محمد عزان وتبرئة ساحة الحوثي
الاربعاء, 17 يونيو, 2020 - 09:40 مساءً

بالنسبة لمؤسس الشباب المؤمن محمد عزان قد كان الواحد يتحاشا الرد عليه، حين رأينا كثير من اليمنيين يمدحونه كمفكر وأن ليس له علاقة بالجريمة الحوثية، رغم أنه النبتة الأولى لها، لكن بعد كل مواقفه السامجة ومحاولة التدليس على ما يقوم به الحوثي، فهو لا يختلف عنهم حتى لو تظاهر برفض جزئيات معينة لصالح أن لا ينسبه الجمهور للحركة العنصرية ذاتها!
 
‫يقول محمد عزان أن الحوثي لا يمثل المذهب الزيدي، في سبيل دفاعه عن المذهب، ولو كان كذلك فإن داعش والقاعدة يمثلان السنة، هذا الإبتزاز الفكري ليس هدفه الدفاع عن المذهب بقدر ما هو يحاول تبرئة ساحة الحوثي، وبقليل من الفهم والمنطق والتفكير سيعرف المتفحص البصير أن داعش مثلا هي العدو اللدود للسنة وهي أكثر من اكتوى بنارها وهم المستهدفين بالدرجة الأولى من إرهابها، وكذلك القاعدة، فليس من السهل إطلاق الأحكام، وهذه المغالطة الكبيرة التي تساوي بين الشرين لصالح قبول شر أحدهما لم تعد تنطلي على أحد.
 
إذا كان الحوثي لا يمثل الزيدية فمن الذي وقع على الوثيقة الثقافية والفكرية عام 2012؟ والتي أكدت على الحق إلالهي في الحكم والعلم والفهم في سلالة البطنين؟ هذا إذا اعتبرناهم زيود وليسوا جارودية هادوية، ثم لماذا لم يخرج أحد من علماء الزيدية ينكر عليهم ويعترض الوثيقة؟
 
وهنا سأكتفي برد الأستاذ العزيز نبيل البكيري:"لم يقل أحد أن قرشية الخلافة عقيدة يتعبد الناس بها ربهم، هي مرحلة تاريخية زمنية وأنتهى أمرها وحكم السنة المماليك والعثمانيون قرونا عديدة ولم يقل أحد أنهم مخالفون لعقيدة قرشية الخلافة. بينما أنت تريد أن تقنعنا أن الإمامة الزيدية الهاشمية عقيدة مثلها مثل قرشية الخلافة وهذا تدليس كبير.
 
والخلافة والإمامة عند السنة ليست من أصول الدين وإنما فروعها الاجتهادية التي متاحة للناس، الاجتهاد حولها واختبار ما يناسب حياتهم فيها على عكس هذه المسألة عند الشيعة بكل فرقها فهي أصل من أصول الذين ولا يستقيم إيمان أحد إلا بها".
 
داعش جماعة متطرفة منبوذة من كل محيطها السني وأدبيات كل حركات وجماعات السنة قائمة على العداء لها ولكل أشكال التطرف، وفي اليمن أول من قاتل القاعدة هو الإصلاح ومعه الجناح السلفي المعتدل، بينما الحوثية، الوجه الآخر لداعش، لم يقل أحد من الزيدية أنها لا تمثله ولم يتبرأ منها وانحرافها إلا تقية وحينما شعروا أن مشروعهم الإمامي نجح خرجوا جميعا مناصرين ومرحبين بها. بتصرف عن "نبيل البكيري".
 
أتحدى محمد عزان أن يعلن موقف صريح من الهاشمية العنصرية والإمامة، لكنه يختار أن يكون بموقف عام وضبابي، لا تستطيع من خلاله أن تدينه ولا أن تحكم عليه بأنه مناصر لها، نحتاج منه أن يجيب على سؤال: ما رأيك بالحوثي؟ وهل أنت ضد وثيقته الفكرية التي أعلنها ووقع عليها علماء الزيدية عام 2012؟ وهل تؤيد قرار الخُمس؟ هل يستطيع عزان أن ينكر الحوثية وعنصريتها صراحة كما نفعل نحن حين ننكر القاعدة وداعش والتطرف والعنصرية والتمييز السلالي؟
 
 

التعليقات