الشاعر محمد الهتار في حوار مع "الموقع بوست": مكتب الثقافة بتعز يغط في سبات عميق والحكومة غائبة عن دعم المثقفين
- حاوره : أكرم ياسين الجمعة, 04 مارس, 2022 - 05:54 مساءً
الشاعر محمد الهتار في حوار مع

[ الشاعر محمد الهتار ]

من يطلع على تجربة محمد الهتار الشعرية للوهلة الأولى يجد نفسه عالقاً بين الدهشة الآسرة وعدم التصديق، فقصائده مكتملة النضج وفتنة قياساً بعمره الصغير .

 

ولد الهتار عام 1999 في قرية شبع مديرية المعافر محافظة تعز (جنوب غرب اليمن) تذكرك بتجارب شعرية نادرة ولد فرسانها كباراً وعانقوا القصيدة قبل أن يبلغوا الحلم كالشاعر التونسي أبو القاسم الشابي والشاعر اليمني لطفي جعفر أمان.

 

الشاعر الشاب محمد الهتار الذي هز جذع القصيدة وعمره عشر سنوات وتبوأ بقصائده المحكّمة الجزلة موقعاً متقدماً في مضمار القصيدة ليصنفه النقاد كأبرز الشعراء الشباب في محافظة تعز واليمن في حقبة ما بعد ثورات الربيع العربي.

 

يحمل اليمن السعيد هماً مضنياً في دروب وعرة، وسيره واضح الخطى نحو موعد مع الفجر قريب، كما قال في هذا الحوار الذي أجراه  "الموقع بوست" وهو أول حوار للشاعر الخجول محمد الهتار مع وسيلة إعلامية.

 

قالوا عني شاعراً

 

يجيب الشاعر محمد الهتار عن سؤال البدايات البديهي، أن العام 2013 هو العام الذي بدأ فيه يسمع الناس ينادونه بالشاعر استناداً لما كان يكتبه في كراريسه المدرسية  من قصائد لم تحل العيوب الفنية والأخطاء الإملائية التي تتسم بها أي بداية شعرية من التبشير بفارس قادم من فرسان القصيدة، سيكون له مع الحرف والبيان صولات وشأن، "عبارات الإطراء والتشجيع التي كنت اسمعها منحتني دافعاً إضافياً لنضم القصيدة والبوح.

 

وقال "لكنها كانت محاولات تفتقر للكثير من الصقل والتشذيب، لكني كنت مع كل محاولة أكسر حاجزاً من حواجز الخجل وعدم الثقة وتنضج قصائدي تدريجياً حتى التقيت بالناقد المصري الأستاذ " عبدالغفار أبو عطا الذي أدين له بالفضل بعد الله في اكتشاف موهبتي الشعرية وتشجيعي واسدائي بالنصائح والتوجيهات والملاحظات التي ساهمت بشكل كبير في تطوير موهبتي الشعرية، ونصحني بقراءة المزيد من دوواين اشهر الشعراء مثل المتنبي وأحمد شوقي وعبدالله البردوني وعبدالعزيز المقالح وغيرهم".

 

وأضاف "وايضاً الشاعران منير العمري وعبدالله الصلاحي وأنا من خلالكم اتقدم بجزيل الشكر والإمتنان لهم جميعاً، فبمساعدتهم تمكن محمد الهتار من إمتطاء صهوة القصيدة بصورة مكنته من اجتياز رهبة البدايات ومصاعبها".

 

عناق القصيدة

 

إن تتمكن من نشر قصائدك في وسائل الإعلام لأول مرة فتلك تعد نقطة تحول  مهمة في تجربتك الشعرية والإعتراف بموهبتك وحافزاً معنوياً لك للمزيد من التألق، هكذا يجيب الشاعر محمد الهتار على سؤال "الموقع بوست" عن أول قصيدة قدمها للجمهور؟ وفي أي عام؟

 

وتابع "بعد تجاوزي لارهاصات البداية ومكابداتها، ظل عرض قصائدي لجمهور القراء حلماً يراودني عند نظم أي قصيدة، وفي عام 2017 نشر لي موقع "سما" الالكتروني أولى قصائدي والتي كانت بعنوان "على أراجيح الغياب"، كنت حينها في بداية المرحلة الثانوية وكان شعوري لايوصف وأنا ارقب تفاعلات القراء وانطباعاتهم حول القصيدة.

 

وأردف "لن أنسى ذلك المساء الذي شهد قراني بالقصيدة رسمياً، وحصلت فيه على بطاقة الإنتماء الى وطن الإبداع الشعري الفسيح وعانقت القصيدة بهيام المتيم، بإختصار اعترفت أنا شخصياً بنفسي كشاعر وشعرت بحجم الورطة الممزوجة بالنشوة ولكني بقيت غير راض ٍ بشكل كاف ٍ عن مابلغته مواصلاً التزامي بتطوير موهبتي وتطهير قصائدي من كل شائبة.

 

على أراجيح الغياب

 

أهلاً وسَهلاً!

هلا !

أينْ الغِيابُ؟

أنا !

فِي حُلةِ الحُلمِ استَوحي المُنى

شَجَنا

في

عُشِ حُلمٍ تَدَلى

مِثلَ خَاطِرةٍ.. في

الذِّهنِ حتَّى أضَاءَ العينَ والأُذنَ

مَاذا تَقولُ !؟

أنا ما قُلتُ فيهِ سِوى

حَقيقَةٍ فُجِرَت من قعرِ كلِّ

مُنى

تَعظُّه الليلة

الثكلى وتأسِرهُ..فَيغرِسُ

الحلمُ في أجزائه الوَهنَ

ألا تَرى الحرفَ

يغفُو شِبهَ مُنْصَرع

على السُطورِ الَّتي غَنَّتْ بِه عَلَنَا

الا تَرى نفثاتِ

الليلِ نائمةً...مِلء

الحُروفِ الَّتي صَارتْ لَهُ وطَنا

ماهَكذا

 تَنسِجُ الأرواحُ همستَها

إذ هزَ فِيها الهوى من ذاتِه البَدنَا

من شِاعرٍ تَقتَفي أحلامَهُ صِورٌ

من الخَيالِ فَيرمِيه الخَيالُ هُنا

من شَاعر

يُرتَمى ما بَينَ أحرُفِهِ

فينزِعُ الحرفُ من أجفَانِه الوسَنَ

مِنهُ الدلالاتُ تَطفُو فَوقَ أفْئدةٍ

تحتَ الصُدورِ تُضيءُ الحُبَ مِثلَ

سَنا

أعَاشِقٌ؟

 لا

 فُؤادي في بَداوتِه

مُمَرغ.. يَعبُرُ الأريافَ والمُدُنَ

 

وكَيفَ لم

يتخِذكَ العِشقُ مَقرَبةً؟

هو الفؤادُ فقيرُ الحسِّ دُونَ غِنى

 

يَوما

عَشقتُ سُميَّا بِنتَ

جَارتِنا..سَلمى فظل يغَنينا الهوى زمَنا

من بعدِما

غادرَتني تِلك قَائِلة 

إني كبرتً زواجِي صَارَ لي كمُنى

وأنتَ ماذا؟!

أنا زوجُ الحُروفِ لقَدْ

تزوجــَتني ومنِّي أنجَبتْ فُنَنا

قَصيدتي

في المَسا جاءتْ تُعانِقُني

وقبَّلتْ شِفَتي والخدَ والوجَنَ

كانتْ لنا

ليلةٌ بالحُب مُفعمةٌ

قد فاحَ منِّا عليها لوعةٌ وعنا

رددنا سَجعاً وأطربنا الهوى فَرحَاً

طن طن طنن طنن طن طن طنن طننا

قَصائدي

خرَّ فِيها العجزُ كامرأة

الحزنُ باتَ على أعماقِها خِدنَا

تَصيح

تَبكي

تُنادي

أينْ أمنيتي

تِلك الَّتي أرَّجَت إرهاقَها النَّتِنَ

هو الَّذي في

شِباكِ الحُزنِ عَلَّقَهُ

حُلمٌ يلفُ على أقدامِه الكفنَ

 

يُرَتِلُ الليل

مِنهُ غُربةً وعَلى

بدء البدايات غنى فيه كل ضنى

ماذا تقولُ

ألا تخشى مُداهمَة ً

مِن الجِراحِ فَهمْ في غَدرِهمْ جُبنا

وكيفَ أخشَى !؟

وهمْ لي موطنٌ عَبَقتْ

بهِ البِدايةُ لاقتْ ذا الفَنا بفَنا

إنِّي  كآهٍ

على  أجزاءِ حَنجَرةٍ

مُذْ موسَقتْ نَفسَها تَستعذبُِ الَّحَنَ

ماذا اعترَاكَ ؟

صهٍ لا شيءَ يحدثُ لي

لكنَّ بيْ  الآه نايٌ لي الزفير غِنا...

رحُمَاكَ دَعه

وجُودٌ ليسَ يحضُرهُ

منكَ اقتِرابٌ يحفُ الشَّاعرَ الفَطِنا

وها هو اليأسُ

طفلٌ بينَ أضلُعِه

والليلُ يغرسُ في أجزائِه

الحِقَنا

تركتَهُ أيُّها

الحلمُ العَقيمُ بِلا

رُشدِ الدراويشِ يطْهو  الهمَّ والفِتنَا

هي ابتدتْ

رغمَ كيدِ اللاتِ غَزوتُه

فاهتف لنوح بأنْ يستنفرَ السُفُنَا

 

وانفثْ عليهِ

بِسحرِ الحرفِ.. عاد بهِ

مكبلا يستَجيرُ الذُّلَ والوَهنَا

 

وذاكَ فرعونُ

فافتقْ بَحرَ قافيةٍ

ولفَّ أسرابَه كي تَخمِدَ الفِتنَا..

 

جيل الحلم والمحن

 

قصيدة "على أراجيح الغياب"  كانت بمثابة بطاقك لدخول  فضاء النشر والتعريف بك كشاعر  لكنها كأغلب قصائدك بالاضافة للتناقض للدلالي تفصح عن مايسميه النقاد البناء المتداعي وروح الإنكسار  وطغيان مشاعر الأسى والخيبة رغم تشبثك بالحلم الحرية والإنعتاق من فراعنة واصنام العصر كخيار لاتراجع عنه.

 

*فهل لتوقيت ولادتك الشعرية المتزامن مع ثورة 11فبراير 2011 وانقلاب المليشيات الحوثية الإمامية عليها وادخال اليمن في حرب قضت على كل مظاهر الحياة تأثير على مزاجك الشعري؟

 

**دون شك فالشاعر مرآة لقضايا مجتمعه والمعبر عن قضاياه الإجتماعية والسياسية والمترجم الأكفأ لتطلعات أبناءه وأحلامهم، لسوء الحظ أن محمد الهتار وأبناء جيله، يمكن أن تطلق عليهم جيل الحلم والمحنة فنحن الجيل الذي أشعل ثورة11فبراير/شباط2011 الشبابية السلمية وأمن بمشروعية مطالبها وراهن عليها في تحقيق أحلامه البسيطة المتمثلة في حياة حرية كريمة تحت رأية دولة مدنية ديمقراطية حديثة لا تفاضل جهوي ولا عشائري ولا سلالي فيها.

 

واردف وحين كنا على وشك بلوغ ذلك الحلم الكبير تفاجئنا بمليشيات قادمة من كهوف عهود الظلام المعتمة تنقض على ذلك الحلم مجترة كل أحقاد الماضي وضغائنه، تحشو عقول البسطاء بخرافات الإصطفاء السلالي والحق الإلهي في استعباد الناس ونهب حقوهم بما فيها حقهم في التعبير والحياة.

 

وقصيدتي (موعد مع الشمس) تعبر عن ثورة11فبراير2011 التي طوت عهد الإستبداد والحكم العائلي وفتحت الباب لشمس الحرية على مصراعيه.

 

نورٌ سماويُّ وقلبٌ ثائرُ

ونشيدُنا الأزليُّ فجرٌ فاطرُ

 

مسراكَ حلمٌ نابضٌ بعروقِنا

وهواكَ أنتَ  نوافلٌ  وشعائرُ

 

وعلى خطى رؤياك مولدُنا الذي

أضحى يلملمُ دربَنا ويؤازُر

 

حريةُ الوطنِ التي بايعتَها

قد فُتِّحت فيها رؤىً وبصائرُ

 

يا شعبُ وانتصرت كرامُتك التي

سميتُها الفجرَ الذي سيفاخرُ

 

السيرُ أوضحُ مايضيءُ ولا بهِ

يا ابنَ الكرامةِ تائهٌ أو حائرُ

 

وهنا الربيعيونَ قادوا ثورةً

لمْ يلبثوا إلا وخرَّ الخاسرُ

 

والمجدُ محفوفٌ على أكتافِهمْ

وعلى الصراطِ الفجِّ نورٌ عابرُ

 

والسائرونَ الدربَ ليسَ كمثلِهمْ

إلا أساطيرٌ وشعرٌ نادرُ

 

يا موطناً غُرِسَ النضالُ بذاتِهِ

هلْ ليْ معَ الأحرارِ حلمٌ ساهرُ

 

هلْ لي معَ الشمسِ الأبيةِ موعدٌ

يلتفُّ في هالاتِها المتطايرُ

 

مازالَ فينا العزمُ يصرخُ قائلاً

لنْ يعترينا اليأسُ يا فبرايرُ

 

قالوا لكَ الأحرارُ لحظةَ باغتوا

ليلَ النوائبِ أنتَ وحدَكَ عامرُ

 

يا أيُّها الوطنُ المقدسُ إنِّما

هذي الجموعُ إلى سماكَ تسافرُ

 

روحي فداكَ وأنتَ كلُ خواطري

لو لي على هذا المساءِ خواطرُ

 

تاريخُكَ الثوريْ نضالٌ خالدٌ

وأفولُكَ الماضيْ بزوغٌ حاضرُ

 

يا دمعةَ الشهداءِ زفُّي ثورةً

فيها مِن الإصرارِ صبحٌ باهرُ

 

كلي على كلي يغني ثورةً

نِصفي يمانيُّ ونِصفي شاعرُ

 

إنْ لمْ نجدْ في الأرضِ هذي طَاهراً

يا قبلةَ الأحرارِ أنتَ الطاهرُ

 

عاد الزبيري الثائر وغاب الزبيري الشاعر!

 

مثلت نكبة21سبتمبر/أيلول2014 عودة العهد الإمامي الكهنوتي الى التسلط على رقاب اليمنيين، بعد أكثر من خمسين عاماً من قيام ثورة26سبتمبر/أيلول 1962 التي اطاحت بعرش الإمامة وكانت قصائد الشهيد محمد محمود الزبيري الثورية لا تقل فتكاً من رصاصات ثوار سبتمبر بفلول الإمامة وخرافاتها.

 

*ورغم وثبة أحفاد الزبيري الثوار بالألاف لمقاومة محاولة عودة العهد الإمامي وخرافاته إلا أن صوت الزبيري الشاعر مايزال خافةً او غائباً، فأين هو صوت احفاد الزبيري الشعراء من مقاومة المشروع الإمامي بحلته الجديدة القديمة من وجهة نظرك كشاعر؟

 

**معلوم أن تلك  المليشيات  الإمامية الهمجية بإنقلابها لم تغتال الثورة والجمهورية وتسطو على الدولة بل اغتالت الثقافة والإبداع في المقام الأول واستبدلت ثقافة الحب والسلام وبثقافة الكراهية والحرب،  ومارست عمليات ارهاب واعتقال وتهجير لكل الشعراء والمبدعين والكتاب في المناطق الخاضعة لسيطرتها لذلك  لم نعد نسمع منذ أن سيطرت هذه المليشيات الكهنوتية صوتاً في صنعاء لشعراء من أمثال عبدالعزيز المقالح ومحمود الحاج وعبدالغني المقرمي وغيرهم الكثيرين الذين كانت قصائدهم تنظم عقداً لؤلؤياً على جيد صنعاء واليمن وهم يتغنون بالجمال والحياة، الأن تحول الوطن الى مأتم كبير وصنعاء هجرتها البلابل، لتبقى وحدها بوم المليشيات تلوك زوامل الموت في كرنفال جنائزي بلا انقطاع.

 

أحفاد الزبيري الشعراء موجودون حتى في المناطق الخاضعة لسيطرة تلك المليشيات هناك قصائد رافضة وإن فضل أغلب الشعراء الإنكفاء على انفسهم خوفاً على حياتهم.

 

ظروف الحرب والقائمين على ادارة المعركة مع الأئمة الجدد اغفلوا مع الأسف الدور المؤثر للكلمة وللقصيدة في شحذ الهمم وبث الحماس في النفوس لمقاومة المشروع الإمامي الكهنوتي، وهم لايدركون بأنهم بتجاهلهم للمبدعين والمثقفين والشعراء يقدمون خدمة لهذه المليشيات ومشروعها الظلامي  الذي يعتبر سيدهم المثقف أشد خطراً على مشروعه من الجندي او المقاوم الذي يحمل السلاح، فالمثقف يكشف زيفهم ويفضح خرافاتهم.

 

وأنا نظمت قصائد كثيرة تناهض المشروع الإمامي وتدعو لمقاومته منها هذه القصيدة المعنونة بـ(درب البطولة)

 

درب البطولة

 

الحقُ دربُكَ والطريقُ هي الطريقْ

والصبحُ موعدُكَ المرصَّع

بالدماءِ وبالحريق

 

يا ابنَ الجبالِ

الشامخات

الراسيات

الفالقاتِ النصرَ صبحًا مستفيق

قاتلْ فإنَّكَ من يذودُ ولا يُذادْ

 

وازرعْ رصاصتَكَ العتية َ

في رقابِ العابثينِ حكاية ً

تُتلى  على لغةِ الزنادْ

 

الرايةُ الشمَّاءُ

والشرفُ المخلَّدُ في دمِ العهدِ الوثيق

أيقونةٌ سطعتْ بأحلام ِ

البلاد

 

سرْ وانتصرْ..

صرحُ المدينةِ شامخٌ

لم ينكسر

وجبالُها تحكي البطولةَ والصمودَ

لقعلةٍ نصَّت أساطيرَ الكرامةِ

من متارسِ جرةٍ

حتى صبر

 

سرْ واحملِ اليمنَ السعيد

بكلِّ دربٍ مُستَعر

فأنا هنالكَ مُنتظر

 

أرنو الصباحَ وجعبتي

حُبلى بميعادِ البريق

وخطايَ دربٌ لا يضيقْ

 

قل للقشيبيِّ

الذي تركَ الجموعَ مرابطينَ..

بأنَّ عبدَالربِ

شمسٌ لا تزول

 

 وبأنَّ ذيبانَ استعادَ الضوءَ

من شعلانَ..

ياعتمَ الأفول

 

وبأنَّ كفَّ الوائليِّ ستزرعُ الأزهارَ في كلِّ الحقول

هذي الجبالُ المفعماتُ بعزِّها

لن تُستباح

 

جبهاتُها نارٌ تُصَبُ

وتَقذفُ الشررَ المحوط َ

بالرياح

 

وبها لهيبٌ

ناطقٌ  بالقاذفاتِ إذا نطقْ

فابشرْ بموتٍ مُتفق

 

واهربْ بعيدًا قبلُ تأتيكَ الجيوشُ

فليسَ يحمي حتفَكَ الحتميَّ كهفٌ

أو نفق

 

هذي الحصونُ الحامياتُ ترابَنا المصنوع َ

من ألقِ الصباح

 

والرايةُ الشماءُ

والصفُّ الموحدُ

من روابي شبوةٍ

حتى البلق

 

وسدودُ مأربَ

من تَزيح

ولا تُزاح

 

والجوف

من يتلو لمقبنةَ الكرامة

والألق

 

والساحلُ الغربي

وهو يدك فئرانَ الكهوف

ويرتدي أبناؤه

فجرَ الكفاح

 

ومريسُ من داستْ على الأعداءِ

واتَّشحتْ بنيرانِ اللظى

في كلِّ ساح

 

هذي الحشودُ القاهرات

ستُخرحُ الصبحَ المرادَ

وينجلي عنكِ الغسَق

 

فالنصرُ موعدُكِ المحققُ يابلاد

ولا قلق

فالنصرُ موعدُكِ المحققُ يا بلاد

ولا قلق

 

تعز قصيدة حب

 

*توصف محافظة تعز بأنها عاصمة الثقافة اليمنية بالإضافة لسلوك أبناءها المدني الحضاري، كيف تنظر الى الوضع الثقافي في تعز في ظل سبع سنوات من الحرب؟

 

**تعز هي المحافظة الوحيدة التي صبت عليها المليشيات الحوثية جام غضبها وارتكبت بحق أبنائها ابشع الجرائم وماتزال تحاصرها حتى اللحظة، لإداركهم أن نهاية مشروعهم الظلامي ستسطر بيان وفاته محافظة تعز بالحبر والدم، حقائق التاريخ تقول ذلك وعلى عبدالله صالح كان يعي هذه الحقيقة فإعتمد سياسة التهميش والإقصاء على مثقفيها ومبدعيها.

 

ندعو الحكومة إلى أن تدرك الأهمية لتعز كمعقل لثقافة التنوير والمحبة والسلام وتأخذ بيد مبدعيها وتنتشلهم من حالة الإنكفاء التي فرضتها عليهم ظروف الحرب، مع الأسف وأقولها بكل مرارة لا يوجد أي دور للحكومة الشرعية ولا للسلطة المحلية في محافظة تعز في اعطاء مثقفي هذه المحافظة ولو الحد الادنى من الاهتمام والتكريم لقد أجبرت الحرب الكثير من كبار مثقفي  هذه المحافظة ومبدعيها على التوقف القهري عن مواصلة رحلة الابداع والتألق وانصرفوا لمزاولة أعمال أخرى لكسب لقمة عيشهم، ومن بقي متمسكاً بإبداعه منهم فلا يجد غير مواقع التواصل الاجتماعي عزاء ومتنفس.

 

مكتب الثقافة في المحافظة يغط في سبات عميق ويغرد خارج بعيدا عن سرب الثقافة والمثقفين ولا يكترث للوضع المزري الذي وصل إليه حال الثقافة والمثقفين في تعز.

 

الشاعر محمد الهتار شاعر يكشف نتاجه الشعري الغزير وقصائده المترعة بالحنين عن شاعر سبقت قصائده عمره بعقود كثيرة، ولا يجد كل مطلع على قصائده سوى التحسر على بقاء موهبة بتلك الجمال تحت ركام التجاهل والإهمال لدرجة صار إصدار ديوانه الأول حلمه الوحيد، وهي الأمنية التي وضعها على عاتقنا في "الموقع بوست" كأول وسيلة اعلامية تكسر حاجز التجاهل المضروب حول واحة ابداعه لنقلها كما قال لإيقونة الثورة الشبابية اليمنية توكل كرمان، ونحن بدورنا نتوجه بسؤالنا الأخير لتوكل لما عرف عنها من دعم سخي لتعز وأبنائها.

 

فهل سنحتفل مع الشاعر محمد الهتار بإصدار ديوانه الشعري الأول؟


التعليقات