كشف عن إهمال متعمد..
مدير المستشفى الجمهوري في حوار مع "الموقع بوست": القطاع الصحي بتعز يسير بلا رؤية منذ 2015
- حاوره: صلاح الواسعي الثلاثاء, 30 مارس, 2021 - 06:19 مساءً
مدير المستشفى الجمهوري في حوار مع

[ مدير المستشفى الجمهوري بتعز الدكتور نشوان الحسامي في حوار مع الموقع بوست ]

قال مدير المستشفى الجمهوري بتعز الدكتور نشوان الحسامي، إن القطاع الصحي في المحافظة يسير بلا رؤية منذ العام 2015 جراء اندلاع الحرب في البلاد.

 

وأضاف الحسامي في حوار مع "الموقع بوست" إنهم في المستشفى لم يتسلموا ريالا واحدا لمركز العزل الصحي لمواجهة وباء كورونا، مشيرا إلى أن السلطات المحلية وحكومة معين عبد الملك لم تخصص ميزانية باسمه.

 

وذكر الحسامي أن مركز العزل يمتلك بنية تحتية بنسبة 7% من ناحية أجهزة التنفس الصناعي والأسِرة، أما وسائل الوقاية فقال إن نسبتها في المركز 100%.

 

ومن ناحية إسطوانات الأكسجين يذكر أن المستشفى كان يمتلك 80 إسطوانة، والآن يمتلك 570 إسطوانة أكسجين، لكنها أسطوانات فارغة.

 

وعن المشكلة الأساسية التي تواجه القطاع الصحي تحدث الحسامي عن عدم وجود رؤية للقطاع الصحي منذ 2015، مضيفا "كان من المفترض أن يعمل القطاع منذ 2015 لإيجاد منظومة متكاملة لإصلاح القطاع الصحي من ضمنها إيجاد محطة أوكسجين واحدة لكل مستشفى, الأمر الذي لم يحدث".

 

وأشار إلى أن الدعم الذي جاء من المنظمات خلال الفترة من 2015 إلى 2019، ذهب كله في مشاريع غير مستدامة، على مزاج ورغبة المانح.

 

وعن سوق الدواء ذكر أن هناك تجار حروب مهمتهم احتكار الدواء، "أقولها بكل صراحة: هناك تجار حروب وتجار أزمات والمفترض من قيادات السلطة المحلية والهيئة العامة للأدوية الضرب بيد من حديد على هؤلا التجار الذين يقومون بعملية احتكار الدواء".

 

نص الحوار:

 

* بداية هل بالإمكان دكتور نشوان الحسامي أن تطلعنا على الوضع الصحي داخل المستشفى الجمهوري خصوصا وفي تعز عموما؟

 

** لا يخفى على أحد بأن القطاع الصحي منذ ما قبل الحرب أيام الدولة كان يعاني من مشاكل كثيرة، وكان هناك تعمد لإهمال القطاع الصحي خاصة في تعز.

 

بينما الوضع الصحي الآن في تعز رغم الحصار الجائر على المحافظة وانتشار جائحة كورونا التي عجزت أمامها الدول العظمى ما بالك بتعز بوضعها الحالي، لكن بالرغم من ذلك وبفضل الله سبحانه وتعالى وتظافر الجهود تم مواجهة الموجة الأولى من كورونا بميزانية صفرية وكانت النتائج بحمد الله إيجابية.

 

أقولها بكل شجاعة وكل أمانة: لم نستلم ريالا واحدا خلال مدة العزل ولا يوجد حتى الآن ميزانية باسم مركز العزل.

 

ميزانية مستشفى الجمهوري بشكل عام قبل أن يكون هناك مركز للعزل الصحي: 7 ملايين ريال، بمعنى أن حصة المريض الواحد بالشهر تكون حوالي 44 ريالا، بينما هناك ميزانيات مهولة تخصصها السلطة المحلية للمكاتب التنفيذية الأخرى.

 

ما يميزنا نحن الآن في مركز العزل الصحي بالمستشفى الجمهوري، هو أننا استغلينا كل الجهود والإمكانات المتاحة لتأسيس مركز.

 

الآن أصبح مركزا والحمد لله. نمتلك بنية تحتية بنسبة 7% من ناحية أجهزة تنفس صناعي والأسِرة ووسائل الوقاية 100%. ومن ناحية إسطوانات الأكسجين كان المستشفى يمتلك 80 إسطوانة، والآن المستشفى يمتلك 570 إسطوانة فارغة.

 

* ما هي أهم التحديات التي تواجهكم؟

 

** يبقى هناك مشكلة عدم توفر مصنع للأكسجين خاص بمركز العزل ينتج كمية لا تقل عن 300 أسطوانة يوميا.

 

محطات إنتاج الأكسجين الموجودة في تعز هي محطة مستشفى التعاون ومحطة مستشفى الثورة، محطة التعاون تنتج 100 أسطوانة، وأما محطة الثورة تنتج قليلا لأنها كل يوم وهي في مشكلة جديدة بخصوص مسألة الإنتاج.

 

طبعا الذي أفادنا كثيرا أننا خلال الفترة السابقة قمنا بتأهيل الكوادر الموجودة داخل مركز العزل أصبح الكادر الآن ذا كفاءة عالية سواء أخصائيين أو استشاريين أو ممرضين أو أطباء عموم.

 

خلال سنة كاملة حاولنا أن نعمل دورات مكثفة للكوادر الطبية على أيدي مدربين متمكنين من ضمنهم الدكتور "صالح بن همام" دكتور الوبائيات في جامعة عدن ومدرب منظمة الصحة العالمية.

 

تم نقل الأطباء والممرضين في المستشفى إلى عدن وتلقوا هذه الدورة المكثفة، والآن هم الذين قاموا بعملية تدريب الكوادر التي تعمل في المركز حاليا.

 

تبقى مشكلة أمامنا هي عدم توفر ميزانية، أصبحنا لا نستطيع أن نشتري أدوية للمريض سوى نسبة 20% بدعم من مؤسسة "معكم" الخيرية.

 

* لماذا تعجز السلطات المحلية عن توفير إسطوانة أكسجين أو حتى عبوة ديزل للمولدات الكهربائية في المستشفيات؟ ما هي الأسباب الجوهرية من وجهة نظرك؟

 

** مشكلة انعدام الأكسجين ليست بالسلطة المحلية.

 

* وأين تكمن المشكلة برأيك؟

 

** المشكلة أن تعز تعاني من قلة الأكسجين منذ بداية 2015، وكنا في مستشفى الثورة 2016 نحاول بقدر الإمكان مع الدكتور أبو ذر الجندي إيجاد مصنع للأكسجين لمستشفى الثورة عندما كنت حينها مديرا لمركز العظام، والحمد لله أوجدنا مصنعين للأكسجين, أحدهما في الثورة والآخر في مستشفى التعاون.

 

* كم يغطي المصنعان احتياجات المحافظة من الأكسجين؟

 

** يغطي نسبة قليلة جدا 100 أسطوانة فقط تنتجها محطة التعاون، وبالنسبة للوضع الطبيعي في تعز، كانت النسبة تغطي الاحتياج تماما، لكن الآن، مع الجائحة، أصبح المصنع لا يغطي إلا بنسبة 30%، ونحن الآن أيضا نتلقى من عدن 200 إسطوانة أكسجين يوميا، وبقية الاحتياج يعطى من محطة التعاون وجزء بسيط من محطة الثورة.

 

لكن المشكلة الأساسية هي عدم وجود رؤية للقطاع الصحي منذ 2015ـ كان المفترض أن يعمل القطاع منذ 2015 منظومة متكاملة لإصلاح القطاع الصحي من ضمنها إيجاد محطة أكسجين واحدة لكل مستشفى: المستشفى الجمهوري، ومستشفى الثورة، والتعاون، ومستشفى خليفة... إلخ، وأن يتم الاستفادة من الدعم المقدم من المنظمات من خلال تقديم احتياجاتنا لها.

 

بينما الذي يأتي من المنظمات خلال الفترة من 2015 إلى 2019، كلها مشاريع غير مستدامة، لا تستخدم في الواقع وتخضع لمزاج ورغبة المانح.

 

* هناك من يقول إن الوضع الصحي المتردي بالمحافظة سببه وجود صراع بين قيادات القطاع الصحي.. إلى أي مدى يمكن القول إن هذا صحيحا؟

 

** بالنسبة لي أنا كمدير للمستشفى الجمهوري لدي علاقة أخوية وإدارية مع مدير مكتب الصحة كونه المسؤول الأول في القطاع الصحي وكذلك مع بقية المستشفيات: مستشفى خليفة، ومستشفى المنظر، والمستشفى اليمني السويدي، والمستشفى العسكري، وكذلك مدراء مكاتب الصحة بالمديريات.

 

بينما هيئة مستشفى الثورة لا تتبع مكتب الصحة وانما تتبع رئاسة الوزراء وتعتبر مستقلة.

 

ولا يوجد اي خلافات. قبل دخولك إلى هنا بنصف ساعة كنت في اجتماع مع مدير مكتب الصحة ومدير المختبر المركزي لإعداد آلية كيف نواجه هذا الوباء وكيف نشتغل كفريق واحد وقطاع واحد، أما ما يقال في مواقع التواصل الاجتماعي لا يمثلنا ولا يصدر منا أي بيانات بخصوص أن هناك صراعا.

 

* المنظمات العاملة في القطاع الصحي بتعز المحلية والدولية ما هي الجهود التي قدمتها لكم وللقطاع الصحي بالمحافظة ككل؟

 

** سأتكلم بالنسبة للمستشفى الجمهوري، طبعا تسلمتُ المستشفى في 13 أبريل 2020، عملنا تقييما للمستشفى بواسطة فريق يضم كوادر استشارية منهم الدكتور عبد الرقيب السماوي أخصائي الجودة والتطوير الأكاديمي في جامعة تعز واستشاريين من خارج تعز. قمنا بإعداد التقيم والخطة الإستراتيجية للمستشفى وكانت نسبة التقييم بالنسبة للمستشفى صفرية.

 

سلمت للمحافظ هذه النقاط حينها وأعدينا خطة لعملية إصلاح المستشفى ابتداء من البنية التحتية وحتى توفير الأجهزة وكذلك إنتاج القسطرة القلبية، كان من المخطط أن تفتح في 4 أبريل لولا الجائحة التي حدثت.

 

نُفذ بحمد الله 8% من الخطة التي أعدت (بإمكانك الاطلاع عليها لو أحببت) استفدنا من كل دعم كان يصل للمستشفى في عمل مشاريع مستدامة من ضمن هذه المشاريع: إنشاء مركز جراحة الوجه والفكين بسعة 15 سريرا، وإنشاء مختبر مركزي تشخيصي متكامل، وإنشاء مركز طوارئ متكامل، وانشاء مركز عناية مركزة بسعة 15 سريرا، وإنشاء مركز حاضنات بسعة 33 حاضنة كأول حاضنات بهذه السعة بمحافظة تعز، وإن شاء الله خلال الأسبوعين المقبلين سنستكمل هذه المشاريع.

 

* مع قدوم أي موجة وباء في تعز سواء كورونا أو حميات نلاحظ أن الأدوية المطلوبة مثل فيتامين C والمحاليل الوريدية تختفي من سوق الدواء، كيف تفسر هذه الظاهرة؟

 

** أقولها بكل صراحة: هناك تجار حروب وتجار أزمات والمفترض من قيادات السلطة المحلية والهيئة العامة للأدوية الضرب بيد من حديد على هؤلاء التجار والذين يقومون بعملية احتكار الدواء.

 

* أخيرا، حكومة معين عبد الملك ووزارة الصحة ما هي جهودهما لمواجهة كورونا ودعم القطاع الصحي في تعز؟

 

** سأقولها لك بصراحة وبدون حرص مني على الكرسي: حتى الآن لم يصل لنا ريال واحد من الحكومة ما عدا اعتماد 200 أسطوانة أكسجين من منظمة الصحة العالمية عبر وزارة الصحة.

 

* برأيك لماذا هذا الإهمال من الحكومة للوضع الصحي في تعز؟

 

** بإمكانك أن توجه هذا السؤال للحكومة نفسها.


التعليقات