لم أعرف توكل إلا كما يعرفها كثيرون وبصورة عامة ناشطة ثورية وإعلامية ومن خلال المنابر قبل أن أعمل في قناة بلقيس.
11 عاما (إلا قليلا) تقريبا هي فترة عملي في القناة، تغير فهمي قليلا، تلك الفترة لم تكن علاقتي بها عن قرب شخصي بقدر ما كانت علاقة تجربة طويلة مع سياستها تجاهنا في قناة بلقيس، لكن الأدق عبر برنامج حيث الإنسان، الزاوية الأبسط والأصدق.
حيث الإنسان الذي نفذ أكثر من 200 مشروع داخل اليمن، وكان من البرامج النادرة التي وصل تمويلها للناس كاملا بدون نقصان ولا وسطاء.
عملت على إسناد اليمنيين عبر مشاريع تنموية فيما كان الكثير ممن توفرت لديهم القدرة والمسؤولية تجاه الناس في هذا الوقت العصيب مشغولين بالصراعات والتجاذبات.
اليوم انتهت علاقتي المهنية بقناة بلقيس، واستلمت فوق مستحقاتي أكثر مما توقعت بكثير، لفتة منصفة وكريمة.
لم تترك موظفيها اليمنيين في لحظة مفصلية، وقفت معهم بعدل واحترام.
أعترف بشيء شخصي.
في كل مرة التقيت فيها توكل كرمان خلال عشر سنوات، كان يرافقني شيء من الحرج.
أنا الذي كنت أهاجمها باعتباري يساريا ريفيا لا ينسجم مع التيار الذي كانت تمثله حينها ولا يميل لرموزه، ومع ذلك لم تكن توكل كرمان ممن يكترثون لما يكتب أو يقال عنها.
أذكر أنني كاشفت أحد الأصدقاء المشتركين ببعض التوجسات قبل التحاقي ببلقيس، فرد علي بما معناه أنها لا تكترث لهذه التفاصيل.
اليوم لا تربطني بتوكل أي مصلحة، وأكتب من باب الاعتراف والإنصاف، اعتذارا عما سبق وشكرا لكل ما قدمت لي ولليمنيين.
*نقلا عن صحفة الكاتب في فيسبوك