مغامرتنا وجبن العالم!
الاربعاء, 25 مارس, 2020 - 12:41 مساءً

غابت أخبار الحروب والنزاعات من واجهة كبرى الوكالات والفضائيات لتحل محلها أخبار تفشي الفيروس وتداعياته والعزل الذي يلف الكوكب الأرضي. العالم يبدو ضانا بحياته وليس مجنونا أو نسخة من زعيم الحوثيين.
 
المرعب والمفزع هو الاستهتار بهذا الفيروس في بلادنا كسلطات حكومية أو كمواطنين ومجتمعات، وبرغم إقرار بعض الاحترازات الخجولة والتي بدت وكأنها إسقاط واجب أو خشية من الجلد، نجد تصلبا مجتمعيا وتحد أهوج في التعامل مع الإجراءات الاحترازية للوقاء من الفيروس.
 
دول بأكلمها تعطلت وخارت قدراتها وإمكانتها في التعامل مع الوباء، فكيف بحال وإمكانات بلد كلها معطلة ومنهارة تماما.
 
لم يعد مشجعا أو مغريا بأننا بلد الألف وباء وأن مئات الأوبئة تتعامل معنا باحترام ووئام تام، وبأن لدينا مخزوننا الكافي من الثوم والحلبة لمواجهة الفيروس.
 
ولم يعد مناسبا أيضا مواصلة التندر إلى مالا نهاية ومواصلة اكتشاف كل يوم عقاقير محلية للتعاطي مع الوباء.
 
مؤسف هذا التصلب وغيابنا جميعنا في التوعية والتحذير من خطورة هذا الفيروس.
 
ولم تعد حتى التطمينات بأن اليمن لم يزل خال من الفيروس، كافية في المضي قدما في مضمار هذا الاستهتار المنفلت والمفخخ.
 
ما ذكرته الصحة العالمية بأنها تتوقع انفجارا في الفيروس باليمن جرس إنذار كاف لإعلان حالة الطوارئ في البلد وإغلاق كل مناحي الحياة ولزوم العزلة الاختيارية والاضطراية ككل بلدان القرية الكونية.
 
حرام أن يكون مصيرنا هو الموت بمختلف الأوبئة قبل أن نحصل على حقنا من العيش الكريم في ظل دولة لا ترى فينا إلا مواطنين أسوياء، تجهد نفسها من أجل خدمتنا وتنميتنا بدون غطرسة ولا تمييز.
 
دعونا نحترز من هذا الفيروس ونحصن أنفسنا حتى يكون لنا ما نريد أو نكون شاهدين على زمن تفشي وانحسار هذا الفيروس المرعب، قبل أن نكون ضحايا جدد له ومن المشهود عليهم، في زمن الحب والحوثي والعزلة والموت، في عقد ما قبل وأثناء وبعد كورونا.
 
 

التعليقات