مع بدء الانتخابات الأمريكية، أطلق مرشح الحزب الجمهوري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حملته الانتخابية، والتي كان من ضمن أبرز النقاط فيها وقف الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
وفعلاً، يرى كثير من المحللين أن ترامب شخصية اقتصادية وسيعمل بالفعل على حل النزاع الأوكراني لكونه يراه صراعاً مكلفاً للميزانية الأمريكية وكذلك لحلف الناتو. ولكن يختلف المراقبون حول الكيفية التي سيتم بها حل النزاعات في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
وقد بدأت المؤشرات تظهر لهذه الحملة، فقبل أيام قليلة فقط تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار في لبنان بين حزب الله وإسرائيل. وقد كان هذا الاتفاق عقب جبهة الإسناد التي فتحها حزب الله لمساندة فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة والتي استمرة أكثر من عام . واعتبر بعض المراقبين أن هذا الاتفاق كان مجحفاً بحق حزب الله.
وقد تم بعدها بيوم واحد فقط أن شنت هيئة تحرير الشام عملية عسكرية واسعة أُطلق عليها اسم "عملية ردع العدوان"، التي استهدفت تحرير المدينة السورية الكبيرة حلب، مما أدى إلى تراجع كبير في صفوف نظام بشار الأسد.
مما دفع البعض إلى القول إن حزب الله هو من كان يقف خلف عملية عرقلة الثورة السورية التي بدأت شرارتها عام 2011 م في فترة الربيع العربي، لأنه بمجرد انهزام حزب الله بدأت سوأة النظام السوري تظهر، وبدأ بالانهيار في وجه جبهة النصرة.
ولكن لو توقفنا قليلاً ونظرنا بتمعن إلى العوامل التي تلعب دوراً حاسماً في الصراع في الشرق الأوسط، سنجد أن العوامل الخارجية هي من تلعب الدور الأبرز. وبما أن أطراف النزاع في سوريا على المستوى الدولي، هي أمريكا التي كانت تقف ضد النظام السوري الى جانب ما يسمى فصائل المعارض ، وفي الجانب المقابل تقف روسيا إلى جانب النظام السوري ولها تواجد كبير وتحالف. وكذلك الحال في أوكرانيا، النزاع الذي بدأت روسيا فيه عملية عسكرية قبل أكثر من ثلاثة أعوام.
كل هذا يدفعنا للتساؤل: وفق ما سبق، هل فعلاً هنالك اتفاق سري قد حدث أو تفاهمات ضمنية بين الأمريكان والروس، يقوم على أساس وقف الحرب الأوكرانية مقابل انسحاب روسيا من سوريا، التي تعد في صلب الاستراتيجية الأمريكية؟ أم أنه جزء من سياسة إعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط من جديد، كما صرح نتنياهو، على حساب حركات المقاومة الموالية لإيران، كجزء من خطة كبيرة لتحجيم نفوذ إيران، التي تعد شريكاً أساسياً لروسيا، باستخدام القوة العسكرية والعنف وليس عن طريق المفاوضات الدبلوماسية؟
ولكن في الأخير، من يشاهد الأوضاع السياسية والاقتصادية والعسكرية في الشرق الأوسط، يشاهد بكل وضوح حالة من التهاوي في المعسكر الإيراني لصالح الطرف الآخر المعادي لهذا المعسكر، الذي يتهم بأنه جلب الدمار والخراب في كل مكان حل فيه. وفي هذا الإطار الذي يتحدث عن أطراف الصراع الدولي في سوريا ، غرد الإعلامي السوري فيصل القاسم:
"من حق السوريين أن يفرحوا بما يحصل بسرعة مدهشة، لكن علينا عدم التسرع في الاستنتاجات. لا تنسوا أن سوريا ساحة صراع للعديد من القوى الإقليمية والكبرى، وكلها لها مصالح.
لهذا لا بأس أن تفرحوا، لكن بحذر شديد. لا تنسوا أيضاً أن مشكلة السوريين ليست فقط مع كلب الصيد المحلي، بل مع الصياد الخارجي الذي يحمي الكلب ويستخدمه، مما يشير إلى مدى تداخل العوامل الخارجية في نزاعات الشرق الأوسط عامة ، ومنها النزاع السوري.