[ معسكر لتنظيم داعش في اليمن - صورة نشرتها المجلة في موقعها الإلكتروني ]
قال تحليل لمجلة لونج وور جورنال إن التسلسل الهرمي لفرع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في اليمن غامضا كحال المجموعات الجهادية الأخرى التي لا تنشر مخططًا لأفرادها.
وجاء تحليل المجلة المهتمة بالدفاع عن الديمقراطيات وتقدم تقارير وتحليلات عن الحرب العالمية على الإرهاب تعليقا على إعلان الممكلة العربية السعودية القبض على أبوأسامة المهاجر الذي وصفته بأنه زعيما لتنظيم داعش في اليمن في الخامس والعشرين من يونيو الجاري.
واعتبرت المجلة في تحليلها الذي ترجمه الموقع بوست التفاصيل التي سردتها الرواية السعودية في حال صحتها تعد كمثال على كيفية محاولة تنظيم الدولة الإسلامية الخروج من صفوف القاعدة في اليمن، والإنخراط في تنظيم داعش، مؤكدة أن من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى توفير معلومات إستخباراتية جديدة حول عمليات الخلافة المزعومة في شبه الجزيرة العربية وربما في أماكن أخرى.
وتشير إلى أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب رفض بيان خلافة أبو بكر البغدادي في عام 2014، وخلال الأشهر الأخيرة في اليمن اشتبك الطرفين مرارًا وتكرارًا، فيما تقوم الفرق الإعلامية لكلا التنظيمين بإنتاج رسائل تنتقد خصومهم الجهاديين بشكل روتيني.
وكانت السعودية أعلنت القبض على "المهاجر" وآخرين في عملية مداهمة لم تذكر مكان وقوعها في الثالث من يونيو الجاري، ونشر الموقع بوست تفاصيل عن الحادثة، وكشف أنها وقعت في منزل بأحد أحياء مدينة الغيضة عاصمة محافظة المهرة، وهو ما أكدته صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية لاحقا، والتي كشفت أيضا عن مشاركة للقوات الأمريكية في العملية.
وذكر التحليل بأن السعودية في بيانها الذي لم يتطرق للمكان الذي ينتمي له "المهاجر" عرف زعيم تنظيم الدولة الإسلامية بأنه أبو أسامة المصري، ورجحت إلى أنه من المحتمل أن يكون مصريا، وتجدر الإشارة هنا إلى أن السعودية أوردت إسم أمير داعش بأنه "أبو أسامة المهاجر" بينما تحليل المجلة قال بإن من قبضت عليه السعودية يدعى "أبو أسامة المصري".
وأوضحت المجلة بأن تقرير صدر في وقت سابق من هذا العام للأمم المتحدة عرفت فيه رئيس داعش في اليمن باسم "أبو شاكر المهاجر"، وذكرت بأن هذا الشخص قد يكون هو نفس الرجل أبو أسامة المصري، حيث يستخدم الجهاديون أكثر من اسم مستعار واحد، وفقا للمجلة، التي قالت بأنه "ليس من الواضح على الفور ما إذا كان هذا هو نفس الشخص، أو شخصا آخر.
وذكرت المجلة بأن "المهاجر" تولى قيادة تنظيم داعش في اليمن خلفا لقيادي سابق يدعى "محمد كنعان الصيعري" الذي يُعتقد أنه ميت.
وتوضح أن إلقاء القبض على "المهاجر" في محافظة المهرة الواقعة في شرق اليمن والمدير المالي للتنظيم في ذات العملية تتوافق مع تقارير الأمم المتحدة التي ذكرت أن "داعش" يعتمد على الدعم الخارجي في تمويل عملياته داخل اليمن، كاشفة بأن الجهاديون قاموا بتهريب الأموال عبر وسطاء عبر الجمهورية العربية السورية إلى دول الخليج المجاورة ثم إلى اليمن.
وتضيف استنادا لتقرير الأمم المتحدة عن الجماعات الإرهابية في اليمن الذي صدر قبل أشهر: "بمجرد وصول الأموال إلى اليمن، كان المدير المالي للمجموعة ويدعى سند الجزراوي يسافر إلى مدينة الغيضة في محافظة المهرة لتلقي المدفوعات"، موضحة أن الجزراوي كان يسافر إلى المهرة لجمع تمويل الجهاديين، وهي ذاتها المكان الذي تم فيه القبض عليه مع زعيم التنظيم.
تجدر الإشارة هنا إلى أن السعودية في بيانها عن تفاصيل العملية ذكرت أنها ألقت القبض على المدير المالي لتنظيم داعش مع "المهاجر" لكنها لم تذكر اسم وهوية المدير المالي، واكتفت بالإشارة لوظيفته بالتنظيم، وعلقت مجلة لونج وور جورنال على هذا الأمر باستبعاد أن يكون المقبوض عليه هو ذاته نفس الشخص المذكور في تقرير الأمم المتحدة بصفته المدير المالي لتنظيم داعش في اليمن.
واستنادا إلى تقرير الأمم المتحدة عن الجماعات الإرهابية في اليمن فإن تنظيم داعش لديه عدد قليل فقط من معسكرات التدريب المتنقلة وعدد متناقص من المقاتلين في جميع أنحاء اليمن، ويتركز هؤلاء المقاتلين في منطقة الظهارة بمحافظة الجوف، وفي نفس الوقت يكافح التنظيم من أجل الحفاظ على موطئ قدم في جبهة القيفة بمحافظة البيضاء.
ويذكر تقرير الأمم المتحدة الذي نشرت المجلة مقتطفات منه أن أنشطة تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة البيضاء تتألف الآن بشكل رئيسي من مجموعة تتولى حماية قادة التنظيم وأفراد أسرهم.
مضيفا بأن التنظيم يحتفظ أيضا بأربعة ألوية تضم كل منها 60 فردًا، إضافة لوجود عدد قليل جدًا من المقاتلين الإرهابيين الأجانب الذين يشقون طريقهم إلى اليمن للإنضمام إما للدولة الإسلامية أو القاعدة في جزيرة العرب.
*للعودة إلى المادة الأصل اضغط هنا
*ترجمة خاصة بالموقع بوست