منذ عشر سنوات تحضر الهاشمية في المعادلة اليمنية كمعادل موضوعي للعلوية في المعادلة السورية وتخلق كل الظروف الفاعلة لتهتك نسيج المجتمع بالمظالم والفرز.
التغييرات الهيكلية التي يحدثها الحوثيون تعيد فرز اليمنيين في مناطقهم إلى هاشميين حكام وغير هاشميين رعايا. ليس رعايا فقط ولكن أيضا زبائن من خلال الاستفراد بالمال والتجارة واحتكار موارد الثروة.
صحيح لم يكن كل العلويين أنصاراً لنظام الأسد وكذلك ليس كل الهاشميين في اليمن اتباعاً للحوثية. لكن هذا القليل قد يؤخذ بجريرة الكثير ويظلم مرتين.
تتطور آلية دفاعية تتسم بالعنف والتطرف المضاد ولا تدع مجالاً للإنسجام والتعايش في نهاية المطاف. وكلما مضى الوقت تجذر سلوك الحوثية الفارز وتنامت الآلية الدفاعية لدى الطرف المناهض للحوثية.
تنمو راديكالية خطابية لدى مناهضي الحوثي كمقابل لسلوك تمييزي حوثي في الوظيفة العامة والمناصب السياسية وعالم المال والأعمال. قد لا يقف الحال هنا عن الممارسات الخطابية على وسائل التواصل.
إني أخشى من ضمور حراك الأقيال لصالح حراك أكثر راديكالية وعنفاً قابل للظهور من رحم هذه المظالم وغياب مشروع سياسي جامع - يعيد السلام والسلم الاجتماعي ويحقق العدالة الاجتماعية - وإطالة امد عدم الاستقرار في البلاد في إطار دينامية واحدة هي فعل ورد فعل.
لقد طوقت الحوثية كل هاشميي اليمن وحشرتهم قسراً في زاوية معاداة المشروع اليمني رغم أن عائلات هاشمية لها دور كبير في تجذير المشروع الوطني والمواطنية والنضال ضد الإمامة وبناء مؤسسات اليمن الحديث.
لا أرى في ما أقوله هنا إنه يندرج ضمن عداء وعداء مضاد نتيجة الحرب وخطابها وليس تماهياً مع الظاهرة الصوتية الأقيال ولكن نتيجة ملاحظة لسلوك سياسي وسياسي اقتصادي تنفذه الحوثية بهمة.
لاحظوا نسبة الهاشميين في التشكيل الحكومي أو المؤسسات الأمنية والعسكرية أو المؤسسات الموازية لها امنيا وعسكريا او لاحظوا السلك القضائي والعدلي. لاحظوا المؤسسة التعليمية سيما الجامعة لا على مستوى الرئاسة فقط، بل على مستوى مجالس الكليات والأقسام.