الفنّان ليس مجرد أداة متعة وإطراب فحسب
الفنّان عبد المجيد عامر في حوار مع "الموقع بوست": أخترت مجال الأغنية الهادفة
- حاروه: صلاح الواسعي الإثنين, 22 مارس, 2021 - 05:42 مساءً
الفنّان عبد المجيد عامر في حوار مع

[ الفنان اليمني عبد المجيد عامر ]

تصدرت أغاني الفنان الشاب الصاعد عبد المجيد عامر آلاف المشاهدات على يوتيوب، اشتهر بتقديمه لفن الأغنية المُلهمة والمؤثرة ومزج في أعماله بين الكلمات الراقية والموسيقى العربية الفريدة، يصف نوع الأغاني التي يقدمها "بأغاني ذات معانٍ"، اكتسب شهرة واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي بعد انتشار أعماله الفنية الفريدة التي لاقت قبولا وانتشارا واسعا.

 

كان لـ"الموقع بوست" حوارًا مُلهماً معه.. تابعوا:

 

* عبد المجيد عامر لو تخبرنا عن تلك الخطوة الأولى لك في الساحة الفنية؟

 

** في البداية شكراً لـ"الموقع بوست" على هذاه الاستضافة والحوار الصحفي وأتمنى أن أكون خفيف الظل على قرائكم.

 

عبد المجيد عامر، ببساطة بدأت خطوته الأولى رسمياً بعد عام 2013 كنت قبلها في المجال الفنّي كهاوٍ ومغنٍ ما زال يكتشف ملامح صوته ويبحث في الخيارات ليختار الطريق الفنّي الأمثل لاستخدام موهبته لوضع الأثر والإضافة الفاعلة لأعماله الفنية بجانب الترفيه والمتعة والإطراب.

 

* لماذا اخترت مجال الأغنية المُلهمة كما تسميها، وهل هناك أسباب دفعتك لاختيار وشق هذا الطريق؟

 

** في الحقيقة في بداية البحث في خيارات الطريق الفني الذي سأسلكه أخذت عاملين مهمين وهما فكري فالفنّان بلا فكر ليس إلا أداة متعة وإطراب فحسب، فكري والقضية التي أحملها بداخلي حتمت علي في البداية اختيار مجال الأغنية الهادفة والمُلهمة عن سواها كون هذا الطريق جديد ومستمعوه متعطشين لسماع الأغاني ذات المعاني، الأغاني الفكرية الهادفة والمُلهمة، بعكس الطرق الفنية الأخرى في مجال الأغنية العاطفية وغيرها فهو طريق مليء بمئات الفنانين، وهذا كان العامل الثاني وهو أين أجد إمكانيات صوتي وشغفي الموسيقي والفنّي، فكان مجال الأغنية المُلهمة أكثر طريق يشدني ويلامسني من الداخل فتبعت شغفي وطورت وما زلت أطور من نفسي لأخدم وأُثري هذا المجال الفني السامي.

 

* الأعمال الفنية بالنسبة لأي فنّان هي بمثابة أولاد، أخبرنا عن أبرز أبنائك الذي تفخر به وكانت منه انطلاقتك؟

 

** بالنسبة لعبد المجيد فأنا أنظر لنفسي أنني مع كل عمل جديد تبدأ انطلاقة جديدة وكلما أصل لمرحلة متقدمة أكتشف أني ما زلت في البداية وأن الطريق الفنّي ليس فيه انتهاء بل كل عمل هو البداية، والحمد لله كل عمل يأتي فيه تطور ملحوظ عن الذي قبله، مؤخراً عمل فيديو كليب "ساكنة روحي" هو من الأعمال التي أفخر بها للغاية وقد لاقى قبولا وانتشارا واسعا وثبت حضوري الفنّي على الساحة الفنية المحلية بشكل كبير.

 

* بمناسبة ذكرك لفيديو كليب "ساكنة روحي" والنجاح الكبير الذي حققه، أخبرنا تفاصيل بسيطة عن العمل ومشروع النجاح فيه؟

 

** عمل فيديو كليب "ساكنة روحي" فكرة كانت ميلادها في حافة عدنية عتيقة حرصت أن يكون مكان مبتدأ الفكرة هو الصورة الكاملة للعمل فهو عمل ليس في المدح الوطني وإنما عمل يحكي حكاية الطموح العدني الصغير، ويسرد حكاية من الآلاف الحكايا المُلهمة في مدينة عدن، برأيي العامل الكبير الذي نهض بالعمل هو فكرة سيناريو العمل والفيديو كليب والربط بين الماضي القديم والعتيق في مدينة عدن وبين الحاضر ومتاعبه وتحدياته التي تواجه طموح الإنسان العدني.

 

* عبد المجيد، كيف تصف نوع الأغاني التي تقدمها؟

 

** أحب دائماً أسميها "أغاني ذات معانٍ"، لأن جميع الأعمال التي أقدمها أحرص على أن تحتوي على عنصرين مهمين أولهما وظيفة أي أغنية عادية وهي الإطراب والإمتاع وأن تكون ممتعة للمستمع وأضيف لها العنصر الآخر الفاعل وهو موضوع الإلهام والمعنى في الأغنية ذاتها، فهي أغاني بقدر ما تطرب وتمتع هي أيضاً أغاني تحمل معانٍ مُلهمة تترك في الإنسان أثراً إيجابياً وتثريه شعورياً ونفسياً وفنياً.

 

* في ظل انتشار المحتوى الرديء وغير الواعي على السوشال ميديا، كيف يواجه محتواك الفنَي هذه الموجة من المحتوى؟

 

** برأيي الشخصي أن كل متابع يبحث عن الأشياء التي تهمه والتي تمثله وتمثل فكره وتشبع رغبته الترفيهية والنفسية والفكرية، فلكل محتوى جمهوره وأنا أركز على أن أجعل المحتوى الخاص بي قريباً من كل المتابعين لعل وعسى يلامس نوراً بداخلهم فيستمتعوا به ويُؤثر فيهم إيجاباً لا سلباً، وبلا شك لا بد من منافسة أنفسنا لا منافسة صناع المحتوى غير الواعي، فالدخول بمنافسة شرسة مع أنفسنا تمكننا من تجاوز أخطائنا وتطوير كل شيء فينا والتقدم للعالم بصورة منافسة وقوية وتشكل رقماً صعباً في الساحة الفنية والإعلامية.

 

* عندما يكون الفنّان يمنياً ويقيم في اليمن، هذا تحدٍ آخر يواجه كل فنّان يمني، كيف حال الفنّان عبد المجيد ومتاعب المجال الفنّي؟

 

** في الحقيقة التحديات في اليمن على جميع الأصعدة تساهم بشكل كبير بتقليص عدد الفنانين وتراجع بعضهم عن المجال بسبب المتاعب المضاعفة حولهم، فأبسط الأحلام التي يحلم بها الفنان اليمني هي في خارج اليمن حقوق تُعطى لكل فنّان، وحتى لا يهزم الواقع بسوداويته طموحنا الكبير نحاول بالممكنات والمتاحات لنا أن ننتج أشياء من رحم  المتاعب والمعاناة، وهذا يشكل لذة وإنجازا آخر بالنسبة لنا أننا نصنع أشياء من أوضاع مُتعِبة للإنسان اليمني ككل فما بالك بأصحاب الأهداف والطموحات الكبيرة.

 

* بعد النجاحات المتتالية التي تحققها هل هناك خطة تسعى لتنفيذها على مدى السنوات المقبلة، هل سنرى ألبومات كاملة، أعمالا فنية مشتركة؟

 

** بلا شك، هناك خطة ومنهجية أسعى لتطويرها وتحقيقها تباعاً وبالتسلسل وعلى مهل ولست في عجل، لأني مستمتع رغم كل خطواتي الصغيرة، وبرأيي المجال الفني كأي مجال في الحياة يحتاج لخطة وإستراتيجية منهجية يبنيها الفنان ومن يساعدونه ليمضي لتحقيق كل ما يأمل له بانتظام وكعبد المجيد عامر فأنا على المستوى الشخصي شديد الحرص على التخطيط والاهتمام بالتفاصيل، فلذلك نحاول أن نسعى لبناء خطة فنية على مدى السنوات المقبلة ستكون خطوات كبيرة وفيها نقلات نوعية بإذن الله، ومن تلك الخطوات نسعى للوصول للشراكة مع الشركة العالمية المتخصصة بإنتاج الأغاني الهادفة "Awakening Records" والتعاونات الفنية مع فنانيها، وكل ذلك نسعى له من خلال خطوات صغيرة ونجاحات بسيطة يومية نحققها ونعمل بالجهد التراكمي حتى التوفيق والوصول بإذن الله.

 

* كلمة أخيرة لمحبي فنك ومتابعيك عبر منصات التواصل الاجتماعي في اليمن وخارجها؟

 

** مُمتن لتواجدهم معي ومشاركتهم لي خطواتي الأولى في مسيرتي الفنية منذ البداية، وأتمنى أن أكون موفقاً في اختيار فن وكلمة ترقى بمسامعهم وذائقتهم الفنية العالية، فأشكرهم كثيراً لأني محظوظ بدعمهم وإيمانهم بي وبفني.

 

وسعدت جداً بهذا الحوار الجميل معكم وشكرًا لكم أيضاً على هذه الاستضافة اللطيفة.


التعليقات