لماذا كل هذا الإرباك في تعز؟
الإثنين, 10 يونيو, 2024 - 06:37 مساءً

الإرباك الحاصل في الوسط التعزي، التهافت على فتح الطرقات دون اي تدابير احترازية تضمن ديمومة فك الحصار وخفض الاحتراب، الهجوم - الشرس والمكثف والمنهجي الذي تنخرط فيها قنوات تلفزة، أوساط تجارية، ومؤسسات وشخصيات إعلامية وناشطين وأسماء وهمية - على اي دعوة لضبط ومأسسة فتح الطرقات وفك الحصار، كل هذا يدعو إلى اعادة التفكير في وضع الجبهة   في تعز وعلاقتها بحاضنتها الشعبية.
 
لا بد من تقييم لهذه الاهتزازات. وما هو دور  السلطة المحلية وكيف تركت الحكومة الشرعية تعز في هذا الفراغ المؤسسي؟
 
ينبغي التذكير بما يلي :
 
فتح طرقات تعز ورفع  الحصار واحد من اهم نقاط اتفاق استوكهولم. اي انها خطوة تاخرت كثيرا ولها اطار قانوني طالما اندرجت في اتفاق اشرف عليه الامين العام للامم المتحدة.
 
الذهاب إلى اجراءات خارج الاتفاقات يعني التملص من اتفاقات ملزمة لها صيغة قانونية وتبعات  حول شرعية واخلاق الطرف الملتزم.
 
فلماذا يصر الحوثي على تجنب الالتزام باتفاقات ويلجأ إلى  وساطات محلية اخرى- مشكوره على جهدها الذي لا يمكن انكاره- ؟
 
الاجابة الاولية لانه سيتمكن  من التملص من الإلتزام في اي لحظة.
 
الشيء الثاني هو الدافع الذي بموجبه سيتم فتح الطريق. قال الحوثي انه مكافأة لمدينة تعز على موقفها المشرف تجاه غزة.
وهنا ملاحظتان :
 
الاولى تهرب الفاعل من كل جرائمه لمدة عشر سنوات تجاه المدينة وهذا يعني هدر الحقوق واهدار العدالة.
 
الثانية هي التعالي الذي يبديه المجرم تجاه ضحاياه فهو يحدد شروط العقاب وامكانيات الثواب وفق دالته القيمية.
 
جعل من نفسه المسطرة الاخلاقية التي تقيم الالتزام تجاه قضية فلسطين. يتعامل مع ملايين الناس على انها قاصرة اخلاقيا وقيمياً.
 
لا يمكن النقاش في ضرورة فتح الطرق وانهاء عذاب ومأساة الناس. وهذه قضية ليست صالحة للمزايدة.
 
كما عدم تحرير المدينة لم يكن بيدي ولا بيد الناس في المدينة بعد ان حفظوا شرفهم من التدنيس وضحوا باموالهم وأرواحهم. انها مسالة اكبر من هذه المزايدات السطحية لمناضلي الصدفة.
 
لكن المسؤلية الفردية والجماعية تقتضي احتراز ما يجب احترازك لضمان هذه الانفراجة وديمومتها ووضعها في اطارها الطبيعي القائم ليس على مكرمة من الجلاد انما على حق طبيعي للناس دون اسقاط حقوقهم في العدالة من القاتل والقناص والمدمر والمفجر.
 
لا تهيبني الأصوات العالية التي تريد إسكات اي صوت يفكر او يتساءل او يطالب باجراءات سليمة لا تسحق حقوق الناس ولا تهدر مؤسسات الدولة وحقها في صيانة الامن وهي اصوات يبدو انها ليست تعاطفا بريئا مع وضع الناس لانها نهضت اليوم فجأة بينما دفنت راسها لسنوات في رمال الخزي تجاه ما يحدث وهي ترى الأطفال يقصفون وهم يتحلقون امام شاحنة ماء.
 
بعض الأصوات معذورة فقد نال منها الجلاد واستطاع ترويضها والتحكم بحاجاتها إلى درجة انها مستعدة من اجل الخلاص من هذا الجحيم ان تشكر الجلاد وتثني عليها وتمحو ما تقدم وما تأخر من جرائمه.
 

التعليقات