استهداف الحوثي لتعز ومأرب آخر ما تبقى من قلاع الجمهورية. أثناء إحتفال المدينتين بالذكرى الـ58 لثورة الـ26 من سبتمبر ؛دليل ساطع على يقين كُفره بهذه الثورة التي محت أجداده وزمنهم الأسود من التأريخ اليمني ذات يوم..
وهو سلوك متكرر يمارسه بحق المدنيين دون أدنى مراعاة لأي عرف ديني أو أخلاقي أو إنساني. وهو ما يؤكد حقيقة دمويته وفاشيته.التي تتجلى أكثر بهذه الليلة.
وتلك الممارسات المتوحشة بحق الأبرياء هي نابعة من عزيزة القتل والتشفي ،التي يتشّربها من صراعات حدثت قبل 1400 سنة بحق كل ما يسميهم "أتباع معاوية "لأنه يعلم مسبقاً أن هولاء لن يُسلِموا لمعتقداته الباطلة.
ولذا يَعتَبر هذا الاستهداف من عوامل التطويع الذي سيأتي فيما بعد حسب ظنه.يشير إليه منظرو الجماعة ، أن ذلك سابق لأوانه، ولكنه بهذه الليلة التي تستفزه أكثر من أي شيء آخر يتخطى كل التنظيرات والتحذيرات!
إن إحتفالات اليمنيون بثورة الأحرار الجمهوريون ؛توجع الحوثي أشدٌ وجعاً من هزائمه في ساحات القتال.!فلقد شعرَ البارحة بالمعنى الحقيقي لمرارة الهزيمة التي لربما لم يذق طعمها في الجبهات.ترجم ذلك الشعور الخبيث باستهدافه ميادين الإحتفالات.
يحارب اليمنيين خلال العام كله بكل قوته وضراوته ، فلا يرفع له تقدمه العسكري سنام ولاتأثر فيه خسائره البشرية الفادحة التي يتعرض لها بين الحين والآخر هنا وهناك.
ليَقتُله كل القتل وليَهزِيمه كل الهزيمه؛ إبتهاج اليمنييون بهذا اليوم.!!
فأن يُشعل طفل في جبل على سفح منزله حفنة من نار ؛يخيل له أن طقم إحترق أمامه فشّبتْ النار على كامل موقعه وحاصرته من كل جانب..
أن يقرأ تغريدة أو منشور أو يتوقف على صور الناس بأيقونات الثورة ؛يشاهد حالِماً أن سعيه السياسي يتناثر أمام عينيه و يتلاشى مع الريح...
"..أما حين يشاهد إيقاد المشاعل ؛يَضربْ الإنهيار كامل جسده، ثم يجثو على قدميه باكياً ،كالذي يراء وهو مُكَبل ممتلكاتُه وأحلامُ سنِينُه يلتهِمها الحريق ، إلتهامُ النارِ للهشيم."