علي أحمد العمراني

علي أحمد العمراني

برلماني يمني، وزير الإعلام السابق، والسفير السابق لليمن لدى الأردن.

كل الكتابات
أحمد الشرع وعبدالملك الحو،ثي!
السبت, 28 ديسمبر, 2024 - 02:47 مساءً

‏ قبل عشرين عاماً، كان عُمْر أحمد الشرع، حوالي عشرين عاماً، وأغاظه الغزو الأمريكي للعراق، واتجه هناك يواجه ذلك الغزو، ووجد أمامه مقاتلي القا،عدة، فانضم  معهم كما قال.
 
‏ونعرف أن القا،عدة وأمثالها خطر ماحق وشر عظيم، ونعرف جرائمها في بلادنا وغيرها، وما جنته على العرب والمسلمين، من مخاطر وتبعات ومضاعفات، وهي- أي القاعدة - من نتاج ظروف أمتنا الحالية وهزيمتها الحضارية.
 
‏ ويجد السيد الشرع لنفسه عذراً في انضوائه في القا،عدة، لأنه كان شاباً، لا يملك تجربةً كافية، وما يعيب هو الاستمرار في الموقف الخطأ، وعدم الرجوع إلى الصواب من قريب،  ويبدو الآن أن السيد الشرع، صار بعيداً، ويبتعد أكثر، عن ذلك الماضي؛ وهذا ما يأمله السوريون ومحبوا سوريا، وبدا يتحدث ويتصرف بلغة رجل الدولة والعصر.. وقد يستفيد الشرع وحكام سوريا الجدد من تجربة حزب العدالة ذي الخلفية الإسلامية المعتدل في تركيا، بما يخدم ويفيد بلدهم سوريا.
 
‏وعلى أهمية قيم  الدين و مقاصده في الحياة ، فإن أي مفاهيم وممارسات دينية متشددة أو غير دينية، لا تصلح للحياة ولا للحكم في كل زمان ومكان وفي هذا العصر على وجه الخصوص.
 
‏وفي اليمن، هناك شخص آخر ويمكن أن نقول شاباً، عمره قريب من عمر أحمد الشرع، هو عبدالملك الحو،ثي،  قُتل أخوه حسين، مؤسس  جماعة الحو،ثي في 2004؛ وخلفه عبدالملك. وقال لي المرحوم ياسر العواضي : عبدالملك أذكى من حسين، وأكثر براعة سياسية منه، لكن لا شك أنه قد خاب ظن ياسر في عبدالملك مثل  آخرين كثيرين.
 
‏عندما كان الحوثيون حول عمران، تمنيت أن يكون الشاب عبدالملك داعية سلام وليس مسعر حرب، فالبلد لا تحتمل أكثر مما قد كان، وأظنني كنت استحضر حينها وصف ياسر لعبدالملك، وحديث علي بن علي العماد، ومحمود الجنيد، عندما زاراني في المكتب في وزارة الإعلام، وأكدا إن عبد الملك مع المصالحة الوطنية الشاملة، ومثلما كان يقول حسن شرف الدين الزميل في مجلس الوزراء : قد "السيد" الآن مع الدولة المدنية! 
 
‏لكن إضافة إلى الجهل وسذاجة الريف، فإن مشكلة عبد الملك عقدية متعمقة، غير قابلة للتعديل أو التغيير كما يبدو، مع أنها باطلة ومدمرة.
 
‏وعقيدة عبدالملك الباطلة، هي تلك التي تبناها  الرسي منذ ألف عام، وغيره من المفتريين على الله والإسلام، ولقنها لعبدالملك والده بدر الدين، وقاتل عليها أخوه حسين من قبل، ونكل أسلافه  باليمن من أجلها مئات السنين، ويستمر  في  ذلك عبدالملك الآن؛ وهي أنهم السادة وغيرهم من أبناء اليمن دون ذلك.. وأن الله أمرنا بتوليهم واتباعهم والخضوع لهم ولحكمهم ، إلى يوم القيامة، ونحن نعلم أن ذلك زيف وكذب وافتراء  وإهانة، ولن يلومنا أحد في عرض الدنيا وطولها أن نقبل بذلك.
 
‏وما يزال عبدالملك منشغلاً بصراع علي ومعاوية، ولو كان من بناة الدول لفكر في الإستفادة من مزايا علي ومعاوية، وتجنب أخطاءهما، وتجاوز خلافاتهما واستفاد من تجربة عمر، خلافاً لرأي أخيه حسين، الذي قال إن عمر أصل المشكلة!
 
‏ ولم يتجاوز عبدالملك، مثل أسلافه، عن بن ملجم وعن معاوية ويزيد لحد الآن، وعن كل ما حدث قبل 1400 عام، بل ما يزالون ينددون بالخليفة عمر !
 
‏ وفي ظل ذلك كيف يمكن فهم المصالحة الوطنية الشاملة والدولة المدنية، حسب العماد والجنيد وشرف الدين؟!
 
‏وفيما يبدو أن الشرع عازم على التخلص من تجربة خاطئة، يمعن الحوثي في تكريس المأساة الكارثية في اليمن، وسبق وقال قبل سنوات طويلة أنهم مستعدون لخوض حرب عبر الأجيال، وحتى يوم القيامة، في سبيل ما يراه حقاً إلٰهياً حصرياً لهم في الحكم!
 
‏واضح  أن مهمة اليمنيين مختلفة!
 

التعليقات