغيرهم التمعن ومراجعة مواقفهم، وعدم تحميل ثورة فبراير وزر الثورة المضادة، والانقلاب الغاشم الذي لم يكن لولا التعاون والتسهيل الذي أسهم ذلك في الوصول لهذا الوضع الكارثي والجرائم الموحشة بحق الشعب واليمن أجمع بلا إستثناء، حتى تجرع الرأس المدبر من نفس الكأس، ودفع الثمن في نهاية المطاف ..
هذه اللحظة الحرجة تستوجب إستشعار المسؤولية الوطنية، وتجاوز الاعتقادات والتراكمات الخاطئة، وتصحيح المسار ضد هذه السلالة وهدم معتقداتها ومشروعها بمختلف الطرق والوسائل ..
والواقع في تعز وفي كل شبر من الوطن.. وما يواجهه من تحديات،، يحتم علينا ترك الخلافات الجانبية، واستنفار كل الطاقات وتوحيد الجهود نحو صف جمهوري ومسار واضح وهادف،، في معركة مصيرية ووجودية لمواجهة جرائم المليشيات الإرهابية، والإنتصار لقيم الثورة والجمهورية..
فتعز كانت وما زالت روح الثورة، وشرارة المقاومة ورائدة النضال والكفاح،، ونقطة تحول مؤثرة في مسار المعركة الفاصلة ضد جحافل التمرد على أمتداد التاريخ ..
وستظل تعز مدينة تقدس الحياة وتناهض الظلم، وتهدم مشاريع الموت،، وقدمت وما زالت الكثير من التضحيات والدماء،، في سبيل مقاومة مشاريع الظلم، والدفاع عن الجمهورية والمشروع الوطني ودحر مشروع السلالة الإمامية ..
علينا جميعاً أن نستشعر ذلك، وأن نعطي تعز قيمتها،، في ظل ما تعيشه من حصار خانق منذ ست سنوات، وصمود أسطوري أمام جنازير المليشيات الحوثية،، في ظل غياب الدعم والإمكانات اللازمة، ناهيك عن إنقطاع المرتبات والتغذية كواجبات أساسية منذ أشهر،
علينا ان نقدر حجم تعز، ووضعها وثقلها النضالي والشعبي والمجتمعي،، وأن لا نجحف في التقليل من حقها ومكانتها وحضورها البارز ومجدها العظيم، بعيداً عن التفرعات والتكهنات، وتصرفات الأقزام المتكررة هنا وهناك، والتي لا تمثل تعز وجيشها ومقاومتها بقدر ما تمثل أصحابها، ولا يعني إغفال تلك التصرفات، بقدر ما يتطلب تصحيح ومعالجة ذلك بشكل أو بآخر ..
فتعز تقدم نموذجاً نضالياً يليق بها كعادتها،، والكل يراهن على تعز،، ومحاولة تمييع القضايا البينية،، والخوض في جدالها، وصرف الأنظار خارج سياق معركة التحرير الأساسية وإنهاء الانقلاب،، يعتبر بمثابة تفريط بدماء الشهداء الأبطال،، وخيانة لنضال وتضحيات الأبطال ضد المشروع السلالي، في تعز ومأرب وصنعاء والجوف وشبوة والضالع وحجة والحديدة وكل شبر من الوطن الجمهوري.