تضامناً مع المناضل" الصبري"
الثلاثاء, 31 ديسمبر, 2019 - 02:26 مساءً

العقيد عبدالحكيم الصبري، ربما اسم لايعرفه الكثيرون، مناضل من الطراز الأصيل، ظل يعمل بصمت في خدمة وطنه، ولم يحظَ بمنصب يليق بمكانته كمقاتل بالكلمة، والبندقية، والقصيدة، أيضا، في صف الوطن اليمني الكبير.
 
هو المنتمي للجيش الوطني، منذ وقت مبكر، والمدافع عن "شرعيته" منذ صباه، وهو الأديب والصحفي، والمصحح اللغوي، والتربوي، والشاعر، الذي لم يطبع له ديوان حتى اليوم، رغم انه يستحق، أسوة بشعراء آخرين، وما أجمل قصائده الغزيرة، التي وجدت سكن الرفوف، وغبار الزمن!!.
 
جمعتني بهذا الإنسان سنوات من الصداقة، والأخوة الصادقة، وخاصة في العاصمة "صنعاء"، فتتلمذت على يديه شهراً فشهرا، وعاماً فعامًا لم أملُّ منه، أو يملني، هذا فضلاً عن جمائله التي أغرقني بها طوال سنوات علاقتي به. صديقاً، وإنساناً نبيلاً، أو يزيد.
 
لم يكن بالنسبة لي مجرد صديق عابر، فحسب، بل صديق استثنائي، وأكثر ما تعنيه مفرادات الإنسانية من معنى، كيف لا؟ وهو كذلك، مع كل من عايشوه عن قُرب، وكنتُ أحدهم بكل شرف، وسأظل، عند حُسن ظنه بي، مناضلاً على هدى مبادئه، في الانتصار للقيم الإنسانية، والوطنية.
 
لن أتحدث عن جمائله الشخصية التي أغرقني بها كثيرا، لكنني لم ولن، أنساها ما حييت.
 
قابلت "الصبري" آخر مرة، في العام 2014م، ومذاك، لم أعد ألتقيه، إلا ما ندر في "الفيسبوك"، أو عبر مكالمة سريعة، لانشغاله الدؤوب في إدارة تحرير صحيفة 26 سبتمبر، الصادرة من " مأرب" الحضارة والتاريخ.
 
ومؤخراً تفاجأتُ بقرار وزير الدفاع الفريق الركن محمد المقدشي، إحالته للتحقيق، على خلفية ما وصفه تجاوز الصحيفة للسياسة الإعلامية الرسمية.
 
ومن خلال إطلاعي على ماجاء في سطور افتتاحية الصحيفة، المعنون " ماذا بعد؟" يتضح أن" المقدشي"، ومن يحيط به من كبار قادة الجيش، يشاركونه بصورة أو بأخرى، في إطالة أمد الحرب، وليس لديهم أي موقف مشرف وصريح، إزاء ماتقوم به " الإمارات" من قتل وتدمير لليمن، بالوقوف في صف مراكز قوى النظام السابق، (العدو الرئيس) لـ" الشرعية"، ومن ذا يجهل تماهي الإمارات مع أجنحة السفاح (عفاش) العسكرية، ودعمها العسكري والسياسي والإعلامي والمالي، واللوجستي الشامل، للنظام العفاشي السابق، للحيلولة دون تحقيق أي نصر تحرزه شرعية مخرجات الحوار الوطني الشامل؟.
 
ليس غريباً أن يوجه المقدشي، بإحالة " العقيد الصبري" للتحقيق، فقد سبق، وأوقفت آيادٍ أخرى، المناضل الكبير محسن خصروف، مدير دائرة التوجيه المعنوي.
سيظل الصبري، وخصروف، وكل الشرفاء في هذا البلد، محل استهداف، وإقصاء مستمر، مالم نعلنها صراحة، في الوقوف والتضامن مع " الصبري " بكافة الوسائل الممكنة، لما من شأنه عدم النيل من مكانة هذه الرموز الوطنية. ولنوسع  التضامن الصريح مع العقيد عبدالحكيم الصبري، ومناهضة قرار إحالته للتحقيق.
 
 
 

التعليقات