الحوثي واللادين
الثلاثاء, 07 يونيو, 2022 - 04:40 مساءً

شيء غريب وعجيب؛ أن يكون هناك جماعة مثل الحوثي، ارتكبت وترتكب يوميا أبشع الجرائم الجنائية والأخلاقية والاجتماعية، صادرة وتصادر حريات الناس وكرامتهم، وسرقت وتسرق قوت الناس وعرق جبينهم، وتحلب المجتمع أرزاقهم وأملاكهم، وتفخخ كل شيء حولها بالطائفية والعرقية، وتستنسخ دين على مقاسها، وتتعدى على الله ودينه بكل الطرق والوسائل، ثم تدّعي أنها مسيرة قرآنية، وأنصار لله، وأكثر من هذا تحتشد لأجل أن تطلب الله المطر، بينما هي في الواقع أحد أهم أسباب النوازل والمصائب التي حلّت على أرضنا وبلادنا!

في هذه الحالة أعذر الضعيف الذي يختار الإلحاد ونكران الإله، أجد مبرر كامل لأي شخص يرى أن ردة الفعل الطبيعية على مجتمع يسوده ويتحكم به ويخضعه جماعة من هذا النوع هو اختيار اللا دين والنكران الجماعي لكل ما يتصل بالدين والمعتقد، وستجد بعد تعمق في أسرار هذه العصابة وأعماقها أن أكثر شيء يخدمها ويبقيها هو أن يولد مجتمع لا يعترف بالله ولا بالدين ولا بالقرآن، وقتها سيسهّل عملها ويجعلها تحقن الناس بما تريده وبما يخدم مشروعها وأفكارها.

ولو سلمنا جدلا لهذه العقلية؛ فماذا سيفعل المطر إن نزل على أمة من الناس، حرمت من رواتبها، وصودرت حرياتها، وعدمت عليها الوظائف، وسرق عليها خبزها وقوت يومها، حوصرت بالعصابات السلالية التي تفرزهم على أساس اللون والعرق والمعتقد؟ ما هو الفارق الذي سيشكله المطر حين ينزل على واقع الناس المعيشي؟ بينما هم في الأصل يعانون من الأمراض والأوبئة وانعدام الرواتب وغلاء المعيشة!

لا يحتاج الأمر لمعجزة للفهم والدراية، والحل الوحيد لهذا القحط الذي يعاني منه الشعب هو بصرف رواتبهم، وتوفير فرص العمل، وتسهيل سبل إيجاد الخبز والماء، هو بتوفير الأمن وأبسط مقومات الحياة، وكل هذا حقيقةً لن يتحقق بوجود الحوثي، بل برحيله واختفاءه من حياة اليمنيين ومجتمعهم، فهذه الجماعة السبب الأساسي للقحط والنوازل والمصائب التي تتوالى على بلادنا وشعبنا، وغير هذا الكلام هو تعدي على الله جل في علاه وسوء فهم له، وتأله عليه سبحانه، وهذا ليس من العدل في شيء.
 

التعليقات