الناقدة السينمائية هدى جعفر في حوار مع "الموقع بوست": الدراما باليمن ضحية السياسة ومشكلتها تتوزع بين مموليها والجمهور
- حاورها: صلاح الواسعي السبت, 01 مايو, 2021 - 10:10 مساءً
الناقدة السينمائية هدى جعفر في حوار مع

[ الناقدة السينمائية اليمنية هدى جعفر ]

هدى جعفر كاتبة وناقد يمنية متخصصة بالنقد السينمائي، لها مقالات نقدية في عدد من المجلات والصحف العربية المتخصصة في الشأن الدرامي والسينمائي.

 

أختيرت مؤخرا ضمن أعضاء لجنة تقييم "جوائز النقاد للدراما العربيّة" التي تنظمها مؤسسة فنون للثقافة والإعلام. ولأن الجدل الذي فتحت مغاليقه المسلسلات اليمنية التي تعرضها القنوات المحلية هذا الموسم، والذي لا يزال موضوع جدل وسط نشطاء ومتابعين لم يحسم بعد.

 

وعلى إثر ذلك الاحتدام الجدلي بين تلك الأفكار ووجهات النظر المتصارعة حول ما يعرض من مسلسلات أجرى "الموقع بوست" حوارا حول الدراما اليمنية المعروضة وواقعها في اليمن، واستقصاء سبل تطوير الواقع الدرامي، مع الكاتبة والناقدة الدرامية هدى جعفر، وكان هذا الحوار:

 

نص الحوار:

 

* كونك ضمن أعضاء لجنة تقييم "جوائز النقاد للدراما العربيّة" التي تنظمها مؤسسة فنون للثقافة والإعلام، كيف يمكنك خدمة الدراما اليمنية من خلال تواجدك ضمن هذه الرابطة؟

 

** في الحقيقة إنّ هذا الموسم الرمضاني هو الموسم الأول لهذه الجائزة التي أطلقتها مؤسسة فنون للثقافة والإعلام، وهي جائزة يقتصر دورنا كنقاد أو كجمهور على التصويت فقط، ولم تكن المسلسلات اليمنية مُدرجة ضمن المسلسلات الموجودة في القائمة.

 

* ما رأيك بالدراما التي تعرض في الشاشات اليمنية اليوم؟

 

** هذا سؤال معقد وإجابته طويلة، لكن يُمكن القول إنّ ما نراه على الشاشات هذا العام وكل عام، هو نتيجة لسنوات من الإهمال، والفساد، وعدم الاستقرار السياسي، وارتفاع نسبة الأمية، وتهميش الحكومة منذ عهد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح للمؤسسات الثقافية والفنية.

 

* هناك نقاد يمنيون كثر في مختلف مجالات النقد الأدبي والسياسي وقلما نجد نقاد في الفن إلا نادرا وسيما في مجالات السينما والمسرح والدراما.. لماذا بنظرك؟

 

** عدد النقاد السينمائيين في العالم العربي أقل بكثير من سواهم، لكن في اليمن يزيد الوضع سوءًا حيث يُمكن القول إنّ النقد السينمائي أو الفني في اليمن اهتمام جديد في اليمن، والسبب بنظري هو عدم فهم لمهام وتوصيف معنى الناقد السينمائي، بالإضافة إلى طغيان الاهتمامات السياسية على ما عداها من المجالات الأخرى، وبالمناسبة فإنّ حظ المسرح في اليمن بالنسبة للنقد فهو أفضل بكثير من السينما، فلدينا مثلا الأستاذ يحيى محمد سيف وهو ناقد مسرحي كبير وله عدد من المؤلفات حول المسرحيات وتاريخ المسرح في اليمن.

 

* هناك موجة نقد للمسلسلات اليمنية ووسط هذا كله هناك من يقول إن المشاهد اليمني يبالغ في نقده للدراما؟

 

** مشكلة الدراما في اليمن يقتسمها صانعو المسلسلات والجمهور أيضًا، فكل من الجمهور وصناع الدراما عقبة في وجه الآخر.

 

* ثمة ظاهرة تنفرد بها الدراما اليمنية عن غيرها في العالم العربي كله وهي أن بعض الممثلين يريد أن يكون هو كاتب السيناريو والممثل والمخرج وصاحب الفكرة، إضافة إلى أن بعض مدراء القنوات تنفتح شهيتهم للدخول عالم الدراما بدون دراية أو تخصص.. هذه الظاهرة المثيرة للسخرية كيف يمكن لك الحديث عنها؟

 

** هناك مشكلة ظاهرة في اليمن، وهي مشكلة غياب التخصص، يميل كثير من اليمنيين إلى الاشتغال والاهتمام بعدة أشياء في نفس الوقت، أما بالنسبة للمنتجين والقنوات فكلهم يبحث عن الربح المادي فقط، ولا ننسى أنّه تقريبا لا يوجد قناة مستقلة في اليمن، فكل قناة تتبع حزبًا سياسيًا، يتبع بدوره دولة ما، وهذا يؤثر على كل شيء داخل العمل الفني.

 

* لو تحدثنا عن مشاكل الدراما اليمنية من جهة كونك ناقدة متخصصة في هذا المجال، ما هي مشاكل الدراما اليمنية إجمالا؟

 

** مشاكل الدراما اليمنية كثيرة جدًا، منها شبه انعدام لثقافة كتابة السيناريو، المدارس التمثيلية التي يتبعها اليمنيون في الغالب قديمة وقد انتهت منذ زمن، غياب تام للسيناريست المتخصص، وانحباس داخل "الهوية" اليمنية، والخلط بين دور الفنان ودور الناشط الحقوقي، والنتيجة هي صناع العمل يستخفون بالمشاهدين، والمشاهدون يستخفون بالأعمال الفنية.

 

* أين تاريخ اليمن من الدراما اليمنية؟ الدراما في اليمن تقف بعيدة عن توثق تأريخ اليمن بحيث لا تجد دراما تاريخية وكل ما يعرض كوميديا في الغالب على أن الدراما الكوميدية تعتبر جدا صعبة.. لماذا تنعدم الدراما التاريخية وغيرها وتحضر فقط الكوميديا؟

 

** حتى الكوميديا التي تقدمها المسلسلات اليمنية هي ليست كوميديا لا من قريب ولا من بعيد، يعتقد صانعو الأعمال الفنية أنّ الكوميديا ضرب فني سهل وفي المتناول، بينما هو من أعقد الأنواع الفنية، والتي تحتاج مهارة خاصة في الكتابة والتنفيذ، بالنسبة للدراما التاريخية فإنّ ذلك لا يُمكن أن يتحقق قريبا، لأنّ الأمر صعب ويحتاج إلى قراءة، وإلى سيناريو، وإلى مجاميع، وإلى ملابس، وإلى ماكياج، وإلى قدرات تمثيلية، وكل ذلك غير ممكن في الوقت الحالي.

 

* خلال مسيرة الدراما اليمنية منذ نشأتها، أي من تلك الفترات يمكننا القول إنها شهدت تطورا؟

 

** فترة التسعينيات كانت الأفضل.

 

* المرأة اليمنية في الدراما، سواء كممثلة أو كقضية، أين هي من الأعمال الدرامية؟

 

** وأين هو الرجل أيضًا؟ في الحقيقة كل من الرجل والمرأة اليمنية غائبان تماما في الدراما، ما نراه على الشاشة شخصيات رجالية ونسائية مسطحة، بلا عمق إنساني ولا درامي، ولا أستطيع أن ألوم صانعي المسلسلات فقط، فالجمهور اليمني عقبة أمام تطوير الدراما أيضًا، لأنّ أي محاولة تغيير أو تجديد يعتبرها الجمهور مساسًا بالهوية والأصالة والتقاليد.

 

* أين هو واقع اليمنيين اليوم من الدراما الموجودة؟ إلى أي مدى يحضر الواقع اليمني في الدراما؟

 

** لستُ من المدرسة التي تشجع عكس الواقع في الدراما، وإلا كان يجب علينا الاكتفاء بالأعمال التسجيلية والوثائقية.

 

* كيف يمكن الارتقاء بالدراما في اليمن وفق ما هو متاح خاصة أننا نشهد توسعا في عدد القنوات والوجوه المتعددة لكن لم نشهد أعمالا راقية؟

 

** يجب الاعتماد على الأسماء الشابة من الجنسين في كتابة السيناريو وفي الإخراج، أنا مؤمنة بوجود قدرات تمثيلية عالية في اليمن، لكن المشكلة في السيناريو وفي الإخراج بشكل رئيسي.


التعليقات