ألا تكفي سبع لدغات فهل تتبعها الثامنة؟
الخميس, 23 ديسمبر, 2021 - 04:25 مساءً

المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، ومنذ أن تدخل التحالف السعودي الإماراتي في اليمن بداية 201‪5م، ونحن نشاهد تنازلات جمة يقدمها الرئيس هادي تحت عنوان " الحفاظ على وحدة الموقف" قاصداً بذلك موقف الشرعية والتحالف الذي يأتي أحياناً كثيرة على حساب مصلحة اليمن واليمنيين.
 
وانطلاقاً من قاعدة الحفاظ على وحدة الموقف أقال الرئيس هادي نايف البكري من منصبه بعدن، من أجل الحصول على دعم التحالف الذي أشترط إقالة البكري.
 
تمت إقالة نايف البكري ولم نشاهد الدعم الذي تعهد به التحالف لهادي، فصمت هادي وحقق التحالف هدفه.
 
ثم ما هي إلا أيام حتى ضيق التحالف الخناق على اليمنيين وعلى الشرعية في تعز، فطلب الرئيس هادي من التحالف دعم مقاومة تعز لكن التحالف رفض، وطلب إبعاد قائد مقاومة تعز الشيخ حمود المخلافي عن المحافظة مقابل حصول مقاومة تعز على الدعم العسكري واللوجستي، فقبلت الشرعية بذلك وطلبت من الشيخ حمود مغادرة تعز تحقيقاً للمصلحة العليا، فغادر الشيخ تعز، ورفض التحالف الإيفاء بوعده، فُلدغت الشرعية في المرة الثانية من نفس الجحر!
 
ثم بعدها جاءت أحداث سقطرى، ووقف رئيس الوزراء السابق أحمد عبيد بن دغر موقف مشرف وطني، لكن التحالف أنزعج بشدة، لم يكن يتخيل أن يجرؤ مسؤول يمني على رفض مخططه العبثي في سقطرى، فطلب التحالف من هادي إقالة بن دغر، ووافق هادي تحت نفس مبرر الحفاظ على وحدة الكلمة، فلدغت شرعيته في المرة الثالثة.
 
وبعد مرور فترة زمنية قصيرة وقعت الحرب في عدن بين الشرعية ممثلة بنائب رئيس الوزراء وزير الداخلية أحمد الميسري ووزير النقل صالح الجبواني من جانب، وقوات الانتقالي المدعومة إماراتياً من جانب آخر، فخذلت الشرعية قادتها، وما هي إلا أيام حتى أدخلت يدها بنفس الجحر ولُدغت للمرة الرابعة، وأقال هادي الميسري والجبواني تنفيذاً لرغبة التحالف ومن أجل " توحيد الموقف والكلمة"!
 
وفي تلك الأثناء ضاق القادة العسكريون اليمنيون ذرعاً من أفعال وتجاوزات التحالف المريبة، فرفع رئيس التوجيه المعنوي بالجيش الوطني اللواء محسن خصروف صوته مستنكراً تلك التجاوزات، وإذا بالرئيس هادي يسارع بإقالته قبل أن تصل أصداء صوته للتحالف فينزعج، ويصبر هادي للمرة الخامسة على اللدغ من نفس الجحر!
 
وفي سقطرى وقف رمزي محروس محافظ الجزيرة بقوة في وجه المخطط الإماراتي الذي أدى لسقوط الجزيرة بالقوة في يد مليشيات أبوظبي، وبدل أن يستنكر هادي تلك الأفعال، وتقاعس السعودية المتعمد، أدخل يده في الجحر للمرة السادسة ولدغ كالمعتاد، فغادر محروس الجزيرة وسقطت سقطرى بيد الإمارات.
 
المشهد المليء بخيبات الإدارة، ولدغات التحالف للشرعية، انعكس برمته على الوضع اليمني ككل، فطارت لدغات التحالف للشعب اليمني مرات ومرات.
 
واليوم يُجرى الحديث عن احتمالية أن تدخل الشرعية يدها للمرة السابعة من نفس الجحر، وتقيل محافظ شبوة فتدلغ بشكل مؤلم للغاية، وربما تكون هذه اللدغة نهاية الشرعية أو قد تصيبها بشلل تام تعجزها فيه عن الحراك.
 
هناك مقايضة يجريها التحالف هذه الأثناء مع الشرعية، الوديعة مقابل إقالة محمد صالح بن عديو فهل سيوافق هادي هذه المرة كما وافق مرات عديدة على تحقيق مصلحة التحالف على حساب مصلحة اليمن؟
 
ولو وافق هادي كعادته ما هو موقف القوى السياسية وقادة الجيش الوطني في الجبهات من هذا العبث وهذه الخيانات المغطاة بمبررات الحفاظ على وحدة الموقف؟
 
والسؤال الأهم إلى متى سيظل هادي يقدم تنازلات تلو التنازلات رغم أنها تمثل هزائم حقيقية للشرعية وللشعب اليمني؟
 

التعليقات