[ تناولت الحلقة العديد من مظاهر الحياة التقليدية في العدين ]
أغاني العدين
تحتل العدين المرتبة الثالثة بعد صنعاء وعدن في أغاني تذكر اسمها أو مناطق منها مثل، وامغرد بوادي الدور، والاخضري من العدين بكر، وأخضر جهيش مليان حلا عديني، ويا بدر يا عديني جننتني وشليت نوم عيني، وطاب السمر واصبايا غردين في سفح بعدان وأوطان العدين، والزفة العدينية تغنى في كل أعراس اليمن، وغناها كثير من الفنانين، وتم تلحين وغناء مهاجل عدينية في عدن عبر الإذاعة والتلفزة منها:
وامحل أورد واوريداني
واليوم والله واليوم دائم
ومن أهازيج الاطفال وألعابهم:
يا مطر أمطر للشعير والبر
يا الله بالمطر من طالع يسقي قعطبة والضالع
علي علعلة قرط المكحلة
حجنجلي عمي علي كسر رجله بين الذري
يا معصرة الصليط قولي بعدي طيط طيط
اقرأ أيضا: مقبل نصر غالب في الحلقة 21 من مذكراته يكشف لأول مرة لمحات من تاريخ مذيخرة وجيش السلال لتأديب الباشا
ومن مهاجل النسوان:
ألا وهيامه إلا وهي تقبل على رضى مقبل
خير واعمة قاله وابني خير
أنواع الأراضي الزراعية
1- الكروة: وهي تربة خصبة جدا يزرع فيها البن غالبا بكميات كبيرة، يتخلل اشجار البن شجرة ترنج وشجرة عنب فلفل، شجرة عنب عظام (المانجو).
2- العقمة تربة خصبة أقل من الكروة وأصغر منها ويزرع فيها البن أيضا.
3- القطين: حول طويل نحيف (ضيق) متنوع الخصوبة بين الوسط والأطراف غالبا يزرع فيه الذرة والشام (ذرة شامية) والفاصوليا.
4- الشعبة جزء من مدرجات زراعية تسمى شعابي، ويزرع فيها الغرب والدخن والدجر.
5- المشنة: قطعة أرض تشن الماء الصافي إلى الكروة، وتحجز الشوائب والنيس فيها، والرعوي يحر النيس بالمحر، ويزرعها كما يزجد (يذرأ بالحجنة) العبيلة التي تكونت من الحرور، ومثل ذلك الموسنة التي تحجز الشوائب عن العقمة وتوصل لها الماء الصافي.
6- المجبأ: قطعة أرض صغيرة جنب البيت لزراعة البسباس، والطماطم، والريحان، والورود.
لوازم العمل بالأرض وأساسيات البيت
الحجنة (محفر يدوي) لحفر الأرض، العطيف (فاس) لقطع الأشجار، المفرص لحفر الأرض الخشنة، المجرفة، لتجريف التراب، المكدس (كتلة خشبية) لتفتيت الكتل الطينية المتصلبة.
العدة (المحراث) لحراثة الأرض والتليم، والكحيف، المحر لحر التراب من مكان إلى آخر.
أما أساسيات البيت في ريف العدين قبل سبعين عاما، فهي كلا من:
1- المطحن (رحى) تطحن به المرأة يوميا حسب حاجتها للطحين في عمل الطعام بأنواعه، إضافة إلى المرهأ (مسحقة كبيرة) لفحس الحبوب التي لا تدخل المطحن كالبن، ومسحقة صغيرة للبسباس.
2- البقرة: لتوفير السبغ بأنواعه ومشتقات الحليب، وهي لازمة لكل بيت ويلحق بها دبية (إناء من القرع) لعمل الحقين، وكدري (إناء فخاري) لحفظ السمن.
3- المأفي (تنور) لخبز الفطير بأنواعه، ملحق بجانبه صعد (موقد) لعمل العصيد والقهوة.
4-سلال من القصب لحفظ الحبوب مدة طويلة مرمودة (مخلوطة بالرماد).
5- أدوات المطبخ: حرضة (حجر محفور بشكل إناء) لعمل العصيد داخله، ومدرة (إناء فخاري) بأشكال متنوعة للعصيد فيه، أو انضاج اي شئ.
6-القشوة (إناء فخاري رأسي) لانضاج اللحم فيه والدباء واللسيس (الدجر)، والجمنة فخارية لعمل القوة، والكوز للماء والحياسي (فناجين) للقهوة، ومن الفخاريات الجرة لجلب الماء من البير وحفظه، والدلو لإخراج الماء من البير.
7- الفراش سلقة (فراش من عزف)، وكيس النوم ضروري لكل فرد حسب مقاسه، ينام داخله محميا من القمال والكتان (البق) والنمل والحشرات المتنوعة، والسراج قمقام يعمل بالقاز(كيروسين) بذبالة من القطن.
8- العصا سلاح الرجل طوال النهار أينما توجه، ويحمي نفسه من الحيوانات المعتدية والثعابين وغير ذلك.
9- الشريم (منجل) سلاح المرأة لقص الحشائش، وأغراض متنوعة، ولا يستخدمه الرجل إلا مرة واحدة، أثناء الصراب (جمع الثمار) والقحيز (قص القصب).
10- الهر (قط) لحماية المنزل ومن فيه، من الفئران والقوارض والفواسق والثعابين والعقارب.
11- الدجاج لتوفير البيض واللحم.
ومن الكماليات الغنم والكسب والنحل والثور والحمار والكلب، حيث يمكن أن يستأجر الرعوي ثور جاره أو حماره، ويشتري منه العسل والضأن عند حاجته.
من الأعمال الجماعية في القرية
1- المجران لخبط السنابل، وفصل الحب منها، وكيلها لكل أهل القرية، فيعرف الرعوي كم حصل على أقداح في الذرة، والغرب والشام (الذرة الشامية) والدخن وغير ذلك.
2- الموحس (ملكد كبير من الخشب) لفصل حبوب الدخن عن سنبله خاصة الكمية القليلة، عادة تقوم بها النساء.
3- المدفن (حفرة في الأرض لدفن الحبوب) يتشارك بها الجيران في مدفن مشترك حسب الكيل والفترة المحددة.
حكم وأمثال العدين
من سبق لبق خلق ودلق
السائر طائر والجالس حجر
إذا ظهر المشمش شل الغرب وانفش (معلام تليم الغرب)
ابن قحبة هرب والمسكين اكدوه
حنك السوق مضربة
المتحكر يخرج من السوق عطل
اذا يدك تحت الحجر أخرجها بالبصر
محد يضارب محل ما يضرب
لا تخلي عزب يخطب لك ولا مولعي يقطف لك
أزياء العدين
الرجال يستخدمون اللون الأبيض، المقطب أبيض، والشميز أبيض، والكوت والمشدة، والثوب الذي يحمله على كتفه يرافقه طوال النهار أينما ذهب، ويستعمله في أغراض متعددة حتى في الجلوس عليه كيلا يتوسخ المقطب، واذا لبس الجنبية يشدها بالمحشة (رباط من القماش طويل.
أما الأولاد يلبسون مدرعة (قميص أبيض) وكوفية على الرأس.
الالوان والزركشة ملابس النسوان، زركشة السروال من الركبة إلى القدم وزركشة القميص عند الصدر، وفي الرأس منديل ومقرمة، وزينة النسوان كانت مشغولات من الفضة في الأصابع واليد والعضد والعنق والأذان، مع بعض الأساور الزجاجية تسمى زجيج.
الكل حافي القدمين الرجال والنسوان والاولاد والبنات، وإذا لبس كبار السن كندرة (جزمة) أو رقيص من الجلد يمشي به مسافة بسيطة ثم يخلعه ويعلقه على عصاه.
المشاقر مشتركة بين الذكور والإناث، مع اختلاف مكان وضع المشقر، النساء تعمله جنب الأذن، والرجل يعمله في المشدة، وأغلب الأطفال كان يعلق على رقبته حرزا يحرسه من الجن والسحر والحسد.
النقود هي الريال ماريا تريزا واجزاؤه، الريال يساوي أربعين بقشة، أي عشرين ربية، أو عشر باولات، والبقشة نصفها بيسة، والنقود كانت نادرة، حيث يتم البيع والشراء بالمقايضة، حبوب مقابل بن، دجاج مقابل ملابس، بيض مقابل علاج، سمن مقابل فواكه وخضروات.
المكيال هو الرابعة وتساوي أربعة كيلو غرام، والقدح 15 رابعة يساوي 60كيلوغرام، والأوزان بالرطل، والرطل عشرين وقية، الفراسلة (قطمة)عشرين رطل، والاطوال بالذراع والطاقة تساوي عشرين ذراع، والمساحة بالقصبة.
يتبع في الحلقة القادمة.
*خاص بالموقع بوست.